نهيان بن مبارك: البرنامج يركز على عناوين تتعلق بالمستقبل

الإمارات - بريطانيا.. تكامل ثقافي في 2017

صورة

«الجيل القادم والمجتمع والشمولية»، ثلاثة محاور رئيسة اعتمد عليها برنامج «التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات 2017 UAE/UK »، الذي يُقام على مدار العام الجاري في الإمارات، بهدف الاحتفاء بالعلاقة الطويلة الأمد التي تجمع بين البلدين، وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية الممتدة بينهما، وينظمه المجلس الثقافي البريطاني، بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأمير ويلز.

وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن «هذه العناصر الثلاثة تجسد ثقافات نابضة بالحياة». معرباً عن اعتزاز الوزارة بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني في دعم هذا المشروع الثقافي الإبداعي، الذي افتتحت فعالياته بزيارة أمير ويلز وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لقلعة الجاهلي في مدينة العين في نوفمبر الماضي.

كما أكد خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقد صباح أمس، في مقر وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بأبوظبي، على عمق العلاقات بين الإمارات والمملكة المتحدة في كل المجالات، موضحاً أنها «تحظى بدعم كبير من القيادة الرشيدة في البلدين الصديقين، باعتبارها علاقات تاريخية قائمة على الاحترام المتبادل، والعمل معاً لما فيه مصلحة الشعبين».

تركيز على الشباب

يهدف «عام التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات 2017»، إلى تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية القائمة بين البلدين، إضافة إلى القضايا المجتمعية وقضايا الشباب، تماشياً مع رؤية الإمارات 2021، بالتعاون مع مجموعة واسعة من الشركاء البريطانيين والإماراتيين، لتعزيز العلاقات القائمة وخلق آفاق جديدة للتعاون في ما بينهما، كما تشارك المؤسسات البريطانية والإماراتية في دعم المبدعين، من خلال البرنامج لعرض المواهب البريطانية والإماراتية، وتشجيع الجماهير في جميع أنحاء الدولة للمشاركة.

وأشار الشيخ نهيان إلى أن «البرنامج، من خلال فعالياته المختلفة، يركز على طرح أربعة عناوين رئيسة تتعلق جميعها بالمستقبل، يأتي في مقدمتها مستقبل التراث، ومفاهيم المستقبل في العلم والإبداع، ومستقبل العمل المجتمعي، ومستقبل الثقافة والمعرفة. وذلك لاكتشاف أفضل الأساليب التي يقوم بها التراث الثقافي، والتعبير الإبداعي بين الدول بإلهام الابتكار في مختلف القطاعات، وتطوير وتشكيل مجتمعات الغد».

وأضاف أن «البرنامج بمنطلقاته المستقبلية يُعدّ مصدر إلهام للجيل للمقبل، ويقوم بتحديد مصادر للتعاون المستقبلي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات».

وشدّد الشيخ نهيان على أن «التعاون بين البلدين مبني على أساس راسخ، فدائماً ما تشاركت المملكة المتحدة ودولة الإمارات القيم الإنسانية نفسها، مثل التفاني والإخلاص لثقافاتنا، والاحترام العميق والتقدير للثقافات والأعراق واللغات والأديان والمعتقدات الأخرى»، مؤكداً أن «الإمارات تتشارك مع المملكة المتحدة في الرغبة في السلام العالمي والأمن والازدهار والرفاه للمجتمعات، والاستمتاع بالحضارة التي وصلنا إليها، ولعل هذا البرنامج أن يكون إضافة جديدة لتعزيز هذه المرتكزات الثابتة لدى البلدين».

وأشار السفير البريطاني لدى الدولة، فيليب برهام، إلى عمق وقوة العلاقات بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات، باعتبارها علاقات لها جذور تاريخية عميقة، ولكنها أيضاً حديثة ومبتكرة، مضيفاً أن «عام 2017 الذي تم اختياره ليكون عاماً للتعاون الخلاق، هو فرصة لإلهام الجيل المقبل، وتمهيد الطريق للتنمية والتطور». كما استعرض في كلمته أشكال ونماذج مختلفة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يعكس استمرارية العلاقة التاريخية بين البلدين.

واستعرضت مديرة البرامج في المجلس الثقافي البريطاني، هانا هندرسون، فعاليات البرنامج لموسم الربيع، التي تتنوّع بين مختلف المجالات منها: زمالة التميّز الثقافي، بناء القدرات للباحثين في جامعة هيريوت وات، المدينة الأكاديمية بدبي، إلى جانب برنامج تثقيفي وتوعوي شامل لدعم عروض «مدام بترفلاي»، و«لا بوهيم» المقدمة من «أوبرا ويلز الوطنية»، وستة عروض مقدمة من «بي بي سي برومز دبي»، مع أوركسترا «بي بي سي» السيمفونية، ومغنيين من «بي بي سي» في أوبرا دبي، إضافة إلى عرض «التوجه العلمي» في مهرجان طيران الإمارات للآداب، وأعمال تكليفية جديدة لفنانين مقيمين من المملكة المتحدة في بينالي الشارقة 13 «تماوج»، ومسرحية «سيد فوكس الرائع»، التي تقدم في دبي وأبوظبي، ومعرض «مجلس الحرفيين»، ومعرض «بريطانيا تتجسّد» في أيام التصميم دبي. إلى جانب مؤتمر التجربة والاقتصاد «ديل لايف من بلولوب»، و«ندوة التعاون العلمي: المدن الذكية» في «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا»، وبرنامج ورش عمل «المتاحف حول سهولة الوصول والدمج»، التي تقام في الشارقة، وورش عمل «مسرح شكسبير غلوب لرواية القصص»، وجلسة نقاش «أنيش كابور: العمل الإبداعي»، التي تقام في منارة السعديات. كذلك يضم البرنامج مسرحية «شكسبير تحت النجوم: ماكبيث»، ومعرضاً وورش عمل «بالعلوم نفكر: علم السكر»، وبرنامج «إقامة موسيقي».

وأكد ممثلو الجهات المشاركة في تنظيم فعاليات البرنامج على أهمية مثل هذا التعاون، الذي يعّبر عن عمق العلاقات بين البلدين، ويسهم بفاعلية في تنمية الثقافة، وتعزيز النوع الفكري والثقافي في المجتمع. لافتين إلى اهتمام الفعاليات بالجمهور من مختلف الأعمار، ليجدوا فيها وسيلة للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم ومشاعرهم، ولكنه يركز بشكل خاص على فئة الشباب، بما يصب في رؤية الإمارات 2021، التي تضع بين أولوياتها دعم وتمكين الشباب في كل المجالات.

وشدّد المتحدثون في النقاش، الذي دعا له مدير المجلس الثقافي البريطاني، غافن أندرسون، على دور المؤسسات الثقافية في خلق حراك على الساحة الثقافية لا يقتصر فقط على المتاحف والمهرجانات، ولكن يمتد إلى مختلف المجالات، ويسعى إلى نشر ثقافة التسامح والتفاهم وتقبل الآخر.

شارك في هذا النقاش كل من الرئيس التنفيذي لـ«دبي أوبرا»، جاسبر هوب، ومديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، إيزابيل أبوالهول، ومديرة مكتب سموّ نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون لطيفة بن دميثان، ومسؤولة البرامج الثقافية في هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، رندة حيدر، ومدير إدارة الفعاليات الثقافية وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ياسر القرقاوي.

تويتر