‏عضويتها في المجلس الوطني صقـلت تجربتها‏

‏نجلاء العوضي: المنتج المحلي رهان «دبــي للإعلام»‏

نجلاء العوضـي. من المصدر

‏‏اعتبرت عضو المجلس الوطني الاتحادي المديرة التنفيذية لقنوات مؤسسة دبي للإعلام نجلاء العوضي، ترشحها أخيرا لعضوية قيادات العالم الشابة في المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف من بين 5000 شخصية عالمية، يشكل تحديا جديدا بالنسبة لها، مؤكدة أنها ستعمل من خلاله على أن تكون صوتاً قوياً لبعض قضايا المجتمع الإماراتي في السياق الدولي، خصوصا في ما يتعلق بالصورة المغلوطة التي تروج حول واقع المرأة العربية، متطرقة في حوارها مع «الإمارات اليوم» إلى معايير شتى دفعتها إلى ذلك الترشح، من بينها نشأتها الأسرية، ودراستها، وكذلك تجربتها في مؤسسة دبي للإعلام.

وفيما أضافت العوضي أن الوصول بعدد القنوات الفضائية للمؤسسة بانضمام «نور دبي» إلى الرقم ستة فرض تحديات جديدة في سياق المنافسات المفروضة من كيانات إعلامية أخرى في المنطقة، أكدت أن مزيداً من الاعتماد على المنتج المحلي والمراهنة على الكفاءات المواطنة يعدان أهم التوجهات الاستراتيجية التي ستعضد الفرص الإيجابية لقنوات المؤسسة في هذه المنافسة، معتبرة أن الحلول الجاهزة ومجرد استيراد برامج وأعمال ناجحة لم يعد يلبي احتياجات المشاهدين المتنوعة التي تصل إليها المؤسسة من خلال بحوث ميدانية دقيقة.

كفاءات‏
 

قالت عضو المجلس الوطني الاتحادي المديرة التنفيذية لقنوات مؤسسة دبي للإعلام نجلاء العوضي، التي تدير أيضاً قناة «دبي ون»، إن قنوات المؤسسة تسعى في توجهها لجذب الكفاءات المواطنة إلى شاشات القنوات عبر توجهين أحدهما نعتته بـ«الاستكشاف الداخلي»، من خلال إسناد مهام جديدة لموظفين أو إعلاميين من داخل المؤسسة، بالإضافة إلى استكشاف وفتح الباب لوجوه مواطنة جديدة للالتحاق بالمؤسسة، مشيرة في الاتجاه الأول بنجاح تجربة مقدم نشرة الأخبار ماجد محسن في برنامجه الحواري «ظل الكلام»، فيما اعتبرت مقدم برنامج «فيتامين» العقيد في شرطة دبي علي سنجل نموذجاً للاتجاه الثاني. وأشارت العوضي إلى أن وجودها في المجلس الوطني جعلها أكثر تفهماً لمتطلبات المرحلة الحالية واستيعابها الاستراتيجية العامة للمؤسسة، فضلاً عن استيعاب التحديات المجتمعية على نحو أكثر دقة وشمولية، مشيرة إلى أن استعانة المؤسسة بخبرات غير مواطنة يتم على نحو محسوب يسهم في توفير فرصة للاحتكاك بين الخبرات المواطنة الشابة وغيرها، وكشفت عن أن خيار الإنتاج المحلي بات خياراً محورياً لمختلف قنوات المؤسسة، موضحة أن الدراسات الميدانية أشارت إلى أن المراهنة على هذا الجانب ستكون عظيمة الجدوى، مؤكدة أن النهج الذي يتم اعتماده في قنوات دبي للإعلام ينظر إلى الأهداف المرحلية بالقدر نفسه من الأهمية، سواء قصيرة المدى التي تتعلق بالدورات البرامجية المتلاحقة، أو البعيدة منها التي تصل إلى مدى زمني ربما يتجاوز عقداً من الزمان.‏

مساواة

وقالت العوضي «لم أكن أشعر بأن أخي يحظى بأي ميزات نسبية عني لمجرد ذكورته، بل كنا نتمتع بالحقوق والواجبات نفسها، وكان أبي حريصاً على تشجيعنا على القراءة، وحتى القضايا التي كانت تتخطى حدود استيعابنا مثل النضال ضد الاستعمار وقضايا المهمشين وحقوق المرأة كان يبلورها لنا بشكل شيق يناسب مراحلنا العمرية حينها، فيما كانت هناك مساندة أسرية لأن أحصل على معرفة أكاديمية جيدة في مختلف المراحل دون التركيز فقط على معيار الحصول على شهادات معتمدة».

وقضت العوضي السنوات الست الأولى من عمرها في الولايات المتحدة الأميركية لظروف عمل والدها، قبل أن تعود إلى الإمارات وتبدأ الدراسة في ظل رعاية والدتها التي كانت تنحاز دائما، حسب نجلاء، إلى حقوق الأبناء والمنزل إذا ما تعارضت مع الطموح المهني خارجه، مضيفة «أخذت والدتي قراراً مصيرياً بعد أن أنهت دراستها في أميركا وهو التفرغ تماماً لتربية الأبناء، ولم يعرف منزلنا وجود الخادمة المقيمة إلا عندما اصبحت في مرحلة الدراسة الثانوية، فوجود الخادمة الملاصقة للأطفال لا يمكن ان يكون دليلاً لترف اجتماعي، بل هو عامل لخلق شخصية اتكالية لا تعتمد على نفسها حتى في الأمور البسيطة، فما بالنا بمن يتركون أبناءهم طوال اليوم في رعاية خادمة جاءت من ثقافة مغايرة ولا يملكون عن سلوكها وحقيقة شخصيتها أي معرفة يقينية»، مشيرة إلى دور الإعلام في التأكيد على ضرورة المواءمة بين مسؤولية المرأة تجاه الأسرة وواجباتها تجاه عملها، حتى لا يتعارض أحدهما مع الآخر.

وتستكمل العوضي «حكايات أمي عن جدي مازالت تدور في رأسي، وأتذكر قدر الانبهار الذي كانت تحكي به عندما تخبرنا بأنه كان مصراً على تعليم كل بناته، إلى الدرجة التي جعلته يشدد في وصيته على إتاحة الفرصة لمن تريد منهن استكمال تعليمها الجامعي، في وقت كانت أقرب الجامعات لنا إما في الكويت أو الهند، لكنها كانت تنقل لنا من خلال سلوك يومي ما هو أكثر بكثير من مجرد الحكايات، وأبرزها أن الفتاة ليست مؤهلة فقط لأن تصبح مجرد زوجة تعتمد في وجودها على طرف آخر، بل هي عنصر فعال ومهم من خلال ما تكتسبه من وعي ومهارات توظفها التوظيف الأمثل من أجل مصلحتها ومصلحة مجتمعها».

وأضافت العوضي «عندما قررت استكمال دراستي في أميركا، وعلى الرغم من غرابة التخصص الذي اخترته وهو دراسة التاريخ، وما كان يعني ذلك في مجال سوق العمل حينها وارتباط ذلك بمهنة التدريس، لم أقابل أسرياً سوى بمزيد من المساندة، وحتى عندما أظهرت ميلاً شديداً للعمل الصحافي والإعلامي، في توقيت كان مازال صعباً تقبل عمل الفتاة في هذا المجال، حينها، وهو أمر شكل بالنسبة لي دعماً كبيراً في بداية عملي كصحافية، بخلاف العمل في مجال المحاماة الذي سبق ذلك وأكسبني ثقة كبيرة في خوض غمار الحياة العملية».

تحدي الترشح الجديد بالنسبة للعوضي مناسبة ستعمل من خلالها على الدفاع عن قضايا عربية في السياق الدولي، خصوصا في ما يتعلق بالصورة المغلوطة التي تروج حول واقع المرأة العربية، مشيرة إلى أن المرأة العربية على الرغم مما لديها من تحديات إلا أنها لا تعاني أي تهميش أو ظلم مجتمعي كما يتم الترويج له في الإعلام الغربي، فضلاً عن الإسهام في قضايا التنمية ليس عربياً فقط، بل على المستوى العالمي.

مشروعات

وفي ما يتعلق بقنوات المؤسسة ومدى تأثير الأزمة العالمية في مشروعاتها، لم تخف العوضي أن هناك مشروعات تم تأجيلها، ليس لضغوط مالية، بل لاعتبارات تتعلق بتغير طال مختلف العوامل والجهات المتعاطية مع الرسالة الإعلامية سواء المشاهد أو المعلن، أو أولويات المشاهدة، موضحة أنه «قد تتأجل مشروعات، لكن ليس هناك أي تراجع عن مسار التنمية، ليس إعلامياً فقط، بل في مختلف جوانب النهضة في شتى المجالات، وأكثر ما يحدث يمكن أن يوصف بأنه إعادة نظر ورصد واستنباط أفكار وتوجهات جديدة تناسب تغير المشهد الاقتصادي العالمي الذي فرض السياق العولمي ارتباطاً وثيقاً به».

أما بخصوص حجم المنافسة الذي تتعرض له قنوات المؤسسة، بعد أن أصبحت تكتلاً إعلامياً لافتاً في المنطقة، فقالت العوضي «لا شك في أن المنافسة أصبحت أكثر قوة، وهو أمر يصب في مصلحة الجهات المتنافسة والمشاهد معاً، لكننا نسعى لحلول غير تقليدية للتغلب على تحديات السوق، والاستراتيجيات التي نتبعها غالباً ما تعتمد على الحلول الإعلامية المبتكرة تقترب أحياناً من مفهوم السباحة ضد التيار السائد، وعدم الاعتماد على البرامج الجاهزة، وليس مجرد طرح منتج إعلامي مقلد»، مشيرة إلى أن ثلاثية المردود الاجتماعي والمردود الاقتصادي وتحقيق الهدف الترفيهي تحكم دائماً خيارات قنوات المؤسسة في مختلف الدورات البرامجية، إضافة إلى الوصول إلى تطلعات الجمهور من خلال بحوث ميدانية دقيقة. ورداً على سؤال حول فرضية تضارب تغطيات القنوات المختلفة للحدث الواحد ومدى وجود تنسيق بهذا الصدد، أجابت العوضي بأن قنوات المؤسسة لها توجه خليجي عربي إقليمي، لكن قناة دبي هي التي توجه بشكل خاص للمشاهد العربي ومن ثم يراعى في خطابها الإعلامي هذا الجانب، فيما تكتسي «سما دبي» بالصبغة المحلية والخليجية وهو الحيز المكاني نفسه، الذي تستهدفه «نور دبي»، لكن الصبغة الاجتماعية تجعل الأخيرة شديدة التباين عن «سما دبي»، وهو أمر يمكن أن يلمسه المشاهد في آلية تغطية مختلف القنوات للحدث ذاته، وعلى الرغم من أن «دبي ون» اتجهت أيضاً للمشاهد المحلي، إلا أنها بطبيعة لغتها اتجهت إلى فئة الناطقين بالإنجليزية من المقيمين داخل الدولة، أما الطابع الرياضي لـ«دبي الرياضية»، و«دبي للسباقات»، وخصوصية مادتهما فقد أكسبهما تميزاً تلقائياً، على الرغم من أن التوجه المحلي أيضا من دون إغفال البعد الإقليمي سائداُ في توجههما.‏

تويتر