العرض التونسي محمّل برسائل للصغار والكبار

«هارمونيكا».. بطلة على مسرح «دبي العالمي»

صورة

حازت آلة الهارمونيكا البطولة الأساسية في العمل المسرحي الذي يحمل اسمها، والذي قدم أمس على مسرح مركز دبي التجاري العالمي، ضمن عروض المسرح العالمي للطفل والدمى، والذي يقام بتنظيم من المركز التجاري ومركز ديرة الثقافي، وتختتم فعالياته اليوم.

مشاركة الأطفال

اعتمد عرض «هارمونيكا» على مخاطبة الصغار، ومحاولة استشارتهم في الأحداث المسرحية كي يكونوا فاعلين، وليس مجرد مشاهدين.

وقال المخرج هيثم العويني: «من الضروري مشاركة الطفل في العمل، فلا يجب الاكتفاء بدوره كمتفرج، بل يجب أن يكون فاعلاً، وأن يتحكم في مصير العرض ونهايته».

حمل العمل التونسي، الذي يقدم للمرة الأولى خارج تونس، أكثر من شكل في العمل المسرحي، إذ جمع بين التمثيل، وفقرات مأخوذة من عروض الخفة والسحر، إلى جانب مسرح الدمى، وكل ذلك ضمن اشتغال يخاطب الصغار بأسلوب محمل بالرسائل المتعلقة بالبيئة والنظافة والتعاون.

ضمت خشبة المسرح حاويتي نفايات، وقمامة متناثرة على الأرض، بينما يقوم الممثلان بأعمال النظافة، ويمتلك أحدهما آلة الهارمونيكا، التي يعزف عليها موسيقى جميلة.

الهارمونيكا، والعاملان (الممثلان)، والحاويتان.. الشخصيات الأساسية في العمل، لكن الآلة الموسيقية هي الشخصية المحورية التي تحدد المصير في نهاية العرض، وترسخ في عقول الصغار الرسالة الموجهة إليهم. وفي الجزء الأول من العرض، يحضر الأسلوب التمثيلي الساخر، الذي يعتمد على الإيماءات واللغة غير الواضحة، التي يصدر فيها الممثل أصواتاً لجذب انتباه الجمهور للأحداث التي تتصاعد خلال العرض الذي وصلت مدته إلى ما يقارب الساعة.

يتشاجر العاملان على الآلة، بينما يتركان مهمة التنظيف، وكأنها ليست من مهماتهما الأساسية، فيؤدي الصراع على خشبة المسرح إلى الاشتغال على أكثر من شكل مسرحي في العرض، ومنها العروض الجاذبة للصغار والمتعلقة بالسحر، إذ يعمل الممثلان على استخدام الستارة السوداء، والاختباء وراءها، ومحاولة الحصول على الهارمونيكا، فتبدو اليد وكأنها طويلة جداً، والقدم كأنها لرجل عملاق.

هذا الصراع على الهارمونيكا وصل إلى مرحلة الانتخابات، التي تم إجراؤها بين العاملين، ووضعت الآلة الموسيقية على مكنسة طويلة، بهدف إقناع الجمهور من يستحقها، لكن الهارمونيكا راحت تصدر أصواتاً قبيحة حين يلمسها العاملان، ولم تتوقف عن ذلك إلا حين نظفا المكان جيداً، وتعاونا.

من ناحيته، قال المخرج هيثم العويني، الذي أدى دور العامل الكسول في المسرحية، لـ«الإمارات اليوم» عن العرض، إن «هناك مجموعة من الرسائل التي نسعى لإيصالها إلى الطفل، كالنظافة، والتعاون، وفي الانتخابات التي أجريت على المسرح، أردنا الإشارة إلى الانتخابات البلدية بتونس، والتي تشهد الكثير من الخطابات والوعود بالاهتمام بالنظافة، لكنها فعلياً لا تحدث». وأضاف العويني: «بالطبع هناك رسائل للكبار أيضاً، وليس للصغار فحسب، إذ عمدنا إلى الأسلوب الذي يمكن أن يندمج فيه كل من يشاهد العمل، ليتابع التفاصيل وتصله الرسائل». ونوه بأنه تم الاعتماد على تقنيات مختلفة، ومنها التمثيل، والسحر، والدمى، لأن العرض يستوعب هذه التقنيات، ومن الممكن توظيفها في المكان الصحيح وفي مشاهد معينة. وذكر أن العمل جديد، وقدم ثمانية عروض في تونس، بينما يقدم للمرة الأولى خارج تونس.

ورأى المخرج التونسي أن مسرح الطفل حول العالم يحمل قيمة كبيرة، ولكن في المجتمعات العربية لا يحظى بالكثير من الأهمية، ولا يأخذ حقه، وفي بعض العواصم العربية نجد الاشتغال على التقنيات، ويتمتع بالميزات الأساسية التي تجمع بين التعليم والترفيه. أما لجهة الجودة في مسرح الطفل، فأكد أن مسرح الطفل لابد أن يحمل الجودة المطلوبة، فهو أصعب من مسرح الكبار، لأن ما يقدم على الخشبة سيؤثر على الأطفال بأشكال عدة، فهم قادرون على امتصاص كل ما يقدم لهم بشكل سريع، والطفل غالباً ما يقلد ما يراه في التلفزيون أو على المسرح.

تويتر