نال لقب «شخصية العام الثقافية» لجائزة الشيخة لطيفة

غلوم: قلبي معلّق بالمســـرح وعقلي بـ «الوزارة»

حبيب غلوم: الفن عمره طويل والعمل الإداري محدود الأجل. تصوير : أسامة أبوغانم

«أنت الفائز بلقب شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة في دورتها الـ13»، مكالمة هاتفية رسمية أعلمت الفنان د. حبيب غلوم، بحصوله على الجائزة التي لم يتسنّ له استلامها أمس، بسبب مرافقته وفد الدولة المشارك في معرض للكتاب بسنغافورة، وعلى الرغم من أن غلوم أنهى المكالمة من دون الوقوف على تفاصيل كثيرة، إلا أنه تطرق في حواره لـ«الإمارات اليوم» للكثير المرتبط بمشوار امتد لأكثر من ثلاثة عقود، في رحاب الفن والثقافة، مازجاً بين لقبي «الفنان» و«المسؤول» بوصفه مديراً للأنشطة الشبابية والمجتمعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، حالياً.

«أن يأتيك التكريم في توقيت تعاني فيه وتيرة تواصل العمل، وبشكل متزامن مع مشاعر تحاول معها الانسجام باتجاه أكثر من تيار يشدك إليه، ما بين هواء المسرح الذي أتوق إلى إعادة تنسمه، وعبق الدراما المحلية التي أضحت مشاركتي فيها درباً من عدم الاستسلام للغياب، والتزام بأن يكون العمل الرسمي هو البوابة الأكثر رحابة لخدمة المجتمع، فهو من دون شك سيضحي تكريماً مبهجاً»، هي أولى جُمل غلوم، التي قالها تعبيراً عن امتنانه بحصوله على اللقب الجديد. لا ينكر بطل «حاير طاير» و«طماشة» أنه يتعرض لضغوط تتعلق برغبته في الانغماس في الحركة الفنية والإنتاجية المحلية والخليجية، في سياق حديثه، حيث يضيف «على مدار مواءمتي بين عالمي وإخلاصي لفن التمثيل عموماً والمسرح خصوصا، من جهة، وعملي الإداري من جهة أخرى، أشعر بأن قلبي مرتبط بـ«أبو الفنون»، وعقلي منشغل بتفاصيل مهامي في الوزارة، وقد يكون سراً أبوح به لأول مرة، أنني كنت اعتزمت، أنا ورفيق دربي الفنان إسماعيل عبدالله، خوض تجربة الإنتاج الدرامي منذ وقت مبكر، وهو أمر يأتي استناداً إلى خبرة عبدالله الذي كان مديراً لتلفزيون ابوظبي، ثم مديراً لقطاع الإنتاج به، فضلاً عن خبرتي المتواضعة، كان المتوقع له أن يتم على درجة عالية من الحرفية والتخطيط، وبأعمال خليجية وعربية، لكن في اللحظة الأخيرة اختار كلانا الانغماس في الشأن الثقافي والفني العام».

مجرد زوجين

بسعة صدر استثنائية يناقش د. حبيب غلوم أمر زواجه من الفنانة البحرينية الشابة هيفاء حسين، وبحديث عاقل لم يتح لأن يزج باسميهما في سلسلة أحاديث أساءت استثمارها غالباً مطبوعات خصصت نفسها في تعقب تفاصيل حياة الفنانين الخاصة.

غلوم الذي أخرج بهدوئه حادثة زواج فني يندر ألا تشغل الصحافة الفنية، في واقعة غير معتادة على كواليس الوسط الفني، أشار إلى أنه حرص منذ البداية على أن يفرض سياقاً محدداً للولوج إلى أي تفاصيل صحافية تتعلق بعالمه الخاص، مؤداها التأكيد دائماً على أن قضية الزواج لا يمكن أن تكون شأناً عاماً لمجرد أن طرفيها فنانين، بل هي شأن اجتماعي لا يرتبط بقريب أو بعيد بحياتهما الفنية، دون ان ينفي تماماً حق المشاهد في الإلمام بأخبار فنانيه الذين يتابع أعمالهم بشغف.

وأكد غلوم في السياق ذاته أن زواجهما بالرغم من ذلك حظي بمباركة الإعلاميين والجمهور معاً، رغم الفكرة المسبقة التي تسارع بتصوير أمر الزواج الثاني بأنه هدمً لكيان الأسرة الأولى، مضيفاً «حمداً لله هذا لم يتحقق، بل أنني تصالحت مع ذاتي بشكل أكبر، ونجحت في تصدير نموذج جديد للوسط الفني بأن أي اسمين فنيين يرتبطان بعلاقة زواج لن يكونا سوى مجرد زوجين، دون الاحتياج للوقوع في فخاخ بهرجة إعلامية ذات استثمار سلبي».

وكشف غلوم عن أنه يشعر في الوقت الحالي برغبة شديدة في إعادة الاهتمام بمشروعاته كفنان، سواء المشروعات المتعلقة بالتمثيل أو الإنتاج، مضيفاً «هناك مقولة سحرية مؤداها أن الفن عمره أطول من أي منصب إداري، لكن الخارطة المستقبلية بالنسبة لي سيتم تحديدها أيضاً بناء على آفاق العمل الإداري في المرحلة المقبلة، لأن واقع الحال يؤشر إلى أنه ليس من المنطقي أن يظل مشروع الإنتاج مؤجلاً إلى ما لا نهاية، فضلاً عن أنني أُضطر إلى رفض الكثير من الأدوار المختلفة بسبب هذا العمل، لدرجة أنني تغيبت لأربع سنوات متتالية عن (أيام الشارقة المسرحية)». وأشار غلوم إلى صعوبة أن تنال المشروعات الشخصية للفنان نصيبها من الاهتمام، في حال التزامه بمقتضيات مسؤوليته الإدارية، لافتاً إلى أنه بالإضافة إلى كونه مديراً للأنشطة الثقافية والمجتمعية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، فهو أيضاً رئيس للجنة السينما والمسرح بالوزارة، ما يجعله على تماس دائم بعمل مختلف المؤسسات والشباب المنتمين إلى هذين المجالين، ما يعني بشكل عملي أن المزاوجة بين الإخلاص للعمل الإداري، والاهتمام بالمشروعات الفنية في الوقت ذاته درب من المحال.

وفنياً أشار غلوم إلى أنه يحرص بشكل خاص على وجود إطلالة تجمعه بالمشاهد على إحدى شاشات القنوات الإماراتية، خلال شهر رمضان المبارك، متوقعاً أن يحظى الجزء الثالث من مسلسل «طماشة» الذي يشاركه في بطولته كل من جابر نغموش وسعيد سالم وآخرين، على شاشة قناة دبي الفضائية، بإعجاب الجمهور، مضيفاً «هناك عمل آخر انتهيت من تصويره هو (ظلال الماضي) بمشاركة أسمهان توفيق وفاطمة الحوسني، من المتـــوقع عرضه على قناة (إم بي سي) الفضائية».

ولم يحسم غلوم أمر مشاركته في مسلسل آخر سيبدأ تصويره بعد فترة وجيزة، هو «جفنات العنب» وسيتم تصويره في الكويت بمشاركة كل من هيفاء عادل وجاسم النبهان، وعدد من الممثلين الكويتي، مضيفاً «لا اشارك إلا في أعمال محدودة بالقدر الذي تسمح به خارطة مهامي الوظيفية، وهو أمر بكل تأكيد لا يشفي غليلي كفنان، ويأتي على حساب اهتماماتي الأسرية، وينفي بشكل كامل أي مساحة محتملة للراحة، بعيداً عن المتضادين: العمل الإداري من جهة، والحياة الفنية من جهة أخرى».

الحديث عن الحياة الأسرية، قاد الحديث إلى سؤال حول النصيحة التي أسداها لزوجته الفنانة البحرينية الشابة هيفاء حسين، فيما يتعلق بردة فعلها على ما نشره رئيس جمعية المنتجين والموزعين بالسعودية محمد الغامدي، الذي وضع اسمها ضمن قائمة سوداء محذور التعامل معها سعودياً، حيث قال غلوم «قد تكون هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها النصح لهيفاء في أمر له علاقة بعملها، حيث طالبتها بتجاهل الأمر، وعدم تصعيده كي لا يجني مروّجه ما يصبو إليه من ذيوع صيته، على الرغم من أنها من دون شك شهرة سلبية تلحق بسمعة مروجها».

وأضاف غلوم «ذكرت هيفاء بأن الجمهور وليس أي جهة أخرى هو من يعني الفنان، وأن الجهات الرسمية دائماً ليست في حاجة لوصاية شخص غير متثبت من تصريحاته، يُعد بناء على أهواء تحريضية قائمة سوداء وفق أهوائه، لا سيما أنه افتقر في جميع ما قام به للحد الأدنى من الدقة، مستبقاً مخاطبة وزارة إعلام بلاده باتهامات باطلة، ويكفيه عقاباً بأنه تعرّى أمام زملائه وأعضاء الجمعية التي ينتمي إليها بزيف ادعاءاته».

تويتر