245 عملاً لـ 56 فناناً في معرض الفن البرازيلي بــــــــدبي

بـلاد الشمـس والـــورد والكرنفالات

المعرض يقدم إطلالة رومانسية على الثقافة البرازيلية. تصوير: مصطفى قاسمي

شكل معرض الفن البرازيلي الذي افتتح أخيراً في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، بتنظيم من دائرة السياحة والتسويق التجاري، إطلالة مهمة على التشكيل في مدارسه الكلاسيكية واتجاهاته المعاصرة في هذا البلد، وقد حمل المعرض الذي نظم تحت شعار «الفن البرازيلي بين حضارات الشرق والغرب»، بالتعاون مع رواق أبابورو البرازيلي، ملامح البيئة البرازيلية، من خلال لوحاته التي بلغ عددها 245 لوحة، إذ أبرزت معظم الأعمال طبيعة البلد المشعة في كل الفصول، إلى جانب أعمال تنوع أفق الطرح فيها مع الالتزام بالتقنية، فيما برزت تجارب أظهرت ملامح البيئة العربية. وضم المعرض الذي افتتحه المدير التنفيذي لقطاع سياحة الأعمال في دائرة السياحة والتسويق، حمد بن مجرن، أعمالاً لـ56 فناناً وفنانة، ومن بينهم أعمال لثمانية فنانين معروفين وعالميين، بعضها يعود إلى السنوات القريبة، وبعضها يرتبط بالفترة التي تعود إلى منتصف القرن الماضي. وتميز من أعمال العالميين، لوحات الفنان ألدمير مارتينس، الذي يأخذنا إلى عالم القطط عبر رسم وجوهها التي يحرص فيها على إبقاء إيحاء الأنثى حاضراً في لوحاته، فيما تقدم أنيتا مالفاتي، التي تعد أعمالها من الأعمال التاريخية القديمة، ورد بلدها بأسلوب ينطلق من المدرسة الانطباعية، بينما ينقلنا الفنان روبين فالنتين إلى عوالم أخرى من خلال العمل الذي يستند إلى المدرسة البنائية التي تقدم اللوحة وكأنها تركيب هندسي بزوايا محددة. ومن جهته يركز سرجيو تيليس على الظلال في اللوحة، فيبرز حركة الناس اليومية في الظل والنور، حتى يصبح العنصر البشري لديه المحرك الأساسي للوحة.

السياحة والثقافة

 أكدت مديرة إدارة العمليات والمتابعة، ومديرة إدارة الفعاليات بالإنابة، في دائرة السياحة والتسويق التجاري، أروى الغماي، أن «تنظيم المعرض تم بالتنسيق مع سفارة الإمارات في البرازيل، وذلك لأن دبي باتت محطة تعرف الناس بفنون العالم، ولهذا فإن اللوحات غير متاحة للبيع، بل للعرض فحسب». واعتبرت أن دبي باتت ملتقى الثقافات، ولهذا تحرص الدائرة على الترويج للكثير من الفعاليات الثقافية التي تكرس دبي عاصمةً مهمة في هذا المجال. واعتبرت أن اختيار مؤسسة العويس للمعرض يعود إلى أهمية المكان في الساحة الفنية. ونوهت بأن الثقافة جزء من السياحة، فغالباً ما يقصد المرء المتاحف والمراكز الفنية في سياحته، ولهذا أقول إن «البلد الذي لا يدعم الثقافة يخسر من الناحية السياحية أيضاً، معتبرة أن الفن والثقافة والتراث عناصر لا يمكن ان تنفصل بتأثيرها عن بعضها بعضاً».

بيئة

تشكل الأعمال الموجودة في المعرض الذي يستمر حتى السادس من يناير المقبل، إطلالة مهمة على البيئة البرازيلية المشرقة والمتميزة بعبق أزهارها الذي فاح من الألوان الزيتية والأكريليكية، كما أنها لا تكتفي بإظهار جماليات الطبيعة، بل تظهر بعض وجوه الحياة اليومية، بألوان كرنفالية تحمل الفرح، والإشراق، ويمكن التأكيد على أن الالتزام بالمدارس التقليدية القديمة ومنها الانطباعية والواقعية أو حتى التجريدية والدادانية وصولاً إلى المعاصرة، لم يبعد شبح الطبيعة عن اللوحات مع الاختلاف في الرؤية والطرح، إذ يتضح لنا التبدل في الأسلوب والمحافظة على الرؤية، وتجدر الإشارة إلى أن الأعمال الموجودة في المعرض لا تأخذنا إلى طبيعة البرازيل فحسب، بل تصور للزائر جواً عاماً مفعماً بالرومانسية الساحرة وروح أميركا اللاتينية، إذ تخطت بعض اللوحات الطبيعة لتقدم مشاهد من الحياة اليومية، وكذلك برزت لوحات لنساء جميلات مستوحاة من القرن الماضي ومن مدينة الأحلام باريس، فيما يمكن التأكيد على أن البيئة العربية ظهرت من خلال الملامح العربية التي قدمت في أكثر من عمل، ومنها الصحراء والجمال والأحصنة، ما أعطى المعرض تنوعاً في الأفكار المطروحة. ويمكن التأكيد على أن الألوان المشعة هي السمة الأبرز في الأعمال البرازيلية، فنادراً ما نرى لوحات بألوان قاتمة، لاسيما مع الأعمال المستمدة من الفن الشعبي البرازيلي والمميزة بأبجدية بصرية تبرز التركيب اللوني المشع بالحياة.

وقالت مديرة التسويق في رواق ابابورو، باميلا غوستينو، إن « الهدف من المعرض هو إبراز التوجهات المختلفة في الفن البرازيلي، ولهذا حاولنا التنويع بين اللوحات التي تحتوي مناظر الطبيعة والحيوانات والوجوه وحياة الناس، وهذا يبرز الثقافة البرازيلية المتنوعة، واعتبرت أن اللوحات المعروضة تبرز إلى حد كبير ما يحدث في عالم الفن في البرازيل، ويظهر مدى تطور أفكار الفنانين عبر العصور، ولفتت إلى أنه تم تقديم أعمال لفنانين عالميين إلى جانب الفنانين الجدد، مؤكدة أن الخبراء العالميين قدروا الأعمال الموجودة بأكثر من نصف مليون دولار، باستثناء الأعمال الخاصة بالعالميين التي تتميز بقيمة فنية ترتفع عاماً بعد آخر.

تويتر