قصيدة بصرية للمخرج العالمي فرانكو دراغون

«قصة حصن.. مجد وطـن» رسالة إماراتية إلى العالم

صورة

على قدم وساق؛ تتواصل الاستعدادات في أبوظبي للانتهاء من بروفات «قصة حصن.. مجد وطن»، الذي سيعرض ضمن مهرجان قصر الحصن الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بمناسبة مرور ‬250 عاماً على بناء قصر الحصن، أقدم صرح تاريخ في أبوظبي، ويقام المهرجان في الفترة من ‬28 الشهر الجاري إلى التاسع من مارس المقبل، «فالزمن هو التحدي الأكبر الذي يواجهه فريق العمل في العرض الكبير»، بحسب ما أوضح المخرج العالمي فرانكو دراغون الذي يتولى تصميم العرض والاشراف على تنفيذه، مشدداً على أن «العرض سيكون رسالة مذهلة وفريدة من نوعها على مختلف المستويات».

وأشار دراغون إلى أنه رغم ضيق الوقت المتاح أمامه حين تلقى العرض في أكتوبر الماضي؛ رحب بفكرة تنفيذ عرض «قصة حصن.. مجد وطن»، لإعجابه بها، مشيراً خلال اللقاء الذي جمعه مساء الخميس الماضي بالإعلاميين، أن العرض سيكون بمثابة قصيدة بصرية لا ترتكز على الوقائع كما حدثت بقدر ما تعكس الثقافة والقيم التي نشأت منها وعليها دولة الإمارات، على ان يمزج العرض بين الفائدة والقيمة الفكرية والفنية، وكذلك الإمتاع للجمهور الذي سيشهد العرض، والذي يجمع بين جنسيات وثقافات مختلفة.

حضور إماراتي

عن حضور العنصر الإماراتي في العرض، أفاد دراغون بأن العرض سيتضمن العديد من عناصر الثقافة المحلية، مثل الشعر النبطي والربابة وفرق الفنون الشعبية الإماراتية، على أن يتم توظيفها في إطار تقني حديث، حتى تصل إلى الجمهور الذي يجمع بين العرب والعديد من الجنسيات الأخرى. كما سيتم استضافة مجموعات من الطلبة للتعرف إلى التقنيات المستخدمة في تنفيذ العرض، وتلقي دروس تعليمية من بعض الفنانين البارزين في فريق العمل، مشيراً إلى ان التعامل مع المحيطين به من الاماراتيين للتعرف أكثر إلى المجتمع المحلي، والتعرف إلى الشخصية الإماراتية، فهو يشعر بأنه مثل الإسفنجة التي تمتص كل ما تتعرض له من معلومات وملاحظات وتفهمها وتعمل على توظفيها في ما يقدمه من عمل.

وذكر أن «قصة حصن.. مجد وطن»، ليس الأول بالنسبة إليه في الإمارات، فقد قدم مشروعاً فنياً في دبي منذ ما يقرب من أربع سنوات، مشيراً إلى ان تلك التجربة ساعدته على التعرف إلى المنطقة بشكل أكثر عمقاً، «فنحن دائماً ما نقع تحت تأثير الصور النمطية التي تفصل بين شعوب العالم، لكن عندما تتاح لنا الفرصة للتعايش معهم والتعرف إليهم عن قرب تختفي هذه الصورة النمطية ونشعر بالتشابه بيننا، وعموماً أجد أن من يعيشون في الإمارات محظوظون بذلك».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/02/032147896541.jpg

وأضاف «أسعى لتقديم عرض يعكس الاصالة والقيم الحقيقية التي كانت موجودة في المنطقة عبر سنوات طويلة، وتوظيف التقنيات الحديثة لتقل المشاهد عبر رحلة عاطفية بعيداً عن الطابع الوثائقي، تقدم المعرفة والمتعة في الوقت نفسه، لتعريف الأجيال الجديدة في الدولة بتاريخها وثقافتها، كذلك تعريف الجمهور الذي يضم جنسيات مختلفة بهذا التاريخ الذي يقف خلف ‬40 عاماً من القوة والازدهار والتطور الذي تشهده الإمارات منذ قيامها، وتحريك مشاعر هذا الجمهور مع هذه الرحلة».

وعن اختياره لتقديم العرض، قال «عندما تلقيت عرضاً لتقديم عرض فني عن صرح بأهمية قصر الحصن، شعرت بالدهشة لأنني شخص إيطالي قدم من ريف ايطاليا، ولكن عندما عرفت عن الحياة البدوية التي تميز المنطقة هنا وجدت أنها ليست غريبة عن الريف الذي تربيت فيه في أشياء عديدة»، موضحاً ان الإنسان عندما يحضر لأول مرة إلى مجتمع جديد، يكون لديه القدرة على التقاط تفاصيل غالباً لا يلتفت إليها المقيمون في هذا المجتمع، لأنهم اعتادوا عليها حتى صارت مثل المسلّمات بالنسبة إليهم، ولذلك قد تكون الاستعانة بشخص من خارج المكان أمراً إيجابياً، وتضيف إلى ما هو مطروح على الساحة بالفعل.

فرانكو دراغون الذي قدم عروضا عالمية، منها عرض للفنانة سيلين ديون وعرض «منزل المياه الراقصة»، و«سيرك دو سولي»، أوضح ان «قصة حصن.. مجد وطن» يعتمد على حوار بين صقر وطفل صغير يسافر من مكان لآخر، ويقابل العديد من الأشخاص ليتعلم من هذه الرحلة، ويتعرف إلى تاريخه وثقافته والقيم التي نشأ عليها المجتمع الإماراتي والعربي، مثل الشجاعة والكرم وغيرهما، لافتاً إلى أنه احتاج للقيام بهذه المهمة الكبيرة إلى البحث في تاريخ دولة الإمارات والمنطقة، والاستعانة بالكثير من المعلومات والصور والأفلام والمواد الوثائقية الاجنبية، والتي لم تعرض في العالم العربي من قبل، كما استعان بأرشيف جاستن كودراي الذي قدم والده إلى المنطقة عقب اكتشاف البترول للعمل في إحدى شركات البترول، ولديه آلاف الصور عن تلك الفترة والمراحل المختلفة التي مرت بها دولة الإمارات.

واعتبر دراغون ان صعوبة الأمر تكمن في تقديم عمل يجمع بين الجدة والفرادة والإبهار، إلى جانب التعبير عن هوية المكان والمناسبة التي سيقدم فيها العرض، فالقصة تكاد تكون متشابهة، تبدأ من الصحراء وطبيعة الحياة فيها وشكل الحياة التي عاشها الأجداد قبل اكتشاف النفط، وقيام الدولة الحديثة، ورحلات البحث عن الماء، والغوص للبحث عن اللؤلؤ وغيرها، وهي تقريباً العناصر نفسها التي سبق أن قدمت في العرض الذي قدم بمناسبة احتفالات الإمارات بمرور ‬40 عاماً على ذكرى قيام الدولة، مشيراً إلى أنه سيعمل على تغيير ترتيب عناصر الحكاية، ويقدمها بصورة مختلفة، مستعيناً بالتقنيات الحديثة والعناصر الفنية المختلفة، ليخرج العمل فريداً وبصبغة عالمية.

تويتر