تمنت لو كانت مراسلة تغطي ثورات تونس ومصر وليبيـا لقناة «سما دبي»

أمل سالم: اقتربت مـن لقب «وزيرة»

أمل سالم: أدوات المذيعة العصرية لم تعد محصورة في مفهوم الإطلالة الفاتنة. من المصدر

قالت المذيعة في قناة «سما دبي» أمل سالم، إن تصريحها السابق لـ«الإمارات اليوم» الذي عبّرت فيه عن طموحها إلى أن تصبح وزيرة تحول إلى صداع يومي يطاردها من بعض مستكثري الحلم. إلا أن المذيعة الشابة أصبحت أكثر إصراراً على حلهما، بعد حصولها على درع أصغر قيادية شابة ضمن جائزة القيادات النسائية في الشرق الأوسط في دورتها الـ.10 وأكدت «أصبحت الآن أكثر اقتراباً من طموحي»، وأضافت إطاراً زمنياً لتحقيق حلمها. وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن «10 إلى 15 عاماً كافية لتؤهلني إلى هذا التكليف المشرّف الذي أتوقعه مرتبطاً بوزارة الثقافة»، وتستدرك «لن يقف طموحي عند هذا الحد، وربما لو تمت مساءلتي بعد 15 عاماً سيكون طموحي أبعد من ذلك».

وبين حوار سابق رافق بدايات عملها مذيعة في قناة «سما دبي»، وجديد أعقب انخراطها في أكثر من برنامج، تطورت أدوات سالم التي زادها ثقة حصولها في أحد استفتاءات الرأي الصحافية على لقب أفضل مذيعة في الدورة البرامجية لشهر رمضان العام الماضي، لكنها رغم ذلك وجدت نفسها خارج إطار أحد أهم البرامج الجماهيرية على قناة «سما دبي»، وهو برنامج الميدان، بعد أن تولت تقديم الفقرة الشعرية له في موسمه الماضي، لكن مدير قناة «سما دبي» أحمد المنصوري، برر الأمر حسب روايتها بأن «أدواتها الإعلامية أصبحت أكثر تجويداً من مجرد تقديم فقرة وحيدة في برنامج متعدد المحاور»، قبل أن يتم ترشيحها للمشاركة في تقديم برنامج «المرسى» اليومي.

«صندوق الأمنيات»

«في كل عام أصنع صندوقاً حقيقياً أضع فيه بعض أحلامي مكتوبة بصيغة الأمنيات، وفي التوقيت نفسه من العام التالي أقوم بفتح الصندوق لأقارن ما تحمله ورقاته مع ما تحقق منها على أرض الواقع، وفي الحقيقة أجد الكثير منها إما قد تحقق بالفعل، أو أنني أصبحت أكثر قرباً من تحقيقه»، هكذا تختزل أمل سالم المذيعة بقناة سما دبي مشوارها الدائم مع الأمنيات.

«إرادة أقوى من الطموح» بهذه العبارة تصف ذاتها، وتجيب عن علامات الاستفهام التي سادت بعض أروقة القنوات الفضائية، سواء داخل مؤسسة دبي للإعلام أو خارجها، مضيفة «أشعر بمشروعية علامات الاستفهام هذه، لكنني أبرر علامات التعجب المرافقة لها بأن إرادتي ربما تكون أكبر وأقوى من مستويات الطموح المتعارف عليها».

أمل التي لم تقدم في برنامج «الميدان» الذي يرصد فعاليات بطولة فزاع لليولة العام الماضي سوى الفقرة الشعرية في الحلقات الختامية تحفظت على خبر اوردته «الإمارات اليوم» وصف غيابها عن النسخة الحالية بأنه «إقصاء»، مضيفة «مدير قناة سما دبي أحمد المنصوري خاطبني بشأن ذلك، وأكد أن الأمر يتعلق بـ(تقدير وليس إقصاء)، بعد أن حصلت على لقب أفضل مذيعة في الدورة البرامجية لشهر رمضان، حسب استفتاء لإحدى الصحف المحلية».

نقل الحقيقة

«مراسلة حرب وتغطيات لا تخلو من المخاطر» هي الصيغة المثلى لممارسة العمل الإعلامي، لاسيما عندما يتعلق الأمر بأحداث تمثل مفترق طرق في مسيرة دول شقيقة، مثل الثورات العربية التي ما زالت تُسطر في كل من تونس ومصر وليبيا، وأضافت أمل «قدسية الإعلام تتجلى في أبهى صورها في تلك المهمة، فليس أفضل من أن تكون قناة لنقل الحقيقة إلى الجمهور من خلال وجودك في قلب حدث يشكل ذاكرة الأمة»، مضيفة «كنت آمل أن أكون هناك في قلب ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية، وفي قلب تونس الخضراء، وحتى في وسط الأحداث الجارية الآن في ليبيا».

وتمتلك سالم التي ترى نموذج قناة الجزيرة الأفضل في تغطية تلك الأحداث تصوراً خاصاً في هذا الصدد، فهي ترى أن الصعوبة تتعلق في إشكالية سقوط أحد أهم أدوات الإعلامي في تلك الساحات الملتهبة، عن طريق فقدان صفة الحيادية والانفعال الذي لا يبقيه على مساحة واحدة من جميع الأطراف، لاسيما عندما يتعلق الأمر بثورة بيضاء لشعب طامح إلى الحرية.

سالم التي عادت إلى «مؤسسة دبي للإعلام»، بعد أن خاضت تجربة تقديم برامج شعرية في قناة نجوم تغير أسلوب حياتها اليومية بعد إطلالتها المتكررة على شاشة «سما دبي»، مشيرة إلى أن «هناك اعتبارات كثيرة تحكم يوميات المذيعة خارج سياقي العمل والمنزل، فهي بمثابة سفير لمكان عملها، وعليها أن تضع في حسبانها أن جميع خطواتها أصبحت لا تمثلها هي فقط، وتعكس بشكل أو بآخر هوية المظلة الإعلامية التي تنتمي إليها، في حين أنها تصبح أمام الشاشة سفيرة لثقافة وقيم مجتمعها»، معتبرة أن «المواطنة الحقيقية ليست مجرد إطلالة بشيلة أو عباءة بالنسبة للمذيعة الإماراتية، بقدر ما هي وعي وثقافة ومشاركة مجتمعية فاعلة» .

 

مشروعات

لهذه الاعتبارات فضّلت سالم التركيز على عملها الإعلامي رافضة أو مرجئة عرضاً للكاتب جمال سالم بأن تشارك في عمل دراما تلفزيونية، مضيفة: «أمامي الكثير من المشروعات الإعلامية، وطموحات لا تقبل فكرة اجتزاء الوقت، وبعد تفكير طويل شعرت بأن الاتجاه إلى التمثيل سيكون على حساب هامش صدقية إطلالتي الإعلامية، واطمأننت في النهاية إلى المقولة الدارجة التي تشير إلى أن (صاحب بالين كذاب)، لاسيما أن المشروع الإعلامي الذي يشغلني الآن بحاجة إلى تكثيف جهد استثنائي».

وحول لقب «اصغر قيادية شابة» في مجال الإعلام، الذي حصلت عليه سالم أخيرا وما يعنيه تواتر الجوائز بالنسبة لمذيعة شابة، قالت «أرى أن الأمر بمثابة تكليف لبذل المزيد من الجهد النوعي هذه المرة، وليس فقط الكمي، بعد أن تجاوزت مرحلة التعارف الجيد مع جمهور (سما دبي)، لذلك أجد نفسي مشغولة دائماً بالخطوة المقبلة، فرغم أن برنامج (المرسى) الذي تناوبت على تقديمه مع الزميلة سامية مراد منذ أكتوبر الماضي لا يمنحنا هامش وقت بخلاف المشاركة الفاعلة في إعداد حلقاته، إلا أنني لا أستطيع إلا أن أصبح أكثر شغفاً بالبرنامج المقبل الذي سأطل عبره على جمهور القناة».

وإذا كانت حلقة رصد أهم أحداث عام 2010 الأكثر تميزاً في حلقات «المرسى»، حسب تقييم مذيعته سالم نفسها، فإن المذيعة الشابة لاتزال محفوراً في ذاكرتها مشهد إذاعة المذيع حينها علي الرميثي، الذي يشغل حالياً منصب مدير قناة دبي الفضائية، نبأ وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مضيفة: «هو المشهد الإعلامي التاريخي الذي لايزال تلاحقني صورته المنطبعة في ذاكرتي، وكلما تذكرت موقف فقدان القائد الراحل، لاحقني صوت الرميثي يُعلن هذا النبأ بتأثر بالغ، وبنبرة إعلامية وإنسانية تخاطب تفاصيل ودواخل المتلقين قبل أسماعهم». المنافسة بجانبيها الإيجابي والسلبي لا تشغل سالم كثيراً «لا سيما أن بعضها خرج عن نص النقد المهني، وتحول إلى الانتقاد الشخصي»، مضيفة «كلما وجه إليك انتقاد ما فإنك لا تعدم أن تكون مستفيداً، فإذا كان في محله صوبت أخطاءك، وإن لم يكن كذلك فهو دلالة على أنك تسير بآلية صحيحة تشغل بعض الذين لا يستطيعون مجاراتك مهنياً، لكنني بدلاً عن ذلك أنشغل بتجويد أدواتي المهنية، والاستفادة من خبرات الآخرين التي تتاح لي، لأن الإعلامي الذي لا يتطور يذوي ولن يقدر على مواصلة أدائه بحرفية تواكب عالماً ابرز سماته التغير والتبدل اليومي».

عالم الثقافة والتراث والشعر هو المثالي لدى سالم في ما يتعلق بالتقديم الإعلامي، رغم أنها ترى أن المذيعة يجب أن تكون موسوعية الثقافة، ما يؤهلها للعمل في أي مجال تحتمه حاجة القناة، فضلاً عن البرامج الاجتماعية التي تبقى على تماس مع واقع الناس وحياتهم اليومية، معتبرة أن «المذيعة لا يمكن أن تتحول إلى مجرد تحفة جميلة تقرأ ما يعد لها، بل إعلامية متفاعلة وراصدة وربما صانعة للخبر من خلال إلمامها بسياقه الاجتماعي والسياسي والثقافي وايضاً بعده الاقتصادي'' .

تويتر