رئيسة المنطقة الإعلامية الحرة في أبوظبـي تدعـو إلـى الانفتاح على التجارب الناجحة

نورة الكعبي: ليس هـــناك إعلام مثالي

نورة الكعبي: لا مكان في العالم يخـــــــــــــــــــــــــــــــــلو من الخطوط الحمراء. من المصدر

قالت رئيسة «تواصل» ( twofour54) وعضو مجلس إدارة مؤسسة أبوظبي للإعلام، نورة الكعبي، إن الأحداث التي تجري الآن في المنطقة العربية كشفت عن مدى القوة والتأثير اللذين يمكن أن يتمتع بهما الإعلام في العصر الحالي، «فبعد أن كانت الحروب والمعارك تحسم في السابق بالأسلحة والتفوق فيها، باتت الثورات تقوم وتدار بواسطة الآراء والأقلام وأجهزة الكمبيوتر».

واعتبرت الكعبي في حوارها لـ«الإمارات اليوم» أن الإعلام المثالي أمر غير منطقي وغير موجود في الواقع. وأضافت «ليس هناك إعلام مثالي أو ليس له أجندات، وهذا لا يمثل مشكلة طالما حمل الإعلام رسالة هادفة بناءة، وابتعد عن الإثارة، وهو ما نسعى إلى نشره في الإمارات، بحيث يدرك الجميع أهمية وسائل الإعلام وتأثيرها، وفي الوقت نفسه توجيه وسائل الاعلام نحو العمل بطريقة صحيحة واحترافية، والتركيز على التحليل الصحيح للأحداث».

مناصب متعددة

 

انضمت نورة الكعبي إلى twofour54 خلال أولى مراحل التأسيس في أكتوبر .2008 وبصفتها رئيسة twofour54 تواصل (نقطة تواصل واحدة)، فهي مسؤولة عن تقديم الخدمات للشركات التي تؤسس مقارها في أبو ظبي، ويشمل ذلك إدارة الممتلكات التجارية والسكنية وتوفير خدمات الدعم والخدمات الحكومية، إضافة الى مساعدة المؤسسات الشريكة وموظفيها على الاستقرار في أبوظبي بسهولة وسرعة. وتولت نورة في بداية عام 2011 مهمة جديدة رئيسة التنمية البشرية في twofour54، التي تمثل مبادرة قيادية وتنفيذية لإدارة النمو والتطوير الوظيفي والمهارات الفردية لكل فريق عمل بيئة ابتكار المحتوى الإعلامي والترفيهي في twofour54، لتكون مسؤولة عن قيادة وتسهيل بناء القدرات والطاقات البشرية، ونقل المعرفة والتخطيط الوظيفي. وعملت نورة في مجال الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات قبل انضمامها إلى twofour54، وآخرها في الموارد البشرية والإدارة لدى شركة دولفين للطاقة، وكانت مسؤولة عن تحديد الأدوار وتسهيل العمل، كما عملت قبلها مديرة لدعم تكنولوجيا المعلومات في مستشفى زايد العسكري. والكعبي عضوة في مجالس شركة أبوظبي للإعلام، وغرفة أبوظبي للتجارة، وفلاش للترفيه وإيماجنيشين. كما تشارك في مجلسي استشارة «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون»، وبرنامج توطين الذي أطلقته مؤسسة الإمارات بهدف إبراز قدرات الشباب الإماراتي، وتعزيز مشاركتهم الفعّالة في القطاع الخاص. وهي متخرجة في جامعة الإمارات العربية المتحدة بدرجة بكالوريوس في أنظمة إدارة المعلومات.

وأوضحت «لا أظن أن هناك مكاناً في العالم يخلو من الخطوط الحُمر، فدائما هناك حدود يجب الالتزام بها، لعدم الاساءة إلى المجتمع أو الآخرين. ولا أدري لماذا يتردد سؤال دائم عن الخطوط الحمر المفروضة لدينا، لماذا لا يكون السؤال عن المساحات المتاحة أمام العمل الإعلامي، والسعي لاستغلالها بأفضل وسيلة ممكنة لتقديم إعلام متميز، من دون ان نتوقف كثيراً للبحث عن الخطوط الحمر وتحديدها؟ وأذكر أن شخصاً إعلامياً بارزاً في بريطانيا أخبرني بأنهم أيضاً لديهم خطوط حمر يجب عدم تخطيها في عملهم، لكنها لا تشغل تفكيرهم كثيراً. من جهة أخرى نجد أن تشريعاتنا في دولة الإمارات، تهدف إلى خلق بيئة اجتماعية تساعد أصحاب الأفكار الجديدة والمواهب الحقيقية على تقديم ما لديهم، فنحن نؤمن بأن هناك الكثير من القصص والأعمال التي يمكن ان تقدم عن عالمنا العربي».

ورفضت رئيسة المنطقة الإعلامية الحرة في أبوظبي النظرة الضيّقة للإعلام، بوصفه سياسة فقط، «فالإعلام مجال واسع لا يقتصر على الموضوعات السياسية والتغطيات الإخبارية، وهناك جوانب منه لم تأخذ حيزاً مناسباً من الاهتمام، مثل الكوميديا، أيضا علينا كإعلام عربي أن نتحلى بما يصفه الأجانب بجلد سميك، وبقدر أكبر من القدرة على الحوار والمناقشة والاستماع إلى الأطروحات الأخرى، من دون التحيز لرأي واحد».

حالة صحية

وصفت الكعبي ما يحدث على الساحة الآن بـ«الحالة الصحية»، لأنها تمنح الفرصة لكل الآراء للتعبير عن نفسها، وتخلق حالة من قبول الآخر، كما تطرح بدائل فكرية أمام المتلقي، بما يخلق حوارا حقيقيا إيجابيا ومتنوعا ومثمرا. داعية الإعلام الحكومي إلى السعي للتجاوب مع التغيرات والأفكار الجديدة التي فرضت وجودها على الساحة في العالم العربي، والاقتراب من الشباب وفهم الطريقة التي يفكرون بها، وما يشغلهم من قضايا، وما لديهم من طموحات، بعد ان أثبتوا أنهم قوة مؤثرة في المجتمع والمنطقة، ولا يجوز تجاهل هذه القوة.

واعتبرت أن وسائل التواصل الحديثة والمواقع الالكترونية الاجتماعية باتت منافساً قوياً لوسائل الإعلام التقليدية، وفي الوقت نفسه لها دور كبير في تطوير ورفع مستوى العمل الإعلامي. معترفة بأن هذه الوسائل الحديثة استطاعت في الفترة الأخيرة أن تتفوق على الإعلام التقليدي وتحقق نجاحات واضحة. كما دعت الكعبي وسائل الإعلام العربية والقائمين عليها إلى الانفتاح على تجارب إعلامية ناجحة في مختلف مناطق العالم، «لا أقصد بذلك استنساخ هذه التجارب أو تقليدها، لكن البحث في أسباب نجاحها وعوامل قوتها».

إنتاج درامي

عن twofour54، وهو الاسم الذي تم اطلاقه على المنطقة الإعلامية لأبوظبي، ويشير إلى خطي الطول والعرض اللذين تقع عليهما الإمارة؛ أشارت نورة الكعبي إلى أن twofour54 «منذ انطلاقتها في 2008 استطاعت ان تحقق نجاحاً ملموساً، وان تصل إلى الناس، مع التركيز على الشباب من خلال ما يقدمه (المختبر الإبداعي)، وما يتم إنتاجه من أفكار شابة تعتمد في كثير من الأحيان على العمل التطوعي وروح الفريق التي تجمع العاملين في المكان». لافتة إلى «حرص المنطقة الإعلامية على جلب أصحاب المهارات الإعلامية من مختلف الدول العربية، وكذلك تدريب الكوادر الإماراتية على العمل بمختلف مراحله ومجالاته، كل حسب توجهه».

وأوضحت الكعبي ان twofour54 لا تقوم في عملها بتقديم منح مالية أو تمويل الأعمال الإبداعية التي تعرض عليها، لكنها تساعد أصحاب هذه الأعمال على تنفيذها، من خلال توفير الاستديوهات والمعدات والدعم التقني والاستشارات من قبل فريق العمل بالمنطقة. مضيفة «نعمل على جذب الشركات والجهات المنتجة للتعاون معنا والاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي توفرها twofour54، كما نسعى في الفترة المقبلة لتقديم إنتاج درامي من خلال استقبال مشروعات وأفكار درامية من الجهات العاملة في هذا المجال، وتقديم التسهيلات الإنتاجية اللازمة لتحويل هذه المشروعات إلى إنتاج درامي».

تويتر