في حفل «سيدات الشارقة» بليلة النصف من شعبان

«حق الليـلة».. حـنّاء وتذكير بالتراث

الحدث مناسبة اجتماعية ودينية تدخل البهجة إلى نفوس الأطفال. تصوير: أشوك فيرما

نظمت إدارة العضوية بنادي سيدات الشارقة احتفالية بليلة النصف من شعبان «حق الليلة»، أول من أمس، حضرها عدد كبير من السيدات والأطفال الذين ملأوا أرجاء القاعة مرتدين أشكالاً متعددة من الزي التراثي بألوان زاهية زادت من بهجتهم بالحدث، فضلاً عن استمتاعهم بالمسابقات والهدايا والأطعمة التقليدية التي كانت توزع عليهم من قبل الرعاة والمنظمين. وقالت مديرة شؤون العضوية نورية محمد، إن «هذه هي المرة الأولى التي يقرر فيها النادي تنظيم فعالية للاحتفال بذكرى ليلة النصف من شعبان، والتي تعتبر مناسبة دينية واجتماعية مهمة، وفرصة لإدخال البهجة إلى نفوس الأطفال وتعريفهم بالتراث الذي غاب عن حياتنا بصورة كبيرة»، وتضيف نورية أن تلك المناسبة تتمتع بتقاليد خاصة لكل بلد ولمنطقة الخليج على وجه الخصوص على الرغم من تفاوت مواعيد الاحتفال بها، مثل تجمع الأطفال وارتدائهم الزي التقليدي، كما تنتشر الأكلات الشعبية في هذه الليلة، والألعاب القديمة التي كان يتسلى بها الأجداد.

 

ترفيه وتوعية

هذا هو الشعار الذي رفعه منظمو حفل ليلة النصف من شعبان الذي استضافته قاعة كنوز بنادي سيدات الشارقة، وتمثل في الفقرات التي قدمها الأطفال من استعراضات تحتوي على رقصات وأغنيات تراثية تدربوا عليها بمراكز الأطفال والفتيات، فضلاً عن الأزياء التقليدية التي حرصوا على ارتدائها والتباهي بها على المسرح خصوصاً في ظل التنافس لاختيار أفضل زي تراثي للفتيات، حيث تم اختيار ثلاث فتيات في مراكز متتالية، وكذلك ثلاثة فتيان كأفضل زي تراثي للأولاد. يقول محمد البالغ من العمر سبعة أعوام (عراقي الجنسية)، «أحب هذا الحفل كثيراً، خصوصاً وأنا أرتدي الكندورة، وآكل الشوكولاتة»، أما والدته التي تعمل معلمة في المدرسة الأسترالية بالشارقة، رنا العاني، فتعلق قائلة «حرصت على الوجود هنا من أجل تعريف ابني بتراث وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه وينتمي إليه كمجتمع عربي تتشابه فيه الطقوس والعادات»، وعن رأيها كمربية أجيال في جدوى تعريف الأطفال بالعادات والتقاليد القديمة على الرغم من تعدد وسائل الترفيه الحديثة، أجابت العاني أنه من الضروري تشجيع الأطفال على اكتشاف ماضيهم والثقافة الأصيلة التي ينتمون إليها لاسيما «الروافد التاريخية التي تشكل وعيهم ويتذكرونها كباراً».

ولم تقتصر الفعاليات على الأطفال فقط، بل كان للسيدات أيضاً نصيب كبير سواء في المسابقات التي تحتوي على أسئلة تراثية أو من المعارض التي أقيمت على هامش الحفل والتي تميزت بالبساطة والتنوع في الوقت نفسه، وشاركت فيها هيئات عدة، منها قسم التأهيل بإدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية التابع لشرطة الشارقة، الذي كان لمعرضه النصيب الأكبر من المكان والمعروضات التي تنوعت بين مشغولات يدوية وتحف ولوحات فنية وملابس. وقد لاقت هذه المنتجات إقبالاً كبيراً من جمهور الحفل الذي أبدى إعجابه بالمعروضات واستعداده لاقتنائها «نوع من مساعدة نزلاء المنشأة الإصلاحية على تطوير أنفسهم والاندماج في المجتمع». أيضاً ضم الحفل معرضاً بسيطاً للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بالشارقة، قام المشرفون عليه بتوزيع هدايا على الأطفال ذات طابع دعائي، كما تم توزيع منتجات الرعاة وهم شركة مسافي للمنتجات الغذائية ومنتجات عصائر العين وكذلك شركة كرانشوز.

آنسونا

وجاء هذا الحفل ضمن فعاليات برنامج «آنسونا» الذي تتبناه إدارة شؤون العضوية بنادي سيدات الشارقة ويتولى تنظيم حدث ثقافي أو تراثي كل يوم خميس، ويتم التعاون مع إدارة التراث بالشارقة في الفعاليات ذات الصلة، وهو ما حدث في حفل النصف من شعبان، إذ استعان منظمو الحفل بمقتنيات ومعروضات تخص إدارة التراث مثل الجلسة العربية التي استمتع بها الحضور ملتفين حول «سمية» التي أخذت ترسم الحناء على كفوف الفتيات والسيدات، كما شهد معرض مركز الحرف الإماراتية، التابع لإدارة التراث، إقبالاً ملحوظاً خصوصاً على المشغولات اليدوية من الخوص وسعف النخيل، فضلاً عن العرايس والدمى التي انبهر بها الأطفال وتنافسوا على شرائها.

وتقول مسؤولة شؤون العضوية بنادي سيدات الشارقة، نهلة حمدان، «من خلال الفعاليات التي نقيمها، نحرص دائماً على توفير عنصري المتعة والمعرفة، وهذه المرة أردنا أن يكون طابع الحفل تراثياً، تماشياً مع مناسبة ليلة النصف من شعبان، وقد ساعدتنا إدارة التراث بكل إمكاناتها ومقتنياتها على تحقيق ذلك»، وحول الفعاليات المزمع عقدها في إطار برنامج «آنسونا»، قالت حمدان «هناك مخطط لسنة كاملة في إطار هذا البرنامج، ربما يطرأ عليه بعض التعديل، لكنه يظل في الإطار العام الذي تم الاتفاق عليه مسبقاً، ألا وهو توفير عنصر التسلية وفي الوقت نفسه عنصر التثقيف، مثلما يحدث من خلال الورش التعليمية التي سبق تنظيمها أو مبادرة البيئة النظيفة بخلاف الحفلات الترفيهية الأخرى».

تويتر