علي عيسى: تدريب أصحاب همم على التصوير ردُّ جميل للوطن

قال المصور الإماراتي علي عيسى، إن الصورة التي نشرها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وتم تداولها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، التقطتها بشكل عفوي أثناء تدريب الصقور في منطقة المرموم بدبي.

وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أن «العفوية سر إبهار جماليات تلك الصورة، فاللحظة الأنسب لالتقاط الصورة المبدعة، تمر ولا تعود، وهي تنطوي على عدد من المعطيات التي يندر توافقها، وقد لا يتوقف أمامها سوى المصور، على نحو يجعله بمثابة جزء أصيل منه». وتابع: «التقطت عدستي آلاف الصور لـ(فزاع)، لكن الصورة التي يبدي سموه اهتماماً خاصاً بها، هي دوماً الأكثر تميزاً، لأن التصوير أحد الفنون التي يبدع فيها سموه». وأشار عيسى إلى أنه فوجئ باختيار الصورة غلافاً لواحد من أهم الإصدارات المتخصصة بمجال التصوير الضوئي بالمنطقة، مضيفاً: «من بين كم كبير من الصور المبدعة المشاركة في مهرجان اكسبوجر الدولي للتصوير بالشارقة والذي افتتح فعالياته صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، تم اختيار تلك الصورة، لتكون غلافاً للإصدار الدوري الخاص بجمعية الإمارات للتصوير الضوئي».

وأضاف: «اعتبر الزملاء في جمعية المصورين الإماراتيين أن فنيّات صورة ولي عهد دبي مع الصقر نموذجية، وتلقيت العديد من شهادات الإشادة من مصورين مرموقين أكدوا جدارة تصدر الصورة لغلاف الإصدار الخاص».

وعن ملابسات التقاط تلك الصورة قال عيسى، إن «البر هو المكان الأنسب دائماً لالتقاط أروع الصور، لذلك فإن عدستي تبقى دوماً في وضع الاستعداد، لالتقاط العفوي والتلقائي، لا سيما حينما يتعلق الأمر بعوالم الصقور».

وأضاف: «حالة الانسجام التلقائي بين سموه ولي عهد دبي والصقر، كانت استثنائية، في حين كانت الأنظار تتابع بشغف مشهد الصقور المحلقة في سماء المرموم، واخترت حينها التركيز على تلك الحالة، التي يمكن منها فهم كل سياق المكان، الذي لم تشمله الصورة». وكشف عيسى عن توجه «استوديو زعبيل» لإقامة سلسلة من الدورات وورش العمل لتدريب الشغوفين والمبدعين من ذوي الهمم، بمجال التصوير الضوئي، بالتعاون مع مركز الإنتاج والتدريب الإعلامي بالشارقة.

وأضاف: «ستتيح هذه الدورات فرصة مهمة، للعديد من المبدعين لتطوير موهبة وشغف التصوير الى مهارات قادرة على تطوير الهواية إلى احتراف». وتابع: «لذوي الهمم قدرات خاصة، وظروف لا تعد عائقاً لالتقاط الصور المبدعة، بل ربما تصبح ميزة خاصة لدى العديد من الفئات، من خلال استثمار الوضع التشريحي والحركي للمصور».

وأضاف: «المصور الجالس، على سبيل المثال أفضل من سواه الذي يلجأ للتصوير وقوفاً، ما يعني أن الإعاقة الجسدية قد تتحول في فن التصوير الى ميزة، أو على الأقل لا تصبح معوقاً للإبداع».

واعتبر عيسى الدورات الموجهة لذوي الهمم بمثابة رسالة تحفز التحدي الإيجابي، ومناسبة لرد الجميل للوطن، مضيفاً: «أن المصور من ذوي الهمم يقدم رسالتين بالصورة المبدعة في وقت واحد، إحداهما تتعلق بمخيلته التصويرية الخاصة، والأخرى تؤكد القدرة وهزيمة المستحيل عبر الهمم والقدرات الاستثنائية التي تحفز لديه قيمة التحدي الإيجابي».

وأحال عيسى إلى مشاركات عديدة سابقة لـ«استوديو زعبيل» مع جهات رسمية وجمعيات ذات نفع عام مختلفة في الدولة، من بينها تحطيم رقم قياسي عالمي في موسوعة غينيس مرتبط بذوي الهمم، بالتعاون مع شرطة دبي، وغيرها من المبادرات بالتعاون مع نادي دبي لذوي الهمم، والعديد من المؤسسات.