ترى أن موقعها «أنا زهرة» للرجال أيضاً

هلا القرقاوي: الإعــــلام لم يعد طارداً للكوادر المـواطنة

القرقاوي: قراء موقعي «أنا زهرة» ليسوا من النساء فقط. الإمارات اليوم

الشغف بالتجارب الجديدة وحب الاستطلاع، هما كلمتا السر في مسيرة هلا القرقاوي المهنية التي بدأت في ،2002 وهما المحفز الذي قادها لخوض تجارب عدة في مجالات مختلفة خلال هذه الفترة الوجيزة بحسابات الزمن، فهي سيدة أعمال وناشرة وأيضاً رئيسة تحرير لموقع «أنا زهرة» الإلكتروني. ورغم تعدد المجالات التي خاضتها، ترى القرقاوي أنه مازال هناك الكثير من الأفكار التي تستحق ان تنفذ، والعديد من الخبرات التي تسعى إلى اكتسابها، فتطوير الذات هدف لا يغيب عن تفكيرها، والتحديات التي تواجه الإنسان ما هي إلا عثرات عليها ان يتخطاها سريعاً ليكمل مشوار العمل والإبداع.

مشروعات متعددة

تحمل هلا القرقاوي شهادة بكالوريوس في مجال أنظمة المعلومات في علوم الاتصال والإعلام من جامعة زايد، وشهادة ماجستير في إدارة الأعمال من كلية كاس للأعمال في جامعة سيتي في لندن، وشهادة عليا مع تقدير في جودة الإدارة وتقييم الأداء من جامعة برادفورد.

وهي عضو في جمعية الإمارات للناشرين، وفي يناير ،2009 تم ترشيحها عضو مجلس إدارة لمجلس سيدات أعمال الإمارات، وفي يونيو ،2008 تم تعيينها من قبل القيادات العربية الشابة لتولي إدارة فرع دولة الإمارات، كما أسست القرقاوي شركتين، الأولى دار إكسلنسيا للنشر، التي تصدر كتباً وتقارير تجارية وقانونية واستثمارية، إلى جانب إدارة وتنظيم فعاليات محلية وعالمية، أما الشركة الثانية فهي «كوين بي»، التي تقدم خدمات منزلية للنساء العاملات.

وأكدت القرقاوي في حوارها لـ«الإمارات اليوم» أن المجال الإعلامي - خصوصاً الصحافة - لم يعد طارداً للكوادر الإماراتية كما يتردد دائماً. معتبرة ان الجيل الجديد من الإعلاميين الإماراتيين استطاع ان يتخلص من التخوف الذي كان ينتاب البعض من دخول مجال العمل الصحافي، كما يتميز هذا الجيل بالاطلاع والقدرة على متابعة الجديد على الساحة، والتعامل مع التطور التقني الكبير في هذا المجال، بالإضافة إلى الطموح، وكلها عوامل تساعد على نجاحهم في عملهم، مضيفة «يضم فريق (أنا زهرة) متدربات من طالبات كليات التقنية، يتميزن بالحماس وحب العمل، وهو ما يبشر بإعلاميات ناجحات». كما اعتبرت ان الحالة الاجتماعية لها دور في عدم استمرار بعض المواطنات في العمل الإعلامي وتفضيلهن العمل المكتبي حتى يتمكن من رعاية أسرهن بعد الزواج.

وأوضحت القرقاوي أن المرأة اليوم باتت تختلف كثيراً عن السابق، بعد أن دخلت مجالات العمل والحياة كافة، ما يفرض على الصحافة النسائية العمل على تحقيق المزيد من التنوع في موضوعاتها ونطاق تغطياتها لتغطي اهتمامات المرأة كافة. معتبرة أن اهتمام الصحافة النسائية، يعد جزءاً من مجالات متعددة، بموضوعات الأناقة والجمال أمر طبيعي، لأنه يتفق مع فطرة وطبيعة المرأة مهما شغلت من مناصب او حققت من نجاح. موضحة ان قراء «أنا زهرة» لا يقتصرون على النساء فقط، لكن هناك نسبة جيدة من الرجال تتابع الموقع، وهو ما ظهر من خلال مدونة «سي السيد» التي يعبر فيها الرجال عن وجهات نظرهم في القضايا المختلفة.

وأضافت «أيضاً فرض التطور الكبير في تقنيات الاتصال مثل الانترنت والهواتف الذكية وما توفره من خدمات التواصل والتصفح السريع، تحدياً جديداً أمام وسائل الإعلام، حيث بات عليها مواكبة هذا التطور والاستفادة منه في نقل الخبر وقت وقوعه، وهو ما نجحنا في تحقيقه إلى حد بعيد في موقع (أنا زهرة) الذي اصبح مصدراً لمواقع ووسائل اعلام أخرى تنقل عنه الأخبار، رغم ان فريق العمل القائم على الموقع صغير، لكنه يتميز بالانتماء وحب العمل والتمسك بروح الجماعة وتحمل المسؤولية».

مع تولي القرقاوي رئاسة تحرير «أنا زهرة»، الذي وصل عدد متصفحيه إلى 20 مليون متصفح شهرياً، شهد الموقع تغييرات عدة تصبّ في تحقيق مزيد من التفاعل مع القراء، بحسب ما أوضحت، لافتة إلى ان هذه التغيرات شملت ثلاث مبادرات، الأولى تمثلت في إضافة مدونات تضم ثمانية أقسام مختلفة تلبي اهتمامات القراء، من أبرزها مدونة «قلمي» التي جاءت استجابة للطلب المتزايد من قراء الموقع في إيجاد مساحة للتعبير عن انفسهم ونشر كتاباتهم من خواطر وشعر وغيرها. بينما حملت المبادرة الثانية عنوان «المرأة والمجتمع»، وتهتم بكل قضايا المجتمع والمرأة ليس فقط في منطقة الخليج، لكن في كل العالم العربي، في حين جاءت المبادرة الثالثة تلبية للتطور التقني، إذ أصبح يمكن تصفح موقع «أنا زهرة» عبر الهواتف الذكية بطريقة سهلة ومتابعة ما ينشر عليه من أخبار وصور وموضوعات مختلفة.

واعتبرت القرقاوي أن تجربتها مع «أنا زهرة» تمثل تجربة جديدة بالنسبة لها، رغم ان لها تجربة سابقة في إصدار مجلة مطبوعة، موضحة أن إصدار مجلتها «شاي الضحى» كان تحدياً كبيراً، نتيجة لتشبع السوق بالمجلات والمطبوعات المختلفة، وهو ما فرض عليها البحث عن مجال للتميز، ومادة جديدة يمكن من خلالها جذب القارئ، ولذلك اتجهت للتركيز على عرض أعمال ومشروعات ومنتجات سيدات أعمال الإمارات، خصوصاً أن كثيرات منهن يعملن من المنازل، او بعيداً عن الدعم الاعلامي والجماهيري.

ولفتت إلى حرصها على اختيار اسم جديد وغير مألوف للمجلة، وبفضل اختلاف مضمونها واسمها استطاعت ان تخلق لنفسها مساحة حضور على الساحة، حتى اصبحت الآن موجودة في المطارات والأماكن العامة.

واعتبرت القرقاوي، التي اسست داراً للنشر، ان سوق النشر ضعيفة على المستوى المحلي، خصوصاً بعد اتساع مجال النشر الالكتروني وانتشاره بصورة تصل إلى أضعاف النشر الورقي. وأضافت «من المعروف ان مجال نشر الكتب من المجالات غير المربحة، لأنه يعتمد على الكتاب، وهم لا يجيدون الاستثمار او يمتلكون رأس المال، في حين نجد هذا المجال في الخارج يحظى باهتمام ورعاية كبيرة، وأعتقد ان كثيراً من العاملين في مجال النشر يجدون صعوبة كبيرة في الاستمرار، خصوصاً في السنوات الأخيرة بعد ان أصبح من الصعب وجود دعم او رعاية من الشركات أو الجهات الخاصة، كما يحدث في بعض الدول، رغم ان الجهات المسؤولة في الدولة مثل المجلس الوطني للإعلام وغيره من جهات تقوم بمجهود كبير لتسهيل اجراءات عمل دور النشر المحلية ودعمها، وزاد من صعوبة الأمر انتشار الكتاب الرقمي الذي أصبح توزيعه يفوق الكتاب المطبـوع».

تويتر