المزروعي: الصــقارة جزء من تاريخنا العريق

قال مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، إن «نجاح الدولة في إنجاز الملف الدولي للصقارة، وتسجيلها في اليونسكو نموذجاً من التراث الإنساني المشترك بين دول العالم يعد إنجازاً، وسيبقى هذا الإنجاز فخراً للتراث الإماراتي خصوصاً والعربي عموماً».

وأوضح أن من أول أهداف تسجيل الصقارة في اليونسكو، زيادة الوعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بقيمة الصقارة تراثاً وفناً إنسانياً عالمياً، وتشجيع الدول على تبني استراتيجيات وخطط عمل واضحة ومُحكمة لصون التراث الإنساني، ومنح الصقارة المشروعية وفق مبدأ الصيد المستدام.

وأكد المزروعي في كلمة له خلال اجتماعات اللجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، التي اختتمت أعمالها في نيروبي بكينيا يوم الجمعة الماضي، أن الإمارات لم تألُ جهداً في دعم مشروعات الحفاظ على التراث، خصوصاً الصقارة التي تعد جزءاً مهماً من ثقافتنا وتاريخنا العريق، ولاتزال دولتنا تواصل جهودها الحثيثة في دعم خطط وبرامج منظمة اليونسكو الرامية للحفاظ على التراث الثقافي والإرث الإنساني للبشرية.

تنسيق دولي

أضاف المزروعي «كان لنا الشرف أن نكون المنسق للملف الدولي للصقارة بمشاركة 11 دولة من ثلاثة أقاليم موزّعة بين افريقيا وآسيا وأوروبا، ونحن في الإمارات نثمن عالياً مواقف هذه الدول المشاركة، لقد عملنا فريقاً واحداً، وشعرنا بروح اتفاقية 2003 حول صون التراث العالمي. ونحن نتطلع إلى المزيد من الملفات المشتركة مع كل دول العالم، ويُسعدنا أن نرحّب بكل دولة من الدول الـ63 التي تمارس فيها الصقارة للانضمام لهذا الملف».

وخاطب المزروعي وفود 128 دولة مشاركة بقوله «كلنا يدرك أهمية تسجيل عناصر التراث الثقافي، خصوصاً تلك العناصر التراثية المشتركة بين الدول، التي تمتد بجذورها عبر الحدود، لأن من شأن ذلك تعزيز لغة الحوار والتواصل بين الدول من أجل المزيد من التعاون والاستقرار والسلام».

وجدّد التزام الإمارات بدعم سكرتارية اليونسكو، وكل أنشطة المنظمة الدولية الرامية إلى صون التراث غير المادي، وهنأ المزروعي كل الدول التي تمّ قبول ملفاتها في اليونسكو.

وقادت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات وهيئة البيئة في أبوظبي ووزارة الثقافة والشــباب وتنمية المجتمع، الجهود الدولية لتسجيل الصقارة بهدف صونها تراثاً إنسانياً حياً على مدار السنوات الماضية، إذ استضافت العاصمة أبوظبي لقاءات وندوات وورش عمل عديدة لهذه الغاية.

وبذلت الدولة جهوداً لإعداد ملف الصقارة، ونجحت في تنسيق الجهود بين 11 دولة عربية وأجنبية، لإقناعها بتقديم ملف الصقارة لليونسكو بشكل دولي مشترك لضمان قبوله ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.

إشادات

قال رئيس الرابطة العالمية للصقارة فرانك بوند، إنه «مصدر فخر لنا أن نعمل على إدراج الصقارة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي للإنسانية، ويسعدنا أن ندعم الجهود التي قادتها الإمارات في هذا الاتجاه، وهي جهود أساسية بالنسبة لنا في الرابطة، اذ نرى أن الاعتراف بالصقارة التي تعود إلى أكثر من 4000 سنة تراثاً غير مادي للإنسانية، سيسهم في الاعتراف بها عنصراً مهماً في تراث الدول التي لا تعتبرها كذلك».

وأشادت الرابطة العالمية للصقارة في بيان لها بنجاح جهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في التنسيق بين 11 دولة لإعداد الملف الدولي المشترك، وتتويج ذلك بنجاح أكبر عملية تسجيل لعنصر من عناصر التراث المعنوي على مدى تاريخ اليونسكو.

ونوّهت الرابطة العالمية للصقارة بجهود المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في صون الصقارة والتأكيد على مبدأ الصيد المستدام. وفي هذا الصدد علّق محمد خلف المزروعي، بأن اهتمام الشيخ زايد، رحمه الله، بالصقارة تراثاً أصيلاً، تحوّل إلى إرث ثقافي إنساني عالمي.

من جهتهم، بارك أعضاء نادي صقاري الإمارات، ما قامت به الدولة من جهود بالتعاون مع دول أخرى لترشيح الصقارة كي يتم إدراجها على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية التابعة لمنظمة اليونسكو، مؤكدين مشاركتهم في مختلف مراحل عملية الترشيح المتعلقة بهذا الملف الدولي.

وأكد صقارو الإمارات أنه نظراً لتأصل الصقارة في ثقافتنا واعتبارها أحد الرموز الرئيسة في هويتنا الوطنية، إيمانهم بأن إدراجها من شأنه أن يعزز إبراز هذا التراث والترويج له على المستويين المحلي والعالمي، كما يشجع هذا الإدراج أجيالنا الشابة مستقبلاً على تعلم وممارسة الصقارة، وأن يكونوا فخورين بها عنصراً مهماً من عناصر تراثهم الوطني، ومن ثم فنحن ندعم كل الجهود المحلية والدولية لإنجاح التسجيل والحفاظ على هذا التراث.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أعلنت الأربعاء الماضي، عن تسجيل الصقارة تراثاً إنسانياً حياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، خلال اجتماعات اللجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، التي انعقدت في نيروبي بكينيا خلال الفترة من 15 إلى 19 من الشهر الجاري.