أكثر من 50 فناناً يشاركون في الدورة السابعة للمعرض

«سكة الفني».. إبداعات الجيل الشاب حوار بين الوسائط الفنية

أعمال أكثر من 50 فناناً تتجاور لتقديم تجربة متكاملة الأبعاد الفنية تستمر حتى 21 مارس. تصوير: مصطفى قاسمي

أجواء خاصة تقودك إليها الأعمال التي يقدمها معرض «سكة الفني» في دورته السابعة التي انطلقت، أول من أمس، في حي الفهيدي التاريخي، فبين أروقة البيوت القديمة تتوزع أعمال المعرض، الذي هو مبادرة فنية تنظمها هيئة دبي للثقافة والفنون تحت مظلة موسم الفن، برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، وتصحبك الأعمال إلى حوار جميل بين الكثير من الوسائط الفنية، حين تتجاور أعمال أكثر من 50 فناناً قدموا التركيب مع التصوير والفيديو، ليترك للموسيقى دورها في استكمال المشهد البصري، لتقديم تجربة متكاملة الأبعاد الفنية تستمر حتى 21 مارس.

مرضى مستشفى الأمل

في أحد البيوت التراثية قدَّم مرضى مستشفى الأمل للأمراض النفسية والعقلية، مجموعة من الأعمال، كنتيجة لورش عمل مختلفة شاركوا فيها. وتشكل الغرف الموجودة في المنزل دعوة صريحة إلى الاطلاع على أسلوب تفكيرهم ورؤية العالم من منظورهم. وقد وضع في إحدى الغرف سرير محمول على مجموعة من البالونات الحمراء، بينما حملت غرفة أخرى مجموعة كبيرة من الرسائل المكتوبة بخط اليد التي تبرز كل هواجسهم.

الطاقات الكامنة في الأطفال

قالت نائب مدير البرامج في مركز الجليلة لثقافة الطفل عائشة جمعة، لـ«الإمارات اليوم» إن «المركز يعمل على إخراج الطاقات الكامنة داخل الأطفال من خلال أكثر من محترف، سواء الرسم أو النحت أو الأشغال اليدوية، بينما المشاركة اليوم في (سكة) أتت من خلال الفن والموسيقى». ونوهت بأن المعرض يحمل مجموعة كبيرة من الأعمال التي قدمها الأطفال، بين 4 و16 سنة، موضحة أن الأعمال تعرض الإبداعات اللافتة. واعتبرت جمعة أن عمر المركز مازال صغيراً، فهو افتتح منذ ثلاث سنوات، وجميع الأطفال مازالوا في مرحلة النمو، ولهذا يعملون بجد على تطويرهم، فهم يطرحون الثقافة بشكل عام، والعملية الفنية والابداعية، وكيف يمكن أن يتعامل معها المرء، ثم مستقبلاً سيعملون على أن تؤخذ المواهب على محمل الجد لتدريبها.

قدمت الفنانة منى الزعابي معرضاً بعنوان «الشارع»، وعرضت فيه معالم الحياة اليومية من خلال التصوير ورصد التفاصيل التي قد تكون غير مهمة للناس. وقالت في حديثها لـ«الإمارات اليوم»: «أعمل على الصور البسيطة، وأحرص على إيجاد العناصر الأولية التي تدخل ضمن معايير التصوير الجيد، كالإضاءة والزاوية». ولفتت إلى أنها التقطت الصور في أوروبا وتركيا والمغرب، وهولندا والبحرين وبريطانيا، فهي كانت التقاطات تلقائية نفذتها في سفراتها، إذ تبقى دائماً مستعدة لالتقاط أي صورة تلفت انتباهها. وشددت على أن هذا النوع من الفن يجعلها تنتظر لفترات طويلة، كي تلتقط الصورة التي تبحث عنها، فأحياناً تنتظر مرور الشخص في الوقت المناسب كي يكون جزءاً من الصورة، معتبرة أن التجربة فريدة ومتميزة، وهي جزء من دبي التي هي تجمّع لمحبي الفن.

أما الفنانة علا إبراهيم اللوز، فقدمت معرضها تحت عنوان «الحب الصادق»، وهو عبارة عن مشروع تقدم فيه صوراً من المحال البسيطة والمتواضعة التي تضع صور حكام الإمارات والشيوخ، والتي غالباً ما تكون صوراً ورقية قديمة. وشددت على أن التركيب الذي قدمته في المعرض، الذي يوحي بأنه مغسلة أو محل قديم، أتى بهدف منح المتلقي الشعور بطبيعة الأماكن التي زارتها، من أجل رصد حب القادة، سواء من قبل المواطنين أو المقيمين. والتقطت اللوز صورها في دبي والشارقة ورأس الخيمة، ونوهت بأنها تنقل الصور من هذه الأماكن العديدة، مشيرة إلى أنها لم تعرض كل الصور لديها، ويمكن أن تنشرها بكتاب في المستقبل، فهو مشروع قابل للتطوير، ونوهت بأن مشاركتها في «سكة» هي الثانية، معتبرة أن المعرض يقدم الفن المختلف، وهذا ما شجعها على المشاركة من جديد.

أما الفنانة، حمدة السبوسي، فقدمت مجموعة من الصور التي التقطتها لنفسها تحت عنوان «لغة الحياة»، حيث استوحت الفكرة الخاصة بالمعرض من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وحرص سموه على الحفاظ على اللغة العربية، لهذا انتقت مفردات كانت موجودة في أشعار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكتبتها بلون الذهب دلالة على قيمتها العالية ووجوب الحفاظ عليها. وشددت على أن المعرض استغرق شهرين من البحث والتصوير، موضحة أنها اكتشفت الكثير من الكلمات التي تستخدم في اللهجة الإماراتية، وهي من اللغة الفصيحة، معتمدة على جدتها ووالدها، وعدد من الشعراء. وشددت على أن مشاركتها الأولى في «سكة» تمنحها الفرصة للظهور والبروز بين الناس، لاسيما أن المعرض يجذب الكثير من الزوار.أما الفنانة الهندية، شاداب كان، فشاركت في المعرض بلوحة تشكيلية، مشيرة إلى أن عملها يحمل عنوان أمنية، ويمثل التمني ببداية جديدة ومريحة، وقد استوحته من المجرات، بحيث وضعت الألوان من خلال طبقات فوق بعضها بعضاً. ونوهت بأن المشاركة في معرض «سكة» تحمل طابعاً مميزاً، ولاسيما أنه متميز في التقديم والعرض، وهو منصة مميزة للفنانين الشباب.

تويتر