مخرج «سمارة» يأمل بأن يستعيد نجاحاته مع «الحـــاج متولي» و«العطار»

النقلي: الجمهور العـــربي أكثر وعياً

النقلي: غادة لم تفرض نفسها على أعمالي. الإمارات اليوم

يترقب مخرج المسلسل المصري «سمارة»، الذي تبثه يومياً قناة دبي الفضائية، صدى مشابهاً لأشهر أعماله التلفزيونية السابقة مثل «الحاج متولي» أو «العطار والسبع بنات»، حيث قام ببطولة كل منهما الفنان نور الشريف، أو على الأقل ما يقارب الضجة الإعلامية التي رافقت عرض مسلسله «زهرة وأزواجها الخمسة» العام الماضي، وهو ما دفعه إلى تكرار التجربة نفسها ربما مع بطلة الأخير غادة عبدالرازق في العمل المأخوذ عن قصة تم تحويلها إلى فيلم مصري قديم قامت ببطولته الراحلة تحية كاريوكا، فضلاً عن مسلسل إذاعي قامت فيه بدور سمارة القديرة سميحة أيوب.

وصفة

نفى محمد النقلي لـ«الإمارات اليوم» أنه اتبع وصفة تكرار بطل أعماله ذاتها، متأثراً بالضجة الإعلامية التي رافقت أداء عبدالرزاق التي شهدت ولادتها الفنية الحقيقية في عمله «الحاج متولي».

إلا أن معايشة كواليس العمل، وخضوعه التام لمزاجية بطلته، وتأجيل تصويره خصيصاً لانشغالها على فترات متباعدة بالتجهيز لزفاف ابنتها «روتانا»، يؤشر عملياً إلى أن الفكرة الرئيسة هي إخراج عمل تقوم ببطولته غادة عبدالرزاق، وليس وجود سيناريو ومخرج يبحث عن بطل مناسب لأداء الدور المحوري لمسلسله، وهي حقيقة لم تُغيّب تصريح النقلي الذي قال «لم نتدخل في اختيار غادة، بل إن دور «سمارة» سعى إليها تماماً، كما سعى إليها دورها الناجح في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، وهو ما يصب في النهاية في صالح العمل الفني برمته».

إكسسوارات سورية

وصف المخرج المصري محمد النقلي الدراما السورية بـ«المدرسة المستقلة التي تعتني في المقام الأول بالصورة بكل ما فيها من إبهار»، مضيفاً «إذا صح التعبير فإن هناك إكسسوارات سورية دائماً تصاحب العمل الدرامي، في ظل احتفاء استثنائي من المخرج بالصورة».

وقال النقلي «الدراما المصرية في المقابل تبدو اكثر اهتماماً بالتفاصيل، وساعية إلى إقناع المشاهد بصدقية الأحداث، ومع عدم أغفال أهمية عنصر الصورة، يبقى إصرار المخرج المصري على طبيعيتها أكثر وضوحاً».

ورفض النقلي بشكل تام الاتهامات الموجهة إلى بعض أعماله بأنها تشهد تجاوزات في ملابس أبطالها على نحو لا يلائم تقاليد بعض الشاشات العربية، مثل مسلسلي «زهرة وأزواجها الخمسة»، و«سمارة»، معتبراً الفيصل في ذلك يعود إلى طبيعة البناء الدرامي للشخصيات، والسعي إلى رسم صورة درامية حقيقية.

وأكد صاحب «سوق الخضار» و«الباطنية»، أن التصنيف الدرامي على أساس جنسية جهة الإنتاج لم يعد موجوداً في الفضائيات العربية، مضيفاً «الدليل على ذلك ليس ذوبان المشاهد العربي بين المسلسلات المصرية والسورية والخليجية فقط، بل أيضاً ذوبانه في طوفان الأعمال التركية والكورية وقبلها المكسيكية وغيرها».

وأشار النقلي إلى أنه متحفز، كمخرج، يتقبل كل أوجه النقد لما سيطرحه الجمهور والإعلام والنقاد من ملاحظات سلبية حول مسلسل «سمارة»، ليس بغرض الرد، بقدر غرض تطوير أدواته والاستفادة من أخطائه، على حد تعبيره .

على الرغم من ذلك أقر النقلي بأن «غادة أصبحت تمتلك جمهورها الذي يبحث عنها على شاشات التلفاز، خصوصاً في رمضان، مثلها مثل نجوم الصف الأول، وهو أمر يعود إلى ثقة المشاهد في أعمال نجومه، في شهر أضحى مزدحماً بالكثير من الأعمال وفي فضائيات وتواقيت عدة. وهذا لم يجعل النقلي يقر بفكرة أن «سمارة» اعتمد في تسويقه بالأساس على الهالة الإعلامية التي تمكنت من تحقيقها بطلته، مضيفاً: الجمهور أصبح أكثر وعياً، وقادراً على تقييم الأعمال الجيدة، والوصول إلى حكم حقيقي بشأن الأعمال الهشة، ولا يمكن لعمل أن يكون محور نجاحه الوحيد بطله فقط، بل هو حصيلة قصة وسيناريو جيدين، ومخرج وممثلين، وأيضاً فنيين وجهات إنتاجية على درجة عالية من الحرفية، لأن المشاهد في المحصلة يحكم على مجمل ما يراه على الشاشة، بغض النظر حتى عن هوية القنوات الفضائية المختلفة».

مقارنة

رفض النقلي فكرة المقارنة بين أداء الراحلة تحية كاريوكا في فيلم «سمارة» وأداء الممثلة غادة عبدالرزاق في المسلسل الجديد، مضيفاً أنه «لا يمكن المقارنة بين عمل سينمائي مدته نحو ساعتين، ودراما تلفزيونية تمتد لنحو 20 ساعة، تم بناء ديكورات شارع كامل في مدينة الإنتاج الإعلامي خصيصاً ليحاكي طبيعة شارع «كلود بك» في الأربعينات، فضلاً عن ملهى ليلي أيضاً يعود إلى الحقبة نفسها، والحارة الشعبية التي شهدت نشأة «سمارة»، إضافة إلى أن القصة والسيناريو أيضاً أصبحا مختلفين، وأضاف إليهما الكاتب مصطفى محرم الكثير من الخيوط والتفاصيل الدرامية الجديدة.

واعتبر النقلي فكرة إعادة إنتاج قصة سبق إنجازها في فيلم أمر لا يهدف إلى استثمار نجاح العمل الأول، أو حتى نوع من الإفلاس الإبداعي، «فالفيصل في ذلك هو مدى تقبل الجمهور للعمل، وسبق أن جربنا ذلك في مسلسل «الباطنية»، الذي عرفه الجمهور بالأساس كفيلم من بطولة نادية الجندي، وحقق المسلسل نجاحاً باهراً وقت عرضه أول مرة، لاسيما أن المسلسل أيضاً اعتمد على إضافات وتطويرات في محتواه الدرامي، ما يعني أن فرصاً موازية أمام مسلسل «سمارة»، الذي لا تجوز مقارنته بالفيلم الذي يحمل الاسم ذاته».

واستشهد النقلي بإضافة شخصيات مثل أم سمارة التي أصبح لها دور مهم في العمل تؤديه الراقصة «لوسي»، وأبوسمارة ايضاً الذي يؤديه زكي فطين عبدالوهاب، مضيفاً «هي شخصيات لم تكن موجودة بالقصة التي تم تحويلها إلى فيلم».

ونفى النقلي وصف المسلسل الجديد بأنه يحتوي على مشاهد لا تناسب حرمة الشهر الفضيل، مضيفاً «حرفية المخرج تتعلق بأن تكون مشاهده محبوكة لدرجة أنك لا تستطيع أن تستغني عن بعضها من أجل سلامة البناء الدرامي، وعلينا أن نضع في الاعتبار طبيعة النشأة الشعبية لسمارة، وميولها، وتحولها إلى فتاة مثار مطمع من كل من حولها، فضلاً عن سائر البناء الدرامي للقصة التي يجب أن توائمه صورة تقنع المشاهد بصدقية الأحداث دون ان تتنافر معها».

وأكد أنه بذل (كمخرج) في هذا المسلسل جهداً قياسياً قياساً بأعمال أخرى سابقة له، مضيفاً «المسلسل يحوي الكثير من الوجوه الشابة التي احتاجت إلى المساندة التامة في كل مشهد، فعلى عكس الكثير من المخرجين لا يقلقني تكدس العمل بوجوه متعددة من النجوم، لأن الممثل المخضرم يعي تماماً مسؤولياته وواجبات أدواره، فيما تبقى رسالة الفن دافعة دائماً باتجاه إعمال مبدأ إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة».

تويتر