أطلق رطب «الحميدية».. ونظم جلسة عن النخيل

«ليوا عجمان».. كرنفال يحتفـي بالتراث

صورة

تواصلت فعاليات مهرجان ليوا عجمان للرطب ،2011 الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في عجمان بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بأبوظبي، محتفية بالعديد من العادات والتقاليد الإماراتية العريقة، وشهدت مسابقة مزاينة الرطب منافسة شديدة، وناقش المهرجان في إحدى جلساته أهمية النخيل، وتأثيره في تاريخ الإمارات وحاضرها، فيما خُصص مرسم حر للأطفال يعبرون من خلاله عن مواهبهم.

وأطلق صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان اسم «الحميدية»، على نوع جديد من الرطب تم طرحه للمرة الأولى في مهرجان ليوا عجمان 2011 خلال جولته التفقدية للمهرجان.

وأشار نائب مدير عام دائرة الثقافة والإعلام في عجمان فيصل النعيمي، إلى أنّ صاحب الفكرة هو مدير عام مؤسسة الجامعة للنخيل، أحمد المزروقي، إذ تمت زراعة هذه الفئة من الرطب في مدينة العين، وتعتبر من الأنواع الجديدة.

وتميّز اليوم الثاني من مهرجان ليوا عجمان للرّطب 2011 بمنافسة شديدة بين المشاركين في فئة «الشيشي» من مسابقة «مزاينة الرطب» المسابقة الرئيسة في المهرجان. وفاز عبيد سعيد نصيب المزروعي بالمركز الأول وحصل على 25 ألف درهم، وأحمد محمد علي مرشد المرر بالمركز الثاني وحصل على 20 ألف درهم، وخليفة عبدالله خميس المزروعي بالمركز الثالث وحصل على 15 ألف درهم.

«لمسة إبداع»

عبّرت الفنانة التشكيلية عزة القبيسي عن سعادتها بمشاركتها في مهرجان ليوا عجمان في دورته الأولى، مشيرة إلى أنها عرضت بعض أعمالها الحرفية والتشكيلية في المهرجان التي تميزت بارتباطها الشديد بالنخيل. إذ عرضت أثاثاً منزلياً تم استخدام مادة الكرب في صنعه، وهو أحد أجزاء النخلة، حيث دمجت هذا العنصر مع الأثاث بطريقة عصرية ما أضفى رونقاً خاصاً على المكان.

كما استخدمت 2700 نواة أو «طعامة» كما تلفظ باللهجة المحلية فدمجتها مع إحدى قطع الأثاث، الأمر الذي أثار إعجاب الزوار خصوصاً الأجانب منهم، وطلبوا عدداً من هذه القطع لفنادق وشقق فندقية كثيرة.

وكشفت عزة القبيسي عن مبادرتها الجديدة التي ترافقت مع إطلاق ليوا عجمان وهي مبادرة لمسة إبداع، التي تهدف إلى تكوين مجموعات من المصممات والفنانات التشكيليات في إمارات الدولة جميعاً، خلال عام واحد، إذ يكون لكل إمارة مجموعتها الخاصة. يذكر أن عزة القبيسي فنانة تشكيلية وسيدة أعمال، قدّمت العشرات من الأعمال على مدار السنوات الماضية، وحصلت على العديد من الجوائز.

حوارية

على أنغام فرقة دبا الحربية للفنون الشعبية، وفي إطار التعريف بالعادات والتقاليد الإماراتية العريقة، أقامت اللجنة المنظمة للمهرجان أول من أمس، جلسة حوارية متخصصة عن النخيل، وتأثيره في تاريخ الإمارات وحاضرها.

وأدار الجلسة رئيس قسم المتاحف والآثار بدائرة الثقافة والاعلام في عجمان والمتخصص في التاريخ المحلي الإماراتي علي المطروشي، بمشاركة المتخصص في التراث عبيد بن صندل، والمهندس الزراعي محمد حموده سليمان، والمتخصص في التراث المحلي سلطان بن غافان، ومديرة مدرسة لؤلؤة التراث فاطمة المغني، وعدد من ملاك مزارع النخيل في الإمارة.

وتحدّث المشاركون في الجلسة عن أهمية النخلة في تاريخ الإمارات، إذ أشار عبيد إلى أنّ هذه الشجرة كانت تشكّل محور حياة أهل الإمارات في السابق، وأنّهم أولوها اهتماماً فائقاً حتى باتت المستقرّ الذي يتفيأ به الناس هرباً من حرّ الصيف، كما شُيدت من سعفها البيوت، والمساجد وغيرها من الأبنية.

أما فاطمة المغني فتحدّثت عن أهمية الرّطب في ماضي الإمارات، ففي الصيف تؤكل الرّطب، أما في الشتاء فتؤكل التمور، واستشهدت بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بيت ليس فيه تمر أهله جياع». وأضافت «أثرت الجمعيات التراثية في الدولة دور التمور والرطب وغيرها من مشتقات شجرة النخلة، وذلك بسبب الدور المحوري لهذه الشجرة في حياة أهل الإمارات في السابق والحاضر».

وأوصى الحاضرون بضرورة دعم القطاعات التعليمية للنخيل من خلال إثراء المناهج التعليمية بفوائده، والرحلات العلمية الخاصة بالطلاب للتعريف بتاريخ الدولة ومدى ارتباطه بحاضرها، كما أوصوا بدعم المزارعين بشكل لا محدود لأنّهم الرصيد التراثي الحي للدولة.

حصة الطفولة

كان للأطفال في مهرجان ليوا عجمان للرّطب حصّة كبيرة، إذ أقامت اللجنة المنظّمة للمهرجان «المرسم الحر» المخصّص لأطفال المهرجان، إذ قدّم الأطفال رسومهم الخاصة بالنخلة، معبّرين عن تعلّقهم بهذه الشجرة، وارتباطها بتراث الإمارات.

وأكّدت الفنانة التشكيلية هناء عمار المشرفة على «المرسم الحر» مشاركة العشرات من زوار المهرجان الأطفال، مشيرة إلى دعم اللجنة المنظّمة لفكرة المرسم بحيث يغدو ملتقى للثقافات والأجيال، وقام الأطفال برسم عدد من الشخصيات الكرتونية وتلوينها وهي تعبّر عن فرحها بشجرة النخيل، كما أنّ المشاركة لم تكن مقتصرة على الأطفال فقط حيث شارك بعض الكبار.

وإلى جانب إشرافها على «المرسم الحر»، شاركت هناء عمار بمعرض حمل عنوان «على سعف النخيل» يدور حول آيات قرآنية مكتوبة بشكل بارز على خلفيات لسعف نخيل، وعن مشاركتها في المهرجان تقول هناء «شاركت بثماني لوحات توثق تاريخ الإمارات وموروثها الحضاري، مشغولة بألوان الأكرليك ومواد أخرى (ميكس ميديا)، أما الحروف فهي حروف فارسية مكتوبة بالخط الديواني».

يذكر أن مهرجان ليوا عجمان يقام للمرّة الأولى، ويضمّ نحو 86 جناحاً، وتتخلله مسابقة «مزاينة الرّطب» التي يتنافس فيها المشاركون على فئات عدّة من الرّطب، وتقدّم مجموعة من الجهات الحكومية والشركات الخاصة الرعاية للمهرجان الذي استمرت فعالياته على مدى ثلاثة أيام اختتمت أمس.

إنتاج جديد

من جانبه، كشف مدير إدارة العلاقات الخارجية في شركة الفوعة المنتجة للتمور، إحدى رعاة مهرجان ليوا عجمان، محمد المنصوري، طرح منتجات جديدة في الأسواق مثل عصير البسر، والتمور المغلفة بالشوكولاتة والمكسرات، ومربى التمور، خلال أيام «ليوا عجمان».

وأشار المنصوري إلى أن الإقبال الشديد على المهرجان دفع الشركة إلى طرح المنتجات في الأسواق المحلية، مشدداً على أهمية هذه المهرجانات في المناطق الشمالية، التي تقدم الدعم للمزارعين والمنتجين. وتوقع ارتفاع المردود للشركات المهتمة بالرّطب والتمور، مّا ينعكس بشكل إيجابي على السوق المحلية وبالتالي على المزارعين المحليين، مشيراً إلى أن عدد المزارعين في الدولة يتجاوز 16 ألف مزارع، ومثل هذه المهرجانات قد ترفع من هذا الرقم بشكل كبير.

كما تميّز اليوم الثاني من أيام مهرجان ليوا عجمان للرّطب، بتوافد السيّاح الأجانب الذين عبّروا عن سعادتهم البالغة بهذه الفعالية الحضارية التي تهدف إلى تقديم صورة ناصعة عن التراث الإماراتي.

وأعرب البريطاني براين، القادم من سلطنة عمان، عن إعجابه بالمهرجان، خصوصاً الأركان التراثية فيه، والأدوات المصنّعة من مواد قديمة بالطريقة التقليدية. وأضاف أنه معجب بمذاق الرّطب بشكل كبير، وعلى وجه الخصوص «الخلاص» الذي يحمل مذاقاً حلواً، وكذلك «الفرض» الذي يعدّه المفضّل.

أما البريطانية جيني التي تعيش في قطر فقالت لم أستطع الذهاب إلى مهرجان ليوا الذي أقيم أخيراً في المنطقة الغربية بسبب انشغالي، لكن عندما علمت بإقامة مهرجان آخر في عجمان، سارعت لزيارته بسبب تعلّقي بالرطب وبالنخلة التي تعبّر عن الإمارات، وتعدّ رمزاً من أهمّ رموزها. وتابعت «أذهلتني تلك البسط، والحصر، والمشغولات التقليدية المصنوعة باليد، فهي تمثّل تاريخ الإمارات العريق وتراثها الغني، أما الأطفال الذين يرحبون بالزوّار عند المدخل فكانوا الحدث الأروع في هذه الفعالية، فهم ودودون جداً، وهو ما يدعو إلى السعادة».

تشكيل

وتعرض الفنانة التشكيلية هدى الريامي أعمالاً فنية تعبر عن تراث الإمارات بلوحات زيتية مميزة. وأشارت هدى إلى أنّ التراث يطغى على مجمل رسمها الذي توزّع بين الزيتي، والرسم بالرصاص، والرسم على الزجاج، إذ شاركت في «ليوا عجمان» بلوحة تتحدث عن البوابات التراثية، وأخرى تتحدث عن قصر السراب بليوا، أما إحدى اللوحات فاستخدمت فيها قماش الكانفس، وتعبّر عن أهمية الخيول والاهتمام بها.

وقالت انّ رسالة الفن في المهرجانات هي تقديم الدعم لها، وإضفاء روح الثقافة والرقي على أجوائها. يذكر أن هدى الريامي فنانة تشكيلية، حاصلة على عشرات الجوائز منها جائزة المركز الثاني في مسابقة أجمل لوحة فنية للفرس عام ،2006 وجائزة التضامن في مهرجان نصرة الكويت عام .1997

تويتر