90 دقيقة.. «في حب زايد» بندوة الثقافة والعلوم

«كل العناوين تتحول إلى هامشية في حضور زايد»، هكذا اختزل نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، الأديب علي عبيد، الفعالية التي استضافتها «الندوة»، وحملت عنوان «في حب زايد»، التي سعت إلى الوقوف عند بعض ملامح المضمون في شعره.

حضر الشعر ورافقته قراءة تحليلية، من مدير مركز زايد للدراسات والبحوث سابقاً، الدكتور راشد المزروعي، وحضرت أيضاً الموسيقى، عبر عود الفنان علي حسن، الذي عزف وغنى مقطوعات من شعر زايد، على خلفية الإلقاء الشعري من قبل الشاعر، محمود نور، لنخبة من قصائد شعر زايد، وظل الحديث عن سمات ومآثر المغفور له، متجاوزة الوقوف أمام الخصائص الفنية، لكل تلك الفنون مجتمعة.

افتتح الهاملي المحتوى الشعري مستدعياً بيتين من ديوان «زايد»، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يقول البيت الأول منهما:

أكبر فخر للناس أنك من الناس

وأكبر فخر للأرض ممشاك فيها

قبل أن يتبع الاستشهاد بالبيت الثاني من قصيدة بالفصحى لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يقول فيها:

لم يكن زايد فينا واحداً

بل هو الأمة حين النوب

وتابع الهاملي: «هذا غيض من فيض فاضت به قريحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في زايد وعن زايد ومع زايد، ولكن زايد هو الأمة، قمة في السياسة والإرادة والإنسانية والحكمة، وكثير من مناحي الحياة».

وأضاف: «عندما كان زايد يخلو بنفسه كان يتحول إلى شاعر مرهف الحس، عميق الفكر، عذب الكلمة، وهو محتوى نجده في مختلف الأغراض الشعرية على نحو مبهر في تنوعه وشموليته».

استهل الدكتور راشد المزروعي قراءته في «مضمون شعر زايد»، بالتأكيد على أن «زايد ليس شاعراً فحسب، بل هو باني الأمة ومؤسس الدولة، وقائد يشهد له الجميع بالحنكة السياسية، بالإضافة إلى تفوقه في الشعر ونبوغه فيه، واعتباره أحد أبرز شعراء الخليج في تلك الفترة».

وأضاف المزروعي: «النصوص الشعرية للشيخ زايد، معطاءة زاخرة بالجمالين اللفظي واللغوي، مترعة بجيد المعاني وسامي الصور، لتكشف لنا أن هذه الصور والكنوز المتفردة يقف وراءها شاعر مزهو شامخ القامة».

وأكد المزروعي أن شعر الشيخ زايد تميز بالجانب الإنساني، وبرسم عالم الإنسان البسيط الناصح له والمغرم بالجمال، والطبيعة الخلابة، والمكان والأرض. كذلك كوّنت الأحداث الاجتماعية كالعيد، ورؤية المحبوب، وتمني المطر على أرض الوطن، مثل بينونة والظفرة ودبي والعين وغيرها، المضمون الرئيس في شعره.

ورأى المزروعي أن شعر الشيخ زايد لم يتأثر بموجات الحداثة في القرن الـ20، بل ظل يتطور بإبداع شاعره، وذوقه الشخصي المتأثر بعالمه الشعري الخاص، الذي يتماشى معه إلى أبعد الحدود، فنهل من الأدب العربي الفصيح كالمتنبي، والأدب الشعبي بدءاً من الماجدي بن ظاهر وبن عتيج الهاملي، ومَن عاصر من الشعراء الآخرين».

وبإلقاء مؤثر ومتعايش مع المعنى الشعري، أخذ الشاعر، محمود نور، الحضور لخصوصية كوكبة من قصائد الشيخ زايد، مستهلاً قصيدة «الصقور المخلصين»، الشهيرة، أتبعها بأبيات من قصيدة «العدل يعدل براعيه»، وعدد من القصائد الأخرى، قبل أن يختتم بقصيدة من إبداعه الشخصي، يستدعي فيها بعض مآثر الشيخ زايد، رحمه الله.