جائزة منصور بن محمد تذهب إلى الطلبة والتجمعات الثقافية

«فرجان الإمارات».. رحلات في الذاكرة

الأمين العام لجائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي د.جاسم العوضي

«اصطحب كاميرتك وتعال معنا لنخوض سوياً تجربة تصوير الفرجان الإماراتية»، شعار بدأت في اعتماده على أرض الواقع اللجنة المنظمة لجائزة سمو الشيخ منصور بن محمد للتصوير الضوئي (فرجان الإمارات) في عامها الثاني، الأمر الذي بات يجمع في نهايات كل أسبوع العديد من المواهب في هذا المجال، لا يسعون فقط إلى التقاط صور مميزة، بقدر ما يريدون معرفة المزيد عن تقنيات وفنون التصوير من خلال الاستعانة بجهود فنانين رائدين في هذا المجال، توفر خبراتهم «الجائزة».

أولى تلك الرحلات التي تبحر في ذاكرة التراث الإماراتي كانت في واحدة من أكثر الأماكن زخماً بعبق الأصالة والتراث، وهي منطقة الشارقة القديمة، بكل ما تزخر به من شواهد وأبنية تراثية، الكثير منها لايزال محتفظاً بأصالة نمطه الهندسي التقليدي الذي تتميز به الفرجان الإماراتية، وهي الورشة التي وقف المشتركون فيها بالفعل، ومعظمهم من طالبات وطلبة الجامعات، على الكثير من أسرار فن التصوير الضوئي.

رد الجميل

قالت المصورة سمية محمود، وهي عضو في «دار ابن الهيثم للتصوير»، إنها تشارك في المسابقة مستثمرةً الدفعة المعنوية التي حازتها جراء إطراء شديد، حصدته بسبب أحد أعمالها التصويرية التي قاربت في جمالياتها لوحات التشكيليين. وعلى الرغم من وجود دار ابن الهيثم في أحد أقدم الأماكن التراثية في دبي، وهي منطقة البستكية، فإن الفنانة الشابة، دخلت في موجات من الأسئلة الذاتية على طريقة الفنان الذي لا يرضى دائماً بالحلول السهلة، حول المكان والتوقيت الأنسب كي تقصدهما بعدستها، التي تجيد التعامل معها بخفة ملحوظة، رغم وزنها الزائد. سمية أبدت إعجابها بفكرة التوثيق لذاكرة الإمارات، وأضافت أنه «بغض النظر عن فرص الفوز بأحد المراكز المتقدمة في الجائزة، فإن رصد تلك الذاكرة بالعدسة يغدو إحدى محاولات رد الجميل للوطن بالنسبة لي، ما دام الأمر يتعلق بمشروع وطني».

وبرر الأمين العام لجائزة سمو الشيخ منصور بن محمد للتصوير الضوئي د. جاسم العوضي، تنوع وتعدد لقاءات أعضاء اللجنة المنظمة بطلاب جامعات وشباب وفتيات باستراتيجية مجلس أمناء الجائزة، التي تعتمد هذا العام على تبني سياسة التعريف بالجائزة، سواء في ما يتعلق بآليات القبول، أو حتى تقديم رؤى فنية تسهم في تقديم معلومات من شأنها أن تساعد المتسابقين في العمل، وفق بيئات أكثر احترافية، فضلاً عن الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بكيفية المشاركة، وغيرها من الموضوعات.

العوضي الذي تحدث في ندوة في كلية دبي التقنية للطالبات، وأدار ورشة عمل في منطقة التراث بالشارقة حول تصوير الفرجان الإماراتية، بالتعاون مع جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، أكد لـ«الإمارات اليوم» أن «الجائزة ترحب بمختلف المشاركات التي ترصد جماليات الفرجان الإماراتية بعدسات المواطنين والمقيمين»، منوهاً في هذا الصدد بأهمية استثمار تقنيات التصوير في رصد جماليات وخصوصية الموروث.

وأضاف العوضي أن «الصورة تبدو دائماً أكثر إنباء وتوثيقاً للأحداث والحقب التاريخية والثقافية المهمة، مقارنة بغيرها من وسائل نقل المعلومة والمعرفة والحالة»، لافتاً إلى المقولة المعروفة «الصورة بألف كلمة»، مستدركاً بأن فنية الصورة تتعدى حتى هذا المعيار من خلال تجاوز المحتوى المعلوماتي والتوثيقي إلى حالة جمالية شديدة الخصوصية.

وأضاف العوضي أنه من هذا المنطلق تجمع جائزة سمو الشيخ منصور بن محمد التي تستمر في قبول أعمال المتسابقين حتى 15 أبريل الجاري، بين اهداف تتعلق بالجوانب الجمالية، وأخرى ترمي إلى الاحتفاظ بأرشيف متكامل يحيل إلى النسيج الاجتماعي والثقافي والتراث المعماري، وغير ذلك من ملامح خصوصية الإمارات عموماً ودبي بصفة خاصة، وهي من العوامل التي تأتي في مقدمة الأهداف التي وجه بالدفع إلى تحقيقها سمو الشيخ منصور بن محمد».

وأكد العوضي أن «الجائزة فرصة مهمة لنشر ثقافة التصوير الفني، وتعريف هواة ومحترفي هذا الفن، رغم تحفظه على مسمى هواة، بالكثير من الأطر الفنية للتصوير الضوئي».

وقاد العوضي المشاركين إلى الحديث الفني عن الآليات المثلى لالتقاط المشهد وفق أبعاده الخاصة، وتحديد الزاوية المناسبة، وكذلك التوقيتات المناسبة لإنجاز مهام التصوير وفق الأغراض والرؤى المختلفة، دون أن نغفل التأكيد على معيار الذاتية في هذا الصدد. وأشار إلى أن هناك إقبالاً جيداً، ليس فقط على الاشتراك في الجائزة التي مازالت عند دورتها الثانية فقط، بل أيضاً رغبة من الشباب والفتيات في الوقوف عند فنيات هذا الفن الذي يعي المنتسبون إليه أنه مهامهم من أجل التقاط صور تعيها الذاكرة، تتعدى بكثير مهمة الشخص العادي الذي يلتقط صورة من هنا وأخرى من هناك، تغدو مجرد ذكرى مرتبطة برحلة أو نزهة أو حدث شخصي، مبدياً تفاؤلاً شديداً بتنمية مهارة المتسابقين الذين يواظبون على حضور مثل هذه التجمعات التي تعلن عنها اللجنة المنظمة للجائزة.

وفي ما يتعلق بالاهتمام الذي يصادفه الفن التشكيلي مقارنة بمجال التصوير الضوئي، اشار العوضي، إلى أن التنامي الملحوظ في مجال التشكيل، سواء في ما يتعلق بمبدعيه أو رواده هو في أحد أوجهه ثمار فعاليات تكثفت على مدار عقود، متوقعاً في المقابل أن تسهم جائزة سمو الشيخ منصور بن محمد للتصوير الضوئي، في زيادة الاهتمام بهذا الفن، سواء على مستوى المتعاطين معه إبداعاً، أو تذوقاً.

وأكد عضو أمناء الجائزة بدر العوضي، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس الإدارة لجمعية الإمارات للتصوير الضوئي، أن «حجم الإقبال سواء على الاشتراك الفعلي في الجائزة، أو تلبية حضور الفعاليات التي تنبثق عنها، يعد أمراً مرضياً ومبشراً ، وهو أمر يؤشر إلى أن الغرضين الجمالي والتوثيقي قد تحققا، معتبراً الجهد تكاملياً بين الجمعية والجائزة من خلال توجيهات سمو الشيخ منصور بن محمد».

 

 

 

تعددت الاختصاصات الدراسية والعملية للشباب والفتيات الذين قصدوا أحدث الورش الفنية التي دعت إليها اللجنة المنظمة للجائزة في منطقة التراث بالشارقة، ولم يقتصر الحضور على طلبة وطالبات أقسام الإعلام في كليات التقنية بدبي والشارقة، فضلاً عن طالبات التخصص نفسه في جامعتي عجمان والفجيرة، بل حضر أيضاً طلبة وطالبات ينتمون إلى كليات عملية مثل الهندسة والصيدلة وغيرهما، وآخرون يمارسون بالفعل حياتهم العملية، بعد أن أنهوا دراساتهم الجامعية، وهو الأمر الذي يؤشر بالفعل إلى أن فن التصوير عموماً من خلال الفعاليات التي تتبناها الجائزة في سبيله إلى اكتساب منتسبين جدد إلى فضائه مع تواتر دورات الجائزة.

تويتر