طرب وشعر وجمهور متحمّس في ليلة تحدي الطقس المتقلب

«يولة فزاع».. الأحبابي إلى النهائي.. والحبسي يطمح إلى «معجزة»

صورة

لم يبق سوى خطوة واحدة لحمل كأس فزاع لليولة، بالنسبة للمتسابق حمدان بن مصلح الأحبابي، الذي ضمن مكانه ببطاقة التأهل الأولى للجولة الختامية، في حين لاتزال بطاقة أخرى وحيدة شهدت تنافساً قوياً، مساء أول من أمس، كان أحد طرفيه واحداً من أكثر المتسابقين جماهيرية، وهو اليويل أحمد الحبسي، القادم من إمارة رأس الخيمة.

تميّز جولة أول من أمس، في البطولة، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بقلعة الميدان، في قلب القرية العالمية بدبي، لم يكن فنياً فقط، مع الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من المنافسات، بل جاء عبر تفاعل ملحوظ من الجمهور مع «الطرب» و«الشعر»، عبر الفقرتين المخصصتين لهما، ليحل في الأولى الفنان خالد محمد، والشاعر عايض بن ختروش في الثانية.

ثنائية الطرب والشعر استمرت بجماليتها متخللة فقرات اليولة التنافسية، على الرغم من حالة الطقس المتقلبة، التي سيطرت على قلعة الميدان، وقابلها الجمهور بتشجيع حماسي يعي أهمية مرحلة التنافس باتجاه الجولة الختامية، ولم يحل المطر، أو حتى الرياح المثيرة للأتربة، دون استمرار «المتعة»، على الرغم من تأثيرها في أداء المتسابقين، خصوصاً أحمد الحبسي، صاحب «الصفر الكبير»، الذي أعرب عن أمله في تحقيق «المعجزة» هذا العام، وانتزاعه اللقب.

إصرار

أكد الأحبابي صاحب بطاقة التأهل الأولى لـ«الإمارات اليوم»، إصراراه على انتزاع لقب البطولة هذا العام، مضيفاً: «سيكون اللقب وحده هو أفضل إهداء يمكن أن أقدمه لجمهور مخلص، ساندني على مدار مراحل التحدي التي خضتها، أثناء رحلة لم تكن سهلة على الإطلاق، لذلك فأمامي كثير من الجهد والتدريب من أجل الاستعداد للنهائي».

وقام الأحبابي، الذي وُجهت اليه أنظار الجميع، وكاميرا تلفزيون سما دبي، باعتباره الأقرب حتى الآن من بين المتسابقين للفوز باللقب، بإلقاء أبيات شعرية، على عادته في الاحتفاء بتجاوزه مراحل البطولة المختلفة، موجهاً امتنانه لمدربه خليفة بن سبعين المعمري، عضو لجنة التحكيم.

واستدعى التقرير المصور جانباً من فنيات الأحبابي، الذي قدم فقرته في بدايتها عبر سلاحين، عوضاً عن سلاح واحد، وأسهب في مهارات اليولة العلوية، قبل أن ينال ثقة الجمهور عبر تصويت تمكن عبره من إقصاء منافسه أحمد عبدالله الحرسوسي، الذي ستبقى أمامه فرصة المنافسة على اقتناص المركز الثالث، أمام من سيقصى في الجولة المقبلة.

وكأن المنافسات بين المخضرمين مليونير اليولة، وعضو لجنة التحكيم راشد حارب الخاصوني، وزميله ورفيق دربه خليفه بن سبعين المعمري، تأبى أن تتوقف رغم اعتزالهما البطولة، حيث تنافس في جولة، أول من أمس، أحمد الحبسي، الذي ينتمي إلى المجموعة التدريبية التي يشرف عليها الخاصوني، ومطر الحبسي، من مجموعة خليفة بن سبعين، من أجل اللحاق بالأحبابي المتأهل للختام. وقدم أحمد الحبسي أداء سيطرت عليه رهبة المواجهات الفاصلة، ومن اليولة الأرضية ومهارات الدوران والتحكم بالسلاح، إلى مهارة إلقاء السلاح وقرع الجرس، سعى الحبسي إلى فك عقدة عدم تأهله للنهائي، عبر محاولتين ناجحتين لقرع الجرس، جاءت ثالثتهما فاشلة، بل وصل السلاح الساقط من الحبسي إلى خارج ساحة ميدان المنافسة، في خطأ سيفقده درجات مهمة، ليعوض ذلك سريعاً بقرع الجرس مرة أخرى، في المحاولة الخامسة بتأثير من الرياح القوية التي حملت زخات من المطر، ليفقد درجتين من تقييم لجنة التحكيم، فضلاً عن حسم متوقع من أصوات الجمهور.

ثاني المتنافسين على آخر بطاقات التأهل للجولة الختامية وهو مطر الحبسي، استعان أيضاً بسلاحين في أدائه، وقدم فاصلاً مبدعاً من المهارات مستعيناً بهما عبر المداورة بينهما بكل ثبات، مستفيداً من خبرته الطويلة في ميادين اليولة رغم هطول المطر، وقام بمحاولة استعراض لمهارة الرمي دون أن يقرع الجرس، لكنه التقط السلاح محيلاً دون سقوطه، ثم عاد مرة أخرى بسلاح واحد ليقوم بقرع الجرس بنجاح، عبر ثلاث محاولات ناجحة، ليستحق العلامة القصوى من العلامات التقديرية للجنة التحكيم، وينجو أيضاً من الوقوع في فخ حسم نقاط تصويت الجمهور في هذه المرحلة المهمة من المنافسات.

بن ختروش: من أعماق البيئة

قال الشاعر عايض بن ختروش: «إنه يحرص على تلك العلاقة الوثيقة التي تربط بين مختلف نتاجه الشعري من جهة، وخصوصية البيئة المحلية من جهة أخرى»، مضيفاً:

«لا تتعارض الرغبة في التنويع مع الانحياز لصور شعرية مستوحاة مستمدة من البيئة التراثية، التي تبقى بالأساس عنواناً ثرياً للتنوّع، بل إنني أشعر على الدوام بأن القصيدة تبقى غير مكتملة إلا حينما تستوعب بهاء التراث وخصوصيته».

خالد محمد: عرس تراثي

عبر عملين جديدين حافظ الفنان خالد محمد، على إطلالته عبر الفقرة الطربية للبطولة، الأولى «محجوز»، والثانية «يا نسيم البر». ووصف محمد بطولة فزاع لليولة بأنها «عرس تراثي خليجي ومحلي»، مضيفاً: «هناك متابعة واسعة وجماهيرية ملحوظة تحظى بها البطولة، التي استوعبت بذكاء وحسن تخطيط أكثر من فن تحت مظلتها».

تويتر