رغم إغلاق القرية العالمية أبوابها.. وتأثير الجو على المتسابقين

«العشرة الكبار» تحدّوا الطقس في «يولة فزاع»

صورة

انحرفت أسلحة اليولة لمتسابقي «بطولة فزاع» مراراً عن مسارها الرأسي، مساء أول من أمس، أثناء استعراض المتنافسين لمهارة رمي السلاح لمسافة تفوق الـ20 متراً، ثم إعادة استلامه، وتطايرت غترات بعض المتسابقين، في ظل هبوب ريح مغبرة وطقس رديء، أغلقت بسببه القرية العالمية أبوابها أمام الجمهور، باستثناء القاصدين «قلعة الميدان»، الذين رأوا في تلك الأجواء محفزات للإثارة والمتعة.

وللمصادفة، فقد كانت الجولة التي ضمت العشرة الكبار في البطولة، واحدة من أهم جولات البطولة على الإطلاق، إذ تم الكشف خلالها عن هوية آخر المتأهلين إلى النهائيات، وهو المتسابق الملقب بـ«شبل اليولة» سعيد محمد بن مصلح، الذي قدم أداءً استثنائياً في الجولة، السابقة، فيما جاءت منافسات أول من أمس، لتضع متنافسيها الخمسة، الذي تصدر كل منهم مجموعته، أمام فرصة التأهل المباشر لجولة الختام والتتويح في الثاني من مارس المقبل، وهو ما جعل تلك الجولة تمثل تحدياً أكبر للمتسابقين الطامحين للفوز باللقب الدورة الحادية عشرة من البطولة، التي تقام برعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

عُرس تراثي

وصف الفنان الإماراتي سلطان الريسي، الذي يشارك للمرة الثانية في إحياء الفقرة الفنية للبطولة، الحدث بأنه «عُرس تراثي سنوي»، مضيفاً «طموح الفنانين للوصول إلى تلك المنصة هو مؤشر إيجابي ينبئ عن حجم الحرص في هذه التظاهرة المهمة لإحياء أحد أهم مظاهر الموروث الشعبي الإماراتي، في ظل بطولة يرعاها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي».

وفاجأ الريسي الحضور بأغنية خاصة للبطولة، بعنوان «يولة الميدان»، كلمات والحان سعيد الكعبي، أهداها الى بطولة «فزاع لليولة» والميدان. أما الاغنية الثانية فكانت من أعمال الفنان الإماراتي ميحد حمد، بمشاركة فرقة «دبا الحربية» والمتسابقين الـ40 المشاركين في البطولة، الذين قاموا باستعراض جماعي لمهاراتهم على إيقاع الأغنية التراثية، وصوت ميحد حمد.

وفنياً أكد عضو لجنة التحكيم راشد حارب الخاصوني، أن اللجنة تضاعف من مجهوداتها مع المتسابقين، في هذه المرحلة، بالتزامن مع اقتراب وصول البطولة إلى جولتها النهائية، مضيفاً «مرحلة الوصول إلى المربع الذهبي حلم مشروع للمتأهلين العشرة للنهائيات، لكنهم جميعاً يطمحون لحلم أكبر الآن، وهو الحصول على «كأس فزاع» عبر منصة التتويج يوم الثاني من مارس المقبل».

سلطان الريسي: إحياء بطولات «فزاع» طموح فني مشروع. من المصدر

تأهُل بن مصلح جاء حسب النتائج عن جدارة واستحقاق، إذ تمكن من حصد 28407 أصوات من إجمالي مجموع الأصوات التي حصل عليها المتسابقون الأربعة الذين شاركوا في الجولة العاشرة والأخيرة، وهي 35677 صوتاً.

وجاء في المركز الثاني علي محمد الغفلي، من إمارة عجمان، بعد أن حصل على نسبة أصوات وصلت إلى 6227 صوتاً، بينما جاء المتسابق ناصر جمعة الشدي، في المركز الثالث، بعد أن حصل على نسبة أصوات وصلت إلى 2055 صوتاً، وجاء صالح بن حيثول العامري، من السعودية، في المركز الرابع، بعد أن حصل على أقل الأصوات، وقدرها 721 صوتاً.

وضاعفت النتيجة التي أعلنها مذيع قناة «سما دبي» أحمد عبدالله، من حماسة المتسابقين في الجولة قبل الختامية، التي شهدها مدير بطولات «فزاع» عبدالله حمدان بن دلموك، ورئيس قسم البطولات خالد راشد السويدي، ونائب مدير «سما دبي» خليفة حمد بن شهاب، والفنانة الكويتية سوسن الهارون، إضافة الى لجنة التحكيم المكوّنة من الشاعر علي الشوين، والشاعر علي الخوار، وأحمد حسين، وأعضاء لجنة المدربين المكوّنة من مسلم العامري، وراشد الخاصوني وخليفة بن سبعين.

وبأداء ساده ارتباك الجولات المفصلية استعرض المتسابق هزاع عبدالله الحاي مهاراته، محاولاً قرع الجرس مرات عدة من دون أن يتمكن من ذلك، بسبب سوء الأحوال الجوية، وسرعة الرياح، فمنحته لجنة التحكيم «28» درجة من مجموع الدرجات الكلية وهي «30»، ما يعني أن الحاي لم يقدم أداءً مرضياً بالنسبة إلى الجنة.

ونجح ثاني المستعرضين عبدالله بن جمهور الأحبابي، من مدينة العين، في تقديم أداء جيد، حين حاول أكثر من مرةأن يصل، من خلال مهارة الرمي، إلى قرع الجرس، من خلال أربع رميات قوية، كي يكسب درجات إضافية، ولكنه لم ينجح، إلا أنه استحق إشادة لجنتي التحكيم والتدريب فحصل على العلامة الكاملة، رغم وقوعه في أحد الأخطاء الكبرى وهو سقوط الغترة، لكنه ولحسن حظه تم تفسير ذلك بأنه من تأثير الطقس السيء، وليس سوء التحكم في السلاح والاتزان.

أصغر متسابقي البطولة على الإطلاق وهو منصور بن هويدن، قدم عرضاً أمتع الجمهور وتفاعل معه كثيراً، وحاول أكثر من مرة، من خلال ثلاث رميات قوية، على الرغم من الرياح الشديدة التي سادت المكان، ولكنه لم ينجح، ورغم ذلك منحته لجنة التحكيم العلامة الكاملة.

ورغم تقديمه عرضاً جيداً من الناحية الفنية، فإن كثرة الأخطاء التي وقع فيها المتسابق الرابع في هذه الجولة راشد المقعوي، الذي حاول مرات عدة أن يقرع الجرس، ولكنه لم ينجح، ما جعل لجنة التحكيم تكتفي بمنحه«27» درجة، وهي أقل الدرجات التي منحتها لمتسابق خلال تلك الجولة.

ختام الاستعراضات في تلك الجولة كان مع المتسابق أحمد بن دغاش العامري، الذي وصفه بن دلموك، بأنه أفضل «يويل» يتسلم سلاحه بعد الرمي، إذ قدم عرضاً قوياً، وحاول أن يقرع الجرس، من خلال سبع رميات، ولكنه لم ينجح، وأشادت به لجنتا التحكيم والتدريب، وتم منحه العلامة الكاملة أيضاً، لتضم هذه الجولة متسابقين اثنين نجحا في الخروج بأفضل المكاسب من هذه المرحلة.

من جانبه، أشاد مدير بطولات «فزاع» التراثية، عبدالله حمدان بن دلموك، بالمتأهلين العشرة إلى التصفيات ما قبل النهائية من البطولة، ووصفهم بأنهم الأفضل بين جميع المتسابقين الذين شاركوا في هذه البطولة، رافضاً أن يصرّح بتوقعاته حول هوية الأكثر قرباً من لقب البطولة، من وجهة نظره.

وأضاف بن دلموك: «عندما تصل إلى هذه المرحلة من التصفيات، فإن القرار النهائي والأهم يبقى بيد الجمهور، عبر الترشيح، من خلال الرسائل النصية القصيرة، وهذه أحد ملامح الإثارة في بطولة «فزاع لليولة»، التي ستجمع في الجولة المقبلة في المرحلة الثانية من الجولة قبل الختامية خمسة متسابقين آخرين، للتنافس على بطاقتي تأهل أخيرتين، للمربع الذهبي».

تويتر