مشاركة مصرية كبيرة في النسخة الـ 17 للملتقى

عنترة وأبوزيد الهلالي.. معاً في «الشارقة للراوي»

صورة

تشارك مصر في فعاليات وبرامج النسخة الـ17 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، وينطلق في 25 الجاري، تحت شعار «السير والملاحم»، إذ تمتلك مصر العديد من المفردات العظيمة في الثقافة والفنون والتاريخ والأدب تشهد لها الموروثات الشعبية والكنوز الحضارية في عالم السيَر والملاحم.

محطة للتفاعل

يحفل برنامج الملتقى، هذا العام، بفعاليات وأنشطة متنوعة وجاذبة تعكس ثقافات وحكايات من مختلف شعوب العالم، لتتفاعل مع الرواية الإماراتية والخليجية والعربية، إذ يشكل محطة وعنواناً لتفاعل الرواة والحكواتية، وتبادل الخبرات والتجارب والمعارف في ما بينهم، ما يثري الراوي ويقدم له خبرة وتجربة ومعرفة جديدة تسهم في الارتقاء بمستواه، وتحقق له نقلات نوعية في عالم الحكايات.

25

الجاري تنطلق فعاليات «ملتقى الراوي» الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث تحت شعار «السيَر والملاحم».

وقال رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لملتقى الشارقة الدولي للراوي، الدكتور عبدالعزيز المسلم، إن «مصر تمتلك تراثاً غنياً يستحق التقدير، كما أن رصيدها فيه كبير جداً ومتميز، ويستحق الاطلاع عليه والتعريف به، ولدى القائمين على التراث المصري والمشتغلين فيه خبرات طويلة، بالإضافة إلى برامج وأنشطة وخطط مهمة في حفظ التراث وصونه».

وأضاف أن «التراث المصري هو حصيلة إسهام حضاري فذ، وتاريخ ممتد، والذي ينبع من خلال كل أشكال الفنون التراثية التي تمتلكها، ومن خلال أقاليمها المختلفة، والملاحم والحكاية الشعبية والرواية، إذ يمتلك الحكواتي المصري خبرة عريقة تستند إلى تاريخ حافل وعريق مملوء بالقصص والحكايات والسيَر الشعبية المميزة».

وتتميز مصر بتراثها الذي ترجع جذوره إلى بدايات التاريخ وما قبله، إذ تركز مشاركتها هذا العام في ملتقى الراوي، على عرض العديد من السير والملاحم الشعبية، مثل سيرة عنترة بن شداد، التي تعد من أكبر الملاحم القصصية التي نسجها الخيال الشعبي، بالإضافة إلى السيرة الهلالية، التي شكلت جزءاً كبيراً من الذاكرة الشعبية، بما حملته من صفات بطولية، مثل الشجاعة والكرم والأخلاق الحميدة، وزخرت به من أحداث وصفات العرب الأصيلة التي تحلى بها أبطال تلك القصص، وغيرها من السير والملاحم.

وأشار المسلم إلى أهمية هذه الفعالية التراثية العالمية، كونها تؤكد ضرورة حفظ التراث وتبادل المعارف والخبرات والتجارب، وتفاعلها معاً من أجل الاستمرار في صونه وحمايته ونقله للأجيال، بصفته مكوناً حضارياً كبيراً وأحد عناوين الهوية والخصوصية لكل أمة، بالإضافة إلى أن من شأنها دعم المهتمين بالتراث، وتدفعهم إلى بذل جهد أكبر في الحفاظ على الموروث والذاكرة الشعبية والعادات والتقاليد، ما يشكل قاعدةً للانطلاق بقوة والعيش كما الأجداد بثقافتهم وتراثهم؛ فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر.

وأكد المسلم أن «دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للرواة على الدوام هو دعم كبير وغير متناهٍ، على مختلف الأصعدة، كما أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي يأتي دائماً ليؤكد مكانة الشارقة الثقافية، ودورها في الثقافة العربية والعالمية، فهي بيت المثقفين العرب وحاضنة التراث العربي التي لم تتخلَّ عنه يوماً، فبعد أن كان هذا الملتقى إماراتياً خليجياً، أصبح عربياً ثم دولياً، يستضيف الرواة والحكواتية من مختلف دول العالم، أما الراوي هنا فلم يعد محلياً مغموراً، بل أصبح راوياً وإخبارياً دولياً يجوب العالم ليحكي حكاياته ويبثّ رواياته».

تويتر