هيرتا مولر تروي تجربتها مع الدكتاتورية

مولر: في كل دكتاتورية يشــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك مثقفون في جرائم الحكومة. إفي

تحولت الكاتبة هيرتا مولر من مدرسة فقدت وظيفتها حين عاشت في ظل تهديد دائم لرفضها التعاون مع الشرطة السرية للدكتاتور الروماني نيكولاي تشاوشيسكو، إلى فائزة بجائزة نوبل للآداب عام .2009 عاشت مولر (58 عاماً) في برلين منذ هاجرت من وطنها رومانيا عام ،1987 لكن معاناة الناس الذين يعيشون تحت حكم الأنظمة الدكتاتورية لم تغب قط عن عقلها أو كتاباتها.

وفي روايتها «ملاك الجوع» التي صدرت في الآونة الأخيرة تروي مولر قصة ليو أوبرج (17 عاماً) وهو روماني ساكسوني العرق عاش في ريف رومانيا عام .1945 وتوقفت حياته عندما ارسله جنود سوفييت إلى معسكر اعتقال، إذ شهد زملاءه القرويين وقد أفسدتهم الظروف، وجاهد هو للحفاظ على أفضل ما في نفسه.

وتحدثت مولر في مقابلة مع «رويترز» خلال جولتها في الولايات المتحدة عن روايتها وعن الحياة في ظل الأنظمة الشمولية. وكانت أم مولر قد رحلت إلى معسكر اعتقال سوفييتي عام 1945 تماما مثل بطل روايتها ليو. وسئلت الكاتبة الحائزة جائزة نوبل عن كيف يفقد الناس أنفسهم في مثل هذه الظروف المعاكسة فقالت «مرة أخرى أعتقد أنها مسألة استراتيجيات فردية.. في المعسكر فقد المثقفون إنسانيتهم أولا لأنهم اعتمدوا على بناء أكثر تعقيداً (للأخلاق وللعالم) لا يفلح عندما تنهار الحضارة، أما الناس البسطاء فسيقولون فقط هذا هو الصواب، وهذا غير صائب لا يجب أن تسير الأمور على هذا النحو. هذا النوع من أخلاق الأسود والأبيض أكثر فعالية بكثير في مثل هذا الوضع، أكثر فعالية بكثير من نموذج اخلاق المفكر المعقد... في كل دكتاتورية يشارك عدد كبير من المثقفين في جرائم الحكومة».

وسئلت مولر عما تأمل أن يخرج به القراء، وما يمكن ان ينطبق على عالم اليوم فقالت «آمل أن يخرجوا بشيء لأنني تعلمت الكثير من كتب الآخرين. عندما تعيش في دكتاتورية اسأل نفسك دائماً كيف وصلت إلى هنا؟ وكيف بات الجميع يعاني الخوف؟».

تويتر