خلال محاضرة نظمها «اتحاد الكتاب» في أبوظبي

عمرو دهب يصف كتب كبار بـ «الخفيفة»

عمرو منير دهب يشبه الكتابات الخفيفة بـ «أفلام المقاولات». من المصدر

وصف الكاتب السوداني عمرو منير دهب كتباً مثل «في الشعر الجاهلي» للدكتور طه حسين، و«من وحي القلم» للرافعي، و«العقد الاجتماعي» لجان جاك روسو، وكذلك كتاب «صراع الحضارات»، وكتب إبراهيم عبدالقادر المازني، وأنيس منصور، والجاحظ في «الحيوان» و«البخلاء»، ومؤلفات برنارد شو، وجيروم كي جيرو، بأنها «كتابات خفيفة بالمعنى التقليدي، رغم أن لها أثرا أدبيا واجتماعيا وفكريا كبيرا»، مستندا في هذا التصنيف إلى أن «الخفة هنا قد تعد مرادفا لحجم الكتاب أو الموضوع الساخر، كما أن معظم هذه الكتب عبارة عن مقالات أو محاضرات». ورغم تصنيف المحاضر هذه الكتابات ضمن الكتابات الخفيفة لموضوعها الساخر وحجمها الصغير؛ عاد واعتبر كتابه الجديد الذي صدر بعنوان «طريق الحكمة السريع»، الذي يضم حكما وأقوالا ويعد من الكتب صغيرة الحجم، يندرج ضمن الكتابات الجادة، مشيرا إلى إيمانه بأن السخرية أو الدعابة ليست نقيضا للجدة من حيث الفنية. وأشار إلى أن الحكم والأقوال السريعة الخاطفة مغرية بالاتهام، حتى لو كانت جادة.

وعلى الرغم من الكثير من النظريات والآراء؛ فإن معايير الكتابة الإبداعية لاتزال مثار جدل واختلاف كبيرين. وهو ما أشار إليه الكاتب عمرو منير دهب في بداية المحاضرة، التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، أول من أمس، بعنوان «ميزان الكتابة الجادة». واعتبر الكاتب أنه «لا يوجد تعريف جامع مانع للكتابة الجادة أو الخفيفة، بل لا يوجد تعريف غير جامع وغير مانع، وربما هذا ما فتح الباب للكثير من المغالطات في هذا المجال». واتجه عمرو دهب، في المحاضرة التي قدمها الشاعر والفنان التشكيلي محمد المزروعي، إلى تصنيف النص الأدبي إلى «جاد وخفيف وساخر»، موضحا أن الكتابة الجادة لابد أن تتسم بمواصفات أهمها أن تضيف جديدا في المعرفة أو تقدم تحليلا لفكرة مطروحة، وهي كتابة لا تتهيب أن تكون ممتعة، ولا تحتسب بالحجم أو عدد صفحات الكتاب، أما الكتابة الخفيفة فهي كتابة قليلة الحجم في الكم غالبا، وتهتم بأن تكون ممتعة ولا ترهق ذهن القارئ، وهي قد تضيف جديدا أو تكتفي بالشرح، أو التعليق السريع على كتابات جادة. وذهب دهب إلى تصنيف إضافي، يشير إلى كتابة أقل بالمستوى من الخفيفة، وصفها بـ«السخيفة»، وهي كتابة غير قيمة أو مفيدة، ومن سماتها أنها لا ترتبط بحجم أو كم، وهي تهتم بأن تكون مشوقة، ولا تضيف جديدا ذا قيمة، وتتعمد السطحية لا البساطة، وتعمد إلى دغدغة ما يجذب الناس.

وعمرو منير دهب، كاتب سوداني، يحمل شهادة البكالوريوس بالهندسة الكهربائية من جامعة المنصورة. يعمل رئيساً لشعبة الأجهزة بشركة العين للتوزيع. نظم الشعر وكتب في العديد من الصحف السودانية، منذ منتصف التسعينات، ويكتب حالياً في صفحة الرأي بصحيفة «السوداني» عموداً أسبوعيا، يتناول فيه الشأن الثقافي والفكري والاجتماعي على مستوى السودان والعالم العربي والنطاق الإنساني عموما. وصدرت له خمسة كتب أحدثها «طريق الحكمة السريع». وشبه المحاضر الكتابات الخفيفة بـ«أفلام المقاولات، التي ظهرت بالسينما المصرية في الثمانينات». وقال إن «تلك الأفلام كانت تحمل في إنتاجها قدرا من سوء النية، في مضمون العمل الذي تم إنتاجه عمدا من أجل أن يكون مفرغا من المضمون، والاستخفاف بعقلية الجمهور». كما اتجه إلى تطبيق تصنيف الجاد والخفيف على المسرح، معتبرا أن مسرحية مثل «شاهد ماشافش حاجة»، للفنان عادل إمام نموذج للمسرحية الجادة، إذا ما تم حذف بعض الزوائد، إلى جانب مسرحية «ضيعة تشرين»، وبقيةأعمال دريد لحام.

تويتر