يجمع ‬14 شخصاً حققوا أرقاماً قياسية في الترحال

«الرحالة».. يروون حـكاياهم في دبي

سعيد المعمري تسلق «إيفرست» مرتين في عام ‬2011. تصوير: باتريك كاستيلو

أعلن أمس عن مهرجان الرحالة الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي، وذلك في مؤتمر صحافي أقيم في قرية التراث في دبي. ويجمع المهرجان الذي ينظمه فريق رحالة الإمارات حول العالم بالسيارات، بالتعاون والتنسيق مع دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، ‬14 رحالة من الامارات والبلدان العربية والغربية، كما يتيح المهرجان الفرصة للتعرف إلى رحلات المغامرين عن كثب من خلال الصور والفيديو، وكذلك بعض الأمتعة التي يستخدمونها في رحلاتهم، التي تبرز أهم المحطات في الرحلة، وكذلك الأخطار التي تواجههم.

أمن الرحلات

تحدث المسؤول الأمني في الرحلة التي قام بها فريق رحالة الإمارات، عارف عبدالعزيز، عن المسؤوليات الأمنية في الرحلة، التي تبدأ من اختيار الخطوط الأمنية الخاصة بالرحلة، مؤكداً وجود طرق غير آمنة، سواء لجهة وجود قطّاع الطرق أو المشكلات الأمنية الداخلية أو حتى اللصوص. ونوه بأن الرحالة أعدادهم كثيرة، وان وجوب وجود حماية أمنية أمر ضروري، فنادي رحالة الامارات يقدم الاستشارات والنصائح التي من شأنها أن تساعد في الحصول على المعلومات التي تضمن سلامة الرحالة في أثناء الرحلة. وأكد عبدالعزيز أنه تمت الموافقة على دخولهم كتاب غينيس، مشيراً الى وجود تجارب نسائية مهمة في الامارات. ولفت إلى أن الرحلات والمغامرات من شأنها أن تعطي الانسان القدرة على كسر الروتين، والتخلص من التوتر، وبالتالي هي تجربة مميزة لمن يريد أن يحقق إنجازاً فريداً.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2012/12/02-2002222.jpg

سيشارك في المهرجان الذي ينطلق غداً الرحالة الذين تميزوا بمغامرات فريدة، ومنهم أول إماراتي تسلق قمة ايفريست مرتين متتاليتين، واول سيدة عربية تتسلق قمة ايفريست، واول عائلة تمضي ‬28 عاماً في الترحال حول العالم بسيارات وتقطع ‬656 ألف كيلومتر ولاتزال تتابع رحلتها، الى جانب أول عربي يجوب بحار العالم بقارب شراعي، وغيرهم من اصحاب التجارب المشابهة من العالم العربي والغربي.

تحضير

أوضح رئيس لجنة مهرجان الرحالة، عوض بن الشيخ مجرن، أن المهرجان يهدف الى تكريم الرحالة الذين حققوا انجازات وأرقاماً قياسية في شتى أنواع المغامرات والرياضات.

وقال إن «المرحلة الأصعب التي واجهتنا في بداية التحضير للمهرجان تكمن في إقناع الرحالة بالمشاركة فيه، فالخطوط الأولى للمهرجان لم تكن سهلة جداً، فلا بد من تصنيف النشاطات قبل الانتقاء، لاسيما أننا نحرص على إبراز تجارب الإماراتيين والعرب، وكذلك فتح المجال للاستفادة من الخبرات الأجنبية المميزة».

ولفت إلى أن المهرجان يطرح الأفكار الحديثة في الترحال، فطرق الترحال تطورت وكذلك التوثيق له، لافتاً إلى أنهم واجهوا في أثناء البحث عن مشاركين، رحالة لم يروجوا لأنفسهم إعلامياً، فليس لديهم اية صور من الرحلة التي قاموا بها، ولم يوثقوا تجربتهم، الأمر الذي ينعكس سلبا عليهم، لذا نصح الذين يحققون انجازات عظيمة، بوجوب التوثيق، لأن «الانجاز العظيم يحتاج الى التوثيق، فالرحالة القدامى كانوا يدونون المعلومات عن رحلاتهم، واليوم التوثيق بات أكثر تطورا وحرفية». وتوقع مجرن أن تكون المشاركات اوسع في السنوات المقبلة، لأن المهرجان سيجذب الناس، وسيتطور في السنوات المقبلة، مشدداً على أنه سيتيح التعرف إلى الشركات الراعية التي يمكن أن تدعم بعض الرحلات، وكذلك سيساعد محبي المغامرات الذين يبحثون عن البداية لدخول هذا العالم.

وقال مدير إدارة قرية التراث ومجلس ام الشيف، أنور الهنائي، «نهتم بأن نكون مشساركين في أي فعالية أو مهرجان في أي مجال، سواء كان اقتصادياً أو ثقافياً أو رياضياً أو سياحياً، وذلك للترويج للسياحة وللإمارات ودبي».

ولفت إلى أن اختيار قرية التراث للإعلان عن المهرجان اتى كونه يعد المكان المناسب الذي يتطابق مع اسم الحدث، وكذلك يعكس التراث.

ورأى أن الفكرة التي تطبق للمرة الأولى بطابع محلي لا يمكن أن تلقى النجاح نفسه فيما لو طبقت على نحو أوسع وأشمل عالمياً، الأمر الذي يضمن نجاح المهرجان، لأن اللجنة المنظمة لم تكتف بالرحالة المواطنين أو ضمن الخليج، بل اعتمدت على مغامرين من كل أنحاء العالم.

تجربة

حضر المؤتمر الإماراتي سعيد المعمري، الذي تسلق قمة ايفريست مرتين في عالم ‬2011 من النيبال وفي عام ‬2012 من التيبيت، وكذلك أعلى قمة في إفريقيا، إلى جانب ثاني أعلى قمة في العالم، التي هي أعلى قمة في القطب الجنوبي، وأعلى قمة في أوروبا التي تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في أعلى قمم العالم.

وتحدث لـ«الإمارات اليوم» عن تجربته ومغامراته التي قام بها، مؤكداً أنه من هواة المغامرات، ولهذا يبحث دائماً عن مغامرة جديدة. وشدد على أنه أنجز تسلق أربع قمم حتى الآن، وسينجز القمم الثلاث المتبقية، ليكون قد تسلق أعلى سبع قمم في العالم، مهدياً الانجازات لحكام الامارات السبعة. ولفت إلى أن التخطيط للرحلة يحتاج الى تحديد الموسم الخاص بالتسلق في القمة المحددة، وبعدها تحضير الأمتعة والمعدات، بينما هو مغامر دائماً جاهز ليخوض المغامرة، ومعداته جاهزة دائماً. أما الصعوبات التي تواجه المغامر في هذه الرحلات، فتتمثل بالحرارة الزائدة، والبرودة الزائدة، وكذلك نقص الاوكسجين، والانهيارات الجليدية، الى جانب التعثر بالجثث أو الذين يفقدون الحياة امام عيني المغامر.

ولفت المعمري إلى أن هذه التجارب والمشاهد المؤلمة من شأنها أن تزيد شجاعة المغامر على تحدي الصعاب، لاسيما إن وصل الى القمة، ولم يبق له سوى العودة. أما الرسالة التي أخذها على كل القمم التي تسلقها فهي «الإسلام هو السلام»، وذلك لتصحيح الفكرة التي تربط بين الاسلام والارهاب في العالم الغربي.

كما رفع المعمري أكبر علم على اعلى قمة في العالم، إذ أخذ معه سارية لرفع العلم الاماراتي على ايفريست. أما نتائج التجارب على الشخصية، فوفقاً للمعمري، هي قادرة على تغيير شخصية الانسان ورؤيته للحياة، التي يراها بعد التسلق بأنها جنة بما يتوافر من نعيم فيها.

وحول الأخطار التي تعرض لها في أثناء مغامراته، لفت إلى أنه أراد ان يلتقط لنفسه صورة على قمة ايفريست من دون النظارات الخاصة بالعيون، فتعرضت إحدى عينيه للتجمد، ولم يستطع الرؤية بها فترة، وبالتالي اضطر الى العودة من القمة وهو يرى بعين واحدة، مشيراً إلى أن الانسان في لحظات كهذه يبحث عن هدف كي يعيش من أجله.

وشدد على أن المهرجان يفيد الرحالة في تكريم الذين قدموا إنجازات في هذا المجال، كما أنه فرصة ليشارك الأفكار والتجارب مع الناس.

تويتر