توقع بروز زعيم للثورة المصرية واستغرب انعدام السيطرة على التظاهرات

مارتن لوثر كينغ: ‬6 خطوات لحل أي نـــــــــــــزاع في العالم

خلال الندوة التي شارك فيها مارتن لوثر كينغ الابن. تصوير: أشوك فيرما

قال الناشط الحقوقي، مارتن لوثر كينغ الثالث، إن «حل أي نزاع في العالم يعتمد على ست خطوات تربط بين طرفي العلاقة ممثلة في الحكومة والشعب، والتي تعتمد أساساً على جمع الحقائق والمفاوضات والنقاش والتصالح والالتزام باحتواء احباطات الشعوب مع تقديم تنازلات من كلا الطرفين».

واستعرض، كينغ الابن، تجربة والده الناشط الحقوقي الشهير مارتن لوثر كينغ، خلال جلسة الحوار التي شهدها منتدى الاتصال الحكومي، الذي اختتمت فعالياته أمس، وتابع أن «الثقة إذ ما انعدمت ولم يكن هناك رغبة في حل النزاع، فسنصل إلى حائط مسدود، لذلك يجب أن يكون هناك تصرف مباشر، وأقصد هنا عندما لا يعامل الناس باحترام في موطنهم، فسيكون لديهم تصرف ناضج، كما حصل في تلك الفترة التي عاصرها والدي، وكان ناشطاً ينادي بحقوق السود، فقد قام السود في تلك الفترة برد فعل وتصرف مباشر، بعدم استخدام المواصلات بعد ان تعرضت سيدة سوداء لمحاولات طرد من الحافلة التي كانت تستقلها وعندما رفضت تم إلقاء القبض عليها، فما كان من السود إلا ان امتنعوا عن استخدام المواصلات لأكثر من ‬350 يوماً، الأمر الذي أحدث خسائر جسيمة، ما اضطر اصحاب الشركات إلى أن يفتحوا حواراً دون آفاق جديدة لتأمين مصالحهم المشتركة».

حمدي قنديل: الإمارات تعمل على إسعاد المواطن

قال الإعلامي المصري حمدي قنديل: استحي أن أبدأ كلمتي بالقول إنه ربما تكون إدارة المنتدى قد أخطأت بدعوتي للحديث إليكم عن الاتصال الحكومي، ذلك انني لم اعمل في هذا المجال من قبل، بل انني لم اعمل طوال حياتي المهنية التي امتدت لأكثر من ‬50 عاماً سوى سنتين اثنتين في الحكومة، لكن، ربما كان لمضيفينا العذر انهم رأوا انه ربما يكون من المفيد ان نستمع لصوت من خارج الدائرة، من خارج الصندوق.

وأضاف قنديل «الواقع انني لست فقط خارج الصندوق، انا في الإجمال معترض على الصندوق ومن فيه.. حظي العاثر حعلني غريماً للحكومة في بلدي قبل ‬25 يناير وبعده، لم نكد ننجو يومها من حكم حتى جاءنا آخر زاد الكثيرين منا تعاسة».

وقال «أطمئنكم انني لا انوي إلقاء خطاب سياسي اليوم، ولا اعتقد ان خطابي سيكون مؤثرا كما يصفه برنامج الندوة.. اقصد انه لن يكون مؤثراً لدرجة البكاء، ولو ان مجمل الأحوال في وطننا العربي تستدعي الرثاء، اقول مجمل الاحوال لانه حتى القوميين منا مثلي يعترفون بأن هناك تباينات جلية بين بلداننا، خصوصاً في اوضاعها السياسية التي زادت حدتها بعد ما سمي بالربيع العربي». واكد حمدي قنديل «لن اصنف بين دول جمهورية وملكية، او بين نظم ديمقراطية وشمولية، لكنني واضعا هدف المنتدى في الاعتبار، سأميز بين بلداننا وفقاً لمدى الاستقرار، مدى التناغم بين الحكومة والناس».

وأوضح قنديل ان «مبعث هذا الرضا ليس في كفاءة الاتصال الحكومي.. مبعثه في كفاءة الحكومة ذاتها.. فإذا ما كانت الحكومة، كتلك التي يريدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مثلاً، حكومة تعمل على اسعاد المواطن على مدى ‬24 ساعة مثل الخطوط الجوية، مرحبة بالمتعاملين معها كترحيب الفندق بنزلائه، فلا ادري ان كان هذا بشيراً أم نذيراً بأن حكوماتنا ليست في حاجة لادارات اتصال ولا نحن بالتالي في حاجة الى منتدى كهذا الذي نشارك فيه اليوم.. عندما يتحدث العمل الحكومي عن نفسه، فلا حاجة لان يتحدث باسمه احد.. الحديث عندئذ لن يزيد عن كونه مجرد ثرثرة». واشار الاعلامي حمدي قنديل إلى ان الامارات سارت منذ توحدت على طريق الإنجاز، موضحاً الى ان هناك مجتمعات الوفرة اليوم، مع مرور الزمن ومع اطراد التقدم ومع المتغيرات الاقتصادية الدولية.. ستواجه تحديات تتعلق بزيادة عدد السكان وتزايد معدلات البطالة وضرورة توفير الخدمات والسلع بأسعار معقولة، لكن تكفي لذلك الثروات الطبيعية التي يجب ادخار جانب منها لأجيال مقبلة.

كما تناول كينغ الابن تقديم أفضل ممارسات الاتصال الحكومي استناداً إلى خبرته الشخصية، والتعرف إلى أهم إنجازاته العملية، وتعميم الفائدة منها، وسلطت الجلسة التي ادارتها الإعلامية منى الشاذلي، الضوء على أهمية الاتصال السلمي بين الحكومات ومختلف الأطراف المعنية، كونه الطريقة الوحيدة لضمان نتائج فعالة، كما شدد على أهمية بناء آلية للحوار المستدام والفعال بين الحكومات والجمهور التي ستكون بمثابة المفتاح لشرق أوسط جديد، كما ستعمل على تلبية متطلبات الملايين من شعوب المنطقة.

وأكد كينغ أن «قضية الاتصال الحكومي مسألة بالغة الأهمية، وهنا يجب أن اذكر نبذة تاريخية عن والدي وفريقه الذين كانوا قبل كل شيء منظمين في ما بينهم، وهذا العام سيصادف الذكرى الـ‬50 في مسيرة واشنطن وخطابة الشهير (لدي حلم)، الذي تحدث فيه عن الذين استبعدوا، وما يميز والدي أنه لو اختار استخدام العنف لكان قد استبعد، ولم تكن له هذه الشعبية أصلاً، إلا انه آثر أن يأخذ الطريق السلمي، وهذا ما اسهم في نجاحه».

وتابع «استطاع مارتن لوثر كنغ تحويل القهر والغضب، عبر فهمه مراراً أن العنف لغة الذين لم يسمع صوتهم، لذلك غالباً ما يعبرون عن غضبهم من خلال العنف، فيما ظهر والدي ورفاقه ليستخدموا نوعاً آخر من التعبير عن هذا القهر والرفض عبر الحوار والتظاهر السلمي، لاسيما مع ما كان يمارس ضدهم من اضطهاد، إذ اعتقل والدي نحو ‬40 مرة، بسبب أمور لم يؤمن بها، جراء تلك القوانين غير المنصفة، على سبيل المثال وليس الحصر، الرجال السود لم يستطيعوا التسوق من المدينة، كما انهم منعوا من شرب المياه في المدن، من هنا قرر السود عدم المشاركة في الاقتصاد، الأمر الذي طرحت على إثره قوانين بحقوق السود، منها حق الانتخاب، وحق اختيار المكان الذي يعيشون فيه».

ويرى كينغ الابن أن «الحركة الشعبية لمارتن لوثر كينغ كان وراءها ظهير قضائي، إذ ان المحاكم في الولايات المتحدة اقرت بأن القوانين غير عادلة ولا تتناسب مع الدستور، ولولا دعم المحكمة العليا في الولايات المتحدة ما كان لنا أن نحصل على نتائج، كذلك مشاركة المحاكم وذهاب الكثيرين إلى رفع دعاوى، بالتالي كانت المحكمة العليا تريد ان يحصل الجميع على العدالة، غير أني لن اعتبر ذلك أو أصفه بأنه تمرد من قبل القضاء على الحكومة، لسبب واحد أن في الولايات المتحدة هناك فصل بين السلطات الثلاث في الدولة». وقال كينغ الابن إن «الألم هو نفسه في أي مكان في العالم، والقهر الإنساني لا يرتبط بمكان معين، إلا أن المهم معالجته والبحث عما يوحدنا لإحداث التغيير في العالم، لاسيما أن القائد الجيد لا يهم إن كان دينياً أو رئيس شركات أو مدنياً او حتى سياسياً، وذلك استناداً للقول المأثور إن السياسي الجيد هو من يحضر للانتخابات المقبلة، أما الرئيس فهو من يحضر لتأسيس جيل جيد».

مشيراً إلى أن «كل قائد عليه أن يغير نمط الاتصال مع الآخرين، سواء من خلال الوسائل التقليدية أو الحديثة من قنوات تواصل اجتماعي، وهنا تجدر الإشارة والتعبير عن الاهتمام بالحركات والتظاهرات التي باتت اليوم قادرة على أن تنظم أكثر مما كانت عليه في السابق، لكن معظم تلك الحركات تعد خارجة عن السيطرة، وهذا ما لا أجد له تفسيراً، فعلى سبيل المثال الثورة المصرية، لم يكن لها زعيم محرك لها، لكن سيبرز ذلك الزعيم وهذا ما اميل للاعتقاد والايمان به، لاسيما في وجود الشباب الجيد والقادر على التعبير عن رأيه».

وتنبع فكرة التواصل كما يراها كينغ «من أهمية تفاوض الإدارة أو الحكومة مع النظام الذي يرفضها، فقد يعتبر البعض مجرد التعبير عن هذا الرفض أنه قد يكون وصل إلى درجة الخيانة، غير أن مارتن لوثر كينغ استطاع تحقيق التواصل، إضافة إلى التظاهر، وهناك خط فاصل بينهما، إذ في كل ثورة هناك اشخاص سيتظاهرون وآخرون سيقومون بالتواصل، الحوار جيد، ولا يمكن ان تتقدم خطوة دون حوار وتفاوض لحل المشكلات».

وذكر كينغ أنه تنبه من خلال استعراض حادثة اغتيال والده، أن «المجتمع لم ينجرف للعنف، بعد أن قتل والده على يد أبيض، إنما كانت هناك احتجاجات في جميع الولايات الأميركية، ولكن رد الفعل الاول كان الإحباط والكثير من القهر، وتمت إعادة التوازن الحساس بين هذا القهر والغضب الكامن وراء الاغتيال، وعدم الولوج إلى العنف إنما اتباع السلام والقنوات السلمية، لاسيما أن الكثير كان يريد معرفة السبب حول قتل مارتن لوثر كينغ، والجواب أنه كان يقوم بأمر ثوري، وانتقل من الحقوق المدنية إلى حقوق الإنسان، وركز على الولايات المتحدة، إلا ان رسالته فهمت بطريقة غير صحيحة، لاسيما أنه كان يناشد بتوزيع الموارد بالتساوي، الأمر الذي شكل قلقلاً لدى الكثير». ويعد مارتن لوثر كينغ الابن من أبرز القادة السياسيين الناشطين في مجال حقوق الإنسان والمجتمع، وكانت له مشاركات فاعلة في إطلاق مبادرات سياسية ترمي إلى تحقيق العدالة والمعاملة المنصفة لجميع المواطنين في داخل وطنه وخارجه، ولإحياء ذكرى اغتيال والده مارتن لوثر كينغ، أطلق في الرابع من أبريل المبادرة المعدلة: «إنقاذ الأرواح، وبناء الأحلام» في عام ‬2012، كنداء للعمل من أجل بناء مجتمعات آمنة وسلمية.

وأسس كينغ محطة باونس، وهي أول شبكة تلفزيونية مملوكة ويجري تشغيلها بشكل مستقل من قبل أميركيين من أصل إفريقي، وتستهدف محطة باونس المشاهدين الذين ليس لديهم خدمة الكابل في المدن الرئيسة في الولايات المتحدة الأميركية، وينسب إلى كينغ تأسيس مؤسسة «تحقيق الأحلام»، غير الربحية، التي اندمجت أخيراً مع «مركز كينغ»، كما قاد ورش عمل تعليمية حول مناهضة العنف، وبرامج لتنمية الشباب في البوسنة والهرسك، والهند، وفلسطين، وكينيا، وسريلانكا والولايات المتحدة الأميركية.

وقاد كينغ أيضاً مبادرات عديدة، بما في ذلك «برنامج كينغ الصيفي للتدريب»، لتوفير فرص عمل لطلاب المدارس الثانوية، و«أطواق الصحة»، وهي لعبة خيرية لكرة السلة تهدف إلى زيادة الوعي العام حول الأطفال حديثي الولادة، الذين يعانون آثار تعاطي المخدرات، و«نداء للرجولة»، وهو حدث سنوي يجمع شباباً ذوي أصل إفريقي مع نماذج إيجابية من الشخصيات الناجحة.

تويتر