تعزيزا لرسالة السلام والتسامح بين الثقافات

«قاعة الشيخ زايد».. النافذة التي أطل منها آلاف الزوار على تاريخ الإمارات

صورة

استقبلت قاعة الشيخ زايد بن سلطان، بمقر الأرشيف الوطني في أبوظبي، منذ افتتاحها في ديسمبر 2010، آلاف الزوار من مختلف أنحاء دولة الإمارات ومن خارجها، وتشهد القاعة إقبالاً مميزاً، لما تحتويه من وثائق تاريخية نادرة، ومقتنيات مهمة عن تاريخ الإمارات وتراثها، وهي تحكي قصة وطن مزدهر، شيّده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الآباء المؤسسون، وشعب الإمارات الذي التفّ حولهم.

- وثائق تاريخية مكتوبة وخرائط جغرافية قديمة وصور فوتوغرافية نادرة وأفلام وثائقية ترصد قيام الدولة.

- تأسست القاعة لتكون متحفاً تاريخياً يحكي بالمعلومة الموثقة ماضي الإمارات منذ أكثر من 500 عام.


إقبال كبير

نظراً للإقبال الكبير على قاعة الشيخ زايد بن سلطان، عمد الأرشيف الوطني إلى فتح القاعة أمام الجمهور من زوار وباحثين وأكاديميين وطلبة، في الفترتين الصباحية والمسائية، من الساعة الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساءً، من الأحد إلى الأربعاء. وقام الأرشيف الوطني بتدريب عدد من موظفيه وتأهيلهم كمرشدين فيها، يقدمون للزائر بشكل مختصر بانوراما تاريخية شاملة لأكثر من خمسة قرون من تاريخ الإمارات، وتركز هذه البانوراما على تاريخ الإمارات من مرحلة ما قبل اللؤلؤ وإلى اليوم.

وتعدّ قاعة الشيخ زايد بن سلطان في الأرشيف الوطني بمثابة نافذة يطلّ منها الزائر على جوانب من تاريخ الإمارات، ويطلع على صفحات تاريخية موغلة في القدم، إذ تقدم القاعة بانوراما شاملة عن ذاكرة الوطن التي يعمل الأرشيف الوطني على جمعها وحفظها، وهذا ما جعلها محطّ اهتمام الباحثين والأكاديميين والوفود الرسمية الزائرة من داخل البلاد وخارجها.

وتتميز قاعة الشيخ زايد بن سلطان بما تحتويه من وثائق تاريخية مكتوبة، وخرائط جغرافية قديمة، وصور فوتوغرافية نادرة، وأفلام وثائقية ترصد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ونماءها وازدهارها في ظل قيادتها الحكيمة.

تأسست قاعة الشيخ زايد بن سلطان لتكون متحفاً تاريخياً يحكي بالمعلومة التاريخية الموثقة ماضي منطقة الإمارات منذ أكثر من 500 عام، ويتجلى ذلك في خريطة كونتينو البرتغالي، التي تعود إلى عام 1502 ميلادي، وهي أول خريطة عن منطقة الخليج.

وتتسم قاعة الشيخ زايد بأنها تعرض مقتنياتها من الوثائق التاريخية وفق تسلسل تاريخي، ووفق الحقب التي مرّ بها تاريخ الإمارات، لتقدم صورة شاملة عن تاريخ الإمارات في مختلف مراحله، ولتظل شاهداً على ما قدمه الآباء المؤسسون، وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والآباء المؤسسون، من أجل وحدة البلاد وتقدمها وازدهارها، وبهذا الصدد فإن القاعة تضم الوثائق الخاصة بالاتحاد التساعي، والاتحاد الثنائي بين أبوظبي ودبي، والاتحاد السباعي، والأحداث الكبرى التي تزامنت مع هذه المرحلة التي توجت بالتوقيع على قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971.

وفي قاعة الشيخ زايد بن سلطان تنقسم الوثائق الخاصة بالقائد المؤسس إلى الوثائق المحلية، والوثائق الخليجية، والوثائق العربية، والوثائق الدولية، وهي تقدم إلى الزائر تعريفاً بجوانب من أنشطة الشيخ زايد، منذ توليه الحكم كممثل لحاكم أبوظبي في العين عام 1946، وحتى تاريخ رحيله عام 2004.

وتضم قاعة الشيخ زايد بن سلطان عدداً من الوثائق التاريخية ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى، مثل: مجموعة الوثائق التاريخية الخاصة بالجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى، والوثائق التاريخية التي ترصد مراسلات الشيوخ والحكام لهذه الجزر، وما يتعلق بأنشطة سكانها من أبناء الإمارات، ومن الوثائق التاريخية المهمة التي تضمها القاعة أيضاً تلك الوثيقة البريطانية التي تؤرخ للاتفاقية البحرية بين قبائل عربية في الإمارات المتصالحة وبريطانيا، وتعود إلى سنة 1820م، وتنصّ على ألا يتعرض أحد للآخر في الخليج، ومن الوثائق التاريخية المهمة أيضاً وثيقة وقعها الشيخ شخبوط بن سلطان عندما كان حاكماً لأبوظبي مع حكام الإمارات المتصالحة عام 1965 بشأن عملة خليجية موحدة، ولهذه الوثيقة دلالاتها التي تشير إلى التطلعات الوحدوية المبكرة لدى سكان المنطقة.

وما تضمه قاعة الشيخ زايد بن سلطان من الوثائق التاريخية القيمة تلك المراسلات التي جرت بين حكام الإمارات المتصالحة والمعتمدين البريطانيين حينذاك، وقد بذل الأرشيف الوطني جهوداً كبيرة للحصول على نسخ من هذه الوثائق التي تقدم تاريخ الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج للباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ الإمارات وتراثها.

وفي قاعة الشيخ زايد بن سلطان، يجد الزائر وثائق تقدم تفاصيل عن عَلَم دولة الإمارات العربية المتحدة، وعن أول تشكيل وزاري فيها، وعن انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة، وهذه الوثائق بمجملها قد أسفرت عن إصدار الأرشيف الوطني عدداً من الكتب التاريخية التي توثّق تاريخ الإمارات للأجيال، مثل كتاب «قصر الحصن»، وكتاب «زايد من التحدي إلى الاتحاد»، وكتاب «زايد رجل بنى أمة».. وغيرها.

وتحتوي قاعة الشيخ زايد بن سلطان على عدد كبير من المقتنيات التراثية، تتمثل بنماذج من السفن التي تعود إلى الحقب البرتغالية والهولندية والبريطانية، والتي لعبت دوراً كبيراً في التجارة العالمية والخليجية، وفي القاعة نماذج من الأسلحة الخفيفة القديمة، التي يعود تاريخ بعضها إلى مطلع القرن الـ19، وفيها عدد من الجوائز والأوسمة التي حصل عليها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أثناء قيادته مسيرة البناء والنماء والازدهار.

وتحفل قاعة الشيخ زايد بن سلطان بعدد من الكتب التاريخية النادرة، نظراً لنفادها، أو بسبب قِدمِ إصدارها، وفيها أيضاً ركن لإصدارات الأرشيف الوطني، وقد أضيفت إلى مقتنياتها حديثاً عربة المعرفة، التي تقدم أفلاماً وثائقية تاريخية. وتنتهي قاعة الشيخ زايد بن سلطان بمعرض يضم بعض المقتنيات والصور التي تخصّ الممرضة الكندية جيرترود دايك، المعروفة بالدكتورة لطيفة، التي عملت في مستشفى الواحة «كندي» بالعين منذ عام 1962، وهذه المقتنيات قدمتها أسرة الدكتورة لطيفة إلى الأرشيف الوطني، إثر رحيلها في أكتوبر2009، وتقدم محتويات معرض الدكتورة لطيفة مرحلة مهمة من تاريخ أبوظبي، واهتمام قادتها بالقطاع الصحي.

تويتر