أطفال قهروا الإعاقة والظروف الصعبة واستناروا بالكتاب

قصص مُلهمة من «تحدي القراءة العربي»

صورة

أسهم تحدي القراءة العربي ـ الذي أُطلق بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي ستقام تصفياته النهائية في اليومين المقبلين، لتتويج «بطل التحدي» يوم الاثنين ـ في إبراز مجموعة من القصص الملهمة، إذ لم تحدّ الإعاقة الجسدية من عزمهم وقدرتهم على التحدي. قد تكون قصص من شاركوا في التحدي متشابهة، ولكن قصة كل من هؤلاء الذين تحدوا إعاقاتهم وقدراتهم لها خصوصياتها، إذ تظهر لنا صلابة كل منهم، وما تغرسه القراءة في نفوسهم من عزيمة وقوة، فيصبح الكتاب هو البصيرة وهو قوتهم ووسيلتهم لتحدي كل صعاب الحياة.

قصص معدودة من بين آلاف الطلاب والطالبات الذين شاركوا في «تحدي القراءة العربي» من البلدان العربية، هي التي تصنع الاختلاف، كون أصحابها تحدوا ظروفهم وقدراتهم، وكسروا كل قيود الإحباط التي يمكن أن تصيبهم، ليكونوا مثالاً يحتذى به، مثالاً على الثقة العالية، والطموح الذي لا يضعفه أي وهن جسدي، والأمل الذي لا يمكن أن يكسره الألم.

هؤلاء الصغار تحدوا ظروفهم الحياتية، والمعوقات الجغرافية التي يمكن أن تفصلهم عن الوجود في التحدي وإثبات أنفسهم.

لم تقف الإعاقة البصرية في وجه، جوري العازمي، التي فازت بالمركز الأول على مستوى الكويت، حيث كان الكتاب نورها الذي تهتدي به، فهي تؤمن أنه لا مكان لكلمة إعاقة في هذا العصر، إذ ترى أنها فاقدة للبصر فقط. وكذلك كانت قصة الأردنية راما عودة، التي لم ترَ يوماً الناس إلا من خلال الكلام، فهي تؤمن أن اللغة والمعنى هما أبرز ما يمكن رؤيته في الحياة، ولهذا فإن طموحها لا يعرف الحدود، إذ ثابرت وتقدمت إلى التحدي وشاركت كي تتمكن من تحقيق نجاح جديد في حياتها، وخطوة محفوفة بالتقدم.

بينما كانت قصة الفلسطيني، محمود تنيرة، من أبرز القصص المؤثرة من قبل المشاركين في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قدم حكاية خاصة دفعت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى أن يستقبله، نظراً إلى الإنجاز الذي حققه في التحدي، خصوصاً أنه ولد بمشكلة جسدية تمنعه عن الحركة والنطق.

أن تفقد حاسة من الحواس الخمس، لا يعني أنك ستفقد إصرارك على مواصلة الحياة، فاللبنانية جنى مكرم أبوكامل، التي تبلغ 12 عاماً من العمر، لم تولد مكفوفة البصر، وإنما ولدت بضعف شديد فيه بدأ يتزايد مع الوقت حتى أصبحت شبه كفيفة. انتقلت (جنى) إلى مركز خاص برعاية ذوي الإعاقة، ونظراً إلى تفوقها وقدرتها المتميزة، تم نقلها إلى مدرسة رسمية مع مشرفة خاصة تلازمها، وساعدتها في تعلم لغة «برايل»، حيث بدأت رحلة (جنى) مع الكتاب والقراءة، لتنهل من الأدب العالمي ما ينمي شخصيتها ويقوي بصيرتها، وتكون رقماً صعباً ومنافِسة حقيقة في التحدي.

ولا تقف الظروف الصعبة عند مسألة المعوقات الجسدية، فهناك ظروف بيئية وحياتية تضاهي في صعوبتها ما قد يواجه ذوو الإعاقة، فالفلسطينية إكرام حمادين واجهت العديد من المصاعب خلال التحدي، كونها تعيش في منطقة تفتقر إلى المياه والكهرباء والمواصلات، وكانت وسائل التواصل الحديثة غير متوافرة، والحصول على الكتب للمشاركة في التحدي ليس بالمسألة السهلة، حيث كانت تعبر بين المستوطنات سيراً، أو على دابة، وتعرّض نفسها لخطر الدهس من أجل الحصول على الكتب.

تحدت حمادين كل الظروف القاسية لتعبر من خلال تجربتها عن وجع الفلسطيني وإصراره على تكسير كل الحواجز التي تعيق تقدمه. هذه الظروف القاسية لا تختلف كثيراً عن التي واجهتها المصرية، رضا محمد، في رحلتها من الريف إلى القاهرة، فقد تخطت كل الحواجز والصعاب لتكتشف معنى الإصرار والنجاح في تحدي القراءة، وكذلك فعل السوداني، طه عثمان، الذي بدأ مشواره في هذا التحدي لتكون بداية مشواره على خطة القادة للوصول إلى نجاحات لا تعرف الحدود. وفي ما يلي التفاصيل الخاصة بقصص مؤثرة وملهمة لمن تركوا بصمة خاصة في حضورهم ومشاركتهم في التحدي.

تويتر