«دبي ميراكل غاردن».. ملايين الزهــور يُزرع بعضها للمرة الأولى في المنطقة

لوحاتُ فنية طبيعية أبطالها ملايين الزهور التي وزعت بتصاميم منوعة تخطف الأنظار، على امتداد مساحة إجمالية تصل إلى ‬72 ألف متر مربع وممرات بطول ستة كيلومترات، تحتضنها في رحابها الواسع «دبي ميراكل غاردن» أو «حديقة دبي المعجزة» التي افتتحت أبوابها أخيراً أمام الزوار في محيط مجمع «دبي لاند»، كأكبر حديقة زهور في العالم.

وتضم «حديقة دبي المعجزة» التي تقع على مقربة من منطقة «المرابع العربية»، نحو مليوني شتلة تنتج ‬45 مليون زهرة تندرج ضمن ‬30 نوعاً مختلفاً، بعضها استورد من دول أجنبية مختلفة ومنها أميركا وبريطانيا وهولندا، ويُزرع للمرة الأولى في المنطقة.

وتزهو ملايين زهور «الحديقة المعجزة» بباقة غنية من الألوان التي تزيد على الـ‬60 لوناً تغطي تصاميمها الفريدة أفقية ورأسية متميزة وأخرى ذات تصاميم ثلاثية الأبعاد، ومن أبرزها صورة كبيرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تقديراً واعتزازاً بذكرى مؤسس الدولة، زين الطريق إليها «ممر القلوب» بسبعة مجسمات من الزهور التي تأخذ شكل القلب إشارةً إلى إمارات الدولة السبع التي جمعها بجهوده وعزمه.

ونجحت «حديقة دبي المعجزة» التي تضم زهوراً زرعت للمرة الأولى في منطقة الخليج، بفضل تميز فكرتها وتطبيقها الذي يقدم صورة مغايرة للترفيه في إمارة تمثل وجهة أساسية للسياح، في استقطاب آلاف الزوار من مختلف الجنسيات، وذلك على الرغم من عمرها القصير الذي لا يتعدى الشهر.

مشروع محلي

صاحب فكرة «دبي ميراكل غاردن» ومدير عام شركة «عقار» لخدمات تنسيق الحدائق والزراعة المهندس عبدالناصر ياسين الرحال قال لـ«الإمارات اليوم» إن «حديقة دبي المعجزة» أكبر حديقة زهور في العالم، وهي مشروع محلي غير مستنسخ أو مستورد من دولة أخرى، يمثل استغلالاً إيجابياً للأجواء الجميلة التي تتمتع بها الدولة ودول الخليج المجاورة من أواسط شهر أكتوبر حتى نهاية أبريل أي نحو سبعة أشهر سنوياً تمثل بيئة خصبة وأجواء مثالية لنمو النباتات والزهور تحديداً.

وأضاف أن فكرة الحديقة جاءت من منطلق إنشاء منطقة جذب سياحي تعتمد على السياحة البيئية وخلق نشاط سياحي جديد داخل الدولة، يضاف إلى ما فيها من مرافق جذب تشكل مقصدا للسياح والمواطنين والمقيمين على حد سواء. مقدمةً صورة مميزة لا تعتمد على المنشآت الاسمنتية التي باتت تشكل مصدر رتابة للزوار كما هي الحال بالنسبة للمراكز التجارية، وذلك على خلاف المناطق الطبيعية المفتوحة التي توفر مساحة كبيرة من الراحة النفسية.

المرحلة الأولى

الرحال قال أيضاً إن العمل بدأ على المرحلة الأولى من مشروع الحديقة في ‬20 نوفمبر العام الماضي، وقد أنجزت بفضل جهود فريق العمل المكون من ‬300 شخص يتوزعون ما بين مهندسين وفنيين ومراقبين، عملوا بجد واجتهاد بمعدل ‬16ساعة يومياً لإتمام تصاميم وتنفيذ مرافق هذه المرحلة.

وحول المرحلة الأولى قال الرحال تضم المرحلة الأولى تصاميم فريدة أفقية ورأسية متميزة وأخرى ذات تصاميم ثلاثية الأبعاد، ومن أبرز هذه التصاميم الصورة الكبيرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تقديراً واعتزازاً لذكرى مؤسس الدولة، إلى جانب «هرم الزهور» الذي يؤهل الحديقة لدخول «موسوعة غينيس للأرقام القياسية»، والذي يصل ارتفاعه إلى ‬10 أمتار بقاعدة مساحتها ‬144 متراً مربعاً، علاوة على «حائط الزهور» الذي يحيط بالحديقة بطول يصل إلى ‬800 متر وارتفاع يناهز ثلاثة أمتار.

ونوه الرحال بأن «الحديقة المعجزة» نجحت بفضل تميز فكرتها وتطبيقها المبهر، في استقطاب آلاف الزوار من مختلف الجنسيات، وذلك على الرغم من عمرها القصير الذي لا يتعدى الشهر، ففي يومٍ واحد استقبلت الحديقة ‬20 ألف زائر، ولابد من الإشارة إلى الدعم الكبير الذي منحه مسؤولو مشروع «دبي لاند» الذي تقع الحديقة في موقعه، والذي أسهم بدوره في إتمام سير عمل المرحلة الأولى بسلاسة ويسر، وكذلك الحال بالنسبة للمرحلة الثانية التي نعمل على إنجازها حالياً.

وذكر الرحال «حرصنا على جمع آراء مجموعة واسعة من جماهير الحديقة لقياس مدى رضاهم، لاسيما حول سعر تذكرة الدخول التي تباع بـ‬20 درهماً، باستثناء الأطفال دون سن الثالثة حيث يكون الدخول لهم مجاناً هذا بالإضافة إلى ذوي الاعاقة وكبار السن، وذلك عن طريق استبيانات زودوا بها فور مغادرتهم الحديقة، بينت نتائجها درجة عالية جداً من الرضا والقبول.

المرحلة الثانية

عن المرحلة الثانية من «دبي ميراكل غاردن» أشار الرحال أن أبرز ما سيميز المرحلة الثانية من مشروع الحديقة، التي من المتوقع انجازها في منتصف شهر أكتوبر المقبل أو بداية نوفمبر، مجسمات القبب التي ستغطيها لتضمن استقبال الزوار في شتى فصول السنة في جوٍ مكيف، وعدم اقتصارها على شهور معينة، هذا إلى جانب حديقة الفراشات، ، فضلاً عن أكبر ساعة من الزهور الطبيعية، بالإضافة إلى مناطق للنباتات العطرية والمثمرة التي ستمكن الزوار من التقاط الثمار بأيديهم وتذوقها طازجةً، وركن خاص بألعاب الأطفال ومجموعة من المنافذ التجارية والمطاعم بدرجات متفاوتة.

حدائق زهور حول العالم

- تعد حديقة «كوكنهوف»، أكبر حديقة زهور في هولندا ومن أهم مصادر الجذب السياحي فيها، وهي في الأصل جزء من قلعة «كوكنهوف» التي شيدت في القرن الـ‬15، وقد أعيد تصميم الحديقة على يد «يان ديفيد زوشر» الذي يعد أحد أشهر مصممي الحدائق في هولندا في عام ‬1840، لتضاف بعدها على مر السنين مساحات أكبر وتصاميم أحدث للحديقة التي تمتد على مساحة ‬32 هكتارا وتحوي أكثر من سبعة ملايين زهرة ووردة طبيعية، وتستقبل كل عام نحو ‬800 الف زائر من مختلف أنحاء العالم سنوياً.

- تضم «حديقة كوالالمبور للزهور» بماليزيا، ‬1000 نوع من نباتات الأوركيد الأشهر بماليزيا وبعضها من النوع النادر، هذا إلى جانب أنواع أخرى من الزهور التي تزدهر على مدار السنة.

- اعتادت الأسرة المالكة في بلجيكا على فتح أبواب «حديقة الزهور الملكية» التي تقع في محيط القصر الملكي سنوياً أمام الجمهور لمدة ثلاثة أسابيع للاستمتاع بالزهور.

- تتميز جنيف، بحدائقها وأشهرها «الحديقة الإنجليزية» التي تضم ساعة الزهور الشهيرة، هذا إلى جانب حديقة النبات حيث مئات من أنواع الزهور وفرصة للاسترخاء وسط الطبيعة، وغيرها.

- «حديقة زهور بيركيلي» هي متنزه مملوك لإدارة مدينة «بيركيلي» وهي إحدى مدن مقاطعة «ألاميدا» بولاية «كاليفورنيا» الأميركية، وتقع في منطقة سكنية في «تلال بيركيلي»، أنشئت الحديقة على مدار ما يقارب خمس سنوات امتدت من سنة ‬1932 إلى ‬1937. ويحتوي القسم الشمالي منها على عدد من ملاعب التنس، وأما القسم الجنوبي فهو بستان من أشجار «السيكويا» دائمة الخضرة، و«الغار» وغيرها من الأشجار.

- اشتهرت «أبردين» ثالث أكبر مدينة اسكتلندية من حيث عدد السكان، منذ فترة طويلة بمتنزهاتها وحدائقها الـ‬45 الرائعة، ومعارض الزهور المنتشرة في المدينة التي تحتوي على مليوني زهرة و‬11 مليون زهرة نرجس بري وثلاثة ملايين من نبات الزعفران.

فازت المدينة بجائزة «بريطانيا تتفتح» الخاصة بمجتمع «هورتيكالتشر الملكي» كـ «أفضل مدينة» عشرات المرات، وفي مسابقة «اسكتلندا تتفتح» ‬20 مرة، وفي فئة «المدينة الكبيرة» لسنوات طويلة جداً بدأت في عام ‬1968. وفي مرحلة ما بعد فوزها لمدة تسع سنوات على التوالي، حظرت بريطانيا «أبردين» من المنافسة في مسابقة «بريطانيا تتفتح» لإعطاء فرصة لمدن أخرى.

ويعود الفضل غالباً لفوز «أبردين» في مسابقة «بريطانيا تتفتح» إلى «حدائق جونستون» وهي متنزه صغير على مساحة هكتار على الطرف الغربي من المدينة، يحتوي على مختلف أنواع الزهور والنباتات التي تشتهر بجمالها. وقد لُقبت الحديقة في عام ‬2002 «أفضل حديقة في بريطانيا».