الحلقة الثالثة من «شاعر المليون» نكهتها سياسية وتأهل فيها شاعر إماراتي

صوت نسائي إلى المرحلة الثانية

الشاعرة العمانية أصيلة المعمري تنتزع بطاقة التأهّل للمرحلة الثانية. من المصدر

رغم أن الحضور النسائي في الدورة الحالية من برنامج ومسابقة «شاعر المليون» جاء محدوداً، بعد ان اقتصر عدد الشاعرات المتأهلات بين قائمة الـ48 على شاعرتين فقط، إلا أن بداية المشاركة النسائية جاءت واعدة ومبشرة، بعد أن تمكنت الشاعرة العمانية أصيلة المعمري أن تنتزع بطاقة التأهل للمرحلة الثانية من المسابقة، بعد ان قدمت قصيدة حازت إعجاب لجنة التحكيم التي تضم كلاً من سلطان العميمي، ود. غسان الحسن، وحمد السعيد، التي اشادت بقوة وتماسك القصيدة. بينما شكل موضوع قصيدة المعمري التي حملت عنوان «أنا كل السحاب الجاي»، نقطة قوة أخرى في حضور الشاعرة، حيث استحضرت القصيدة الأنثى الشاعرة، وصراعاتها كي تثبت ذاتها على الساحة، وما تواجهه في كثير من الاحيان من اتهامات بوجود من يكتب لها.

وشهدت الحلقة الثالثة من «شاعر المليون» والتي اقيمت مساء أول من أمس على مسرح شاطئ الراحة، وبثت مباشرة على قناة أبوظبي الأولى، تأهل الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري ليصبح بذلك أول شاعر إماراتي ينتقل للمرحلة التالية، بعد ان قدم قصيدة تحدث فيها عن المسابقة والمشاركة فيها، وعلاقته بالشعر واعتزازه بشعره وبما يقدمه الشعراء الآخرون. ومن شعراء الحلقة الماضية تأهل الشاعران عبدالله بن مرهب البقمي وعلي الأكلبي من السعودية، بعد حصولهما على أعلى نسبة من تصويت الجمهور.

وجمعت الحلقة بين ثمانية شعراء؛ سبعة منهم من الخليج العربي، وهم الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري، والشاعرة العمانية أصيلة المعمري، والشاعران الكويتيان بدر سعود الوسمي وفالح بن علوان العجمي، والشعراء سيف مهنا السهلي وصالح الخمشي العنزي وعبدالله سمران العصيمي من السعودية، إضافة إلى شاعر من السودان هو حامد بن بركي الرشيدي. ورغم تنوع القصائد التي قدمها الشعراء خلال الحلقة، إلا أن السمة السياسية كانت حاضرة في معظم هذه القصائد، كما في قصيدة الشاعر بدر سعود الوسمي التي تحدثت عن بوعزيزي كشرارة لاندلاع ثورات «الربيع العربي»، كما تطرق للمقارنة بين حكام الدول التي شهدت هذه الثورات وحكام دول الخليج، وما يبذلونه من خير لشعوبهم.

غير بعيد عن هذا الموضوع؛ جاءت قصيدة الشاعر سيف السهلي التي اهداها إلى قوات درع الجزيرة، وعبر فيها عن فخره واعتزازه بهذه القوات، وهو موضوع قلّما تطرق شعراء المسابقة إليه، بحسب ما اوضح سلطان العميمي في تعليقه. وعن حال الأمة العربية وأوضاعها؛ جاءت قصيدة الشاعر صالح الخمشي العنزي بعنوان «باردو الفقير»، والتي شبّه فيها العالم العربي بحافلة علّتها تتمثل في ركابها أي الشعوب. وقال د. غسان في تعليقه على القصيدة أن الفكرة سبق وطرحت من قبل أكثر من شاعر منذ بداية المسابقة، لكن الفارق يبدو دائماً من خلال أسلوب التناول والطرح. مشيرا إلى ان العنزي أبدع في قصيدته التي تنم عن تجربة شعرية ناضجة.

وتناول الشاعر الكويتي فالح بن علوان العجمي موضوع «الجوع» من خلال نص حمل العنوان ذاته، قال عنه حمد السعيد إن «طرح هكذا موضوع بذات الطريقة لم يحدث في المسابقة، ولم يسبق له مثيل، فالحزن هيج الجروح، لكن بحبكة شعرية جميلة، وبصور شعرية متميزة». وتحت عنوان «دموع الأساطير» قدم الشاعر عبدالله سمران العصيمي مرثية في الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وجدها سلطان العميمي مؤثرة، ومختلفة عن قصائد الرثاء التقليدية، حيث لم يعدد الشاعر فيها مناقب الراحل، كما يرد عادة في نصوص الرثاء، إنما وصف النص حالة الحزن منذ ما قبل الوفاة وحتى إلى ما بعدها.

وتحت عنوان «بقاع الشقاوات» قدم الشاعر حامد مبارك بن بركي الرشيدي نصاً اعتبره د. غسان الحسن أضعف من المستوى المتوقع من الشاعر، وكله يدور حول ذات الفكرة من خلال مفردات معينة وكأن الشاعر يجتر الموضوع. يذكر أن «شاعر المليون» تشرف عليه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويقدمه الاعلاميان حصة الفلاسي وحسين العامري.

تحليل نفسي

قبل إعلان نتائج اللجنة، قدمت د. ناديا بوهنّاد، في مجلس الاعلامي عارف عمر، تحليلا نفسيا عن أداء الشعراء بعد الانتهاء من إلقاء قصائدهم، فقالت: كان فالح جيداً، وجاءت حركاته معبرة عن التفاعل مع النص، كما اتسم بالهدوء أثناء تقييم اللجنة نصه، فيما جذب أحمد بن هياي المنصوي الجمهور الذي اعتبره أحد نجوم الليلة، أما الشاعر العصيمي فقد كان حضوره جيداً وحماسياً، لكنه ارتبك قليلاً.

فيما بدا صالح العنزي خجولاً، بحيث انه لم يظهر المرح إلا في آخر بيت، وقد كان مستعداً للجنة، غير أن إمساكه الساعة مرتين أظهره كأنه يريد الخلاص من اللجنة، وقد أكد سيف السهلي من خلال نصه أناه المتضخمة، المتمثلة باعتزازه بعائلته وبقبيلته، وبدرع الجزيرة، فهو من الأشخاص الذين يفخرون بألقابهم وبخلفياتهم الاجتماعية، ومن جهة أخرى بدا حامد بن بركي جيداً، فكسر الأبيات بشيء من المرح، لكنه كان يهز رأسه للجنة دليل أنه كان يريد الخلاص، أما بدر فقد كان حضوره جيداً، وهادئاً ومتقبلاً رأي اللجنة، وأخيراً كان حضور أصيلة جيداً، وثقتها عالية بذاتها، لكنها كانت خجولة، وقد اتضح ذلك من خلال حركة الجسد.

تويتر