«السركال أفنيو» مساحات جديدة تقدم الفن المعاصر والفعاليات المجتمعية

دبي.. ملتقى فنون العــالم وأكثر

صورة

بين زيارة «السركال أفنيو» عند تأسيسه عام 2007 في القوز الصناعية بدبي، وزيارته أول من أمس، خلال الإعلان عن 10 مفاهيم جديدة، في جولة خاصة للإعلاميين، يمكن أن يعرف الزائر أن الرؤية الخاصة لهذا المكان لم تعد محدودة في إطار الفن الثنائي أو الثلاثي الأبعاد. رؤية جديدة وشاملة لكل أنواع الفنون يحملها هذا المكان الذي بات يضم إلى جانب الصالات الفنية، الكثير من البرامج الأخرى الخاصة بالموسيقى، وكذلك فنون التصميم المنزلي، وختاماً فنون الطعام وتصنيع الشوكولاتة، ليؤكد أنه منصة إبداعية تحتفي بالابتكارات من كل المجالات.

شكل آخر

من الفن إلى نكهات أخرى، تحمل ضمن طياتها الفن وإنما بشكل آخر، وهي فنون الطهي، إذ يمكن التكهن منذ دخول «ميرزام»، وهو مصنع للشوكولاتة، بأن ما سنشاهده في المصنع جديد ومختلف، بحيث يقدم هذا المصنع الإماراتي طريقة تقديم الشوكولاتة المصنعة يدوياً، والتي أوضحتها لنا مديرة المصنع، كاثي جونستون، بكونها تعتمد على المكونات الطبيعية، ومنها الشوكولاتة الطبيعية والقليل من زبدة الكاكاو والسكر غير المصنع، لتقديم الشوكولاتة السوداء. ولفتت إلى أن تقديم التجربة ضمن مصنع يتيح للجمهور رؤية ما يحدث في الداخل يكمن في تعريفهم بالأسلوب الطبيعي في العمل، وبكون تصنيع الشوكولاتة الطبيعية مهمة صعبة تستوجب الكثير من العمل والجهد لأسابيع. أما مؤسس «إينكد»، باتريك جرجورة، فقدم لنا المفهوم الجديد الذي يسعى إلى تجسيده من خلال الصالة، والذي يتمحور حول تقديم فعاليات ومساحة خاصة بالطعام، وليس مجرد قائمة ثابتة.

برنامج الفعاليات

يضم برنامج الفعاليات، الخاص بموسم الخريف من العام الجاري، مجموعة من المحاضرات وورش العمل والمعارض، ومن أبرز الفعاليات، أسبوع التصميم والحرف، من 23 حتى 29 أكتوبر المقبل، وملتقى نوفمبر للفنون بين 13 و17 نوفمبر المقبل، وكذلك فعالية خاصة بالموسيقى والأطعمة ستقام يومي 16 و17 ديسمبر المقبل، وتمزج الفعالية بين الموسيقى الصوتية والإلكترونية، وتشمل ورش عمل حول الموسيقى والغناء.

وقال مؤسس «السركال أفنيو»، عبدالمنعم بن عيسى السركال، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الهدف الأساسي والدور الذي يلعبه المكان في الفن، يكمنان في تقديم الدعم، وتقديم تجارب مبتكرة سواء في الفن، والمسرح، والسينما والهندسة المعمارية، والتصميم وكذلك خبرات الطهي، وأن المفاهيم الجديدة تعزز هدفنا في جعله مقراً للإبداع». ولفت إلى أنه وجهة لمحبي الفنون والعاملين في المجال والمجتمع، كي يعملوا معاً، ويشاركوا أفكارهم وكل ما هو ملهم في الحياة. وأشار إلى أن هذا الحدث يشكل بداية الموسم الفني في الخريف، منوهاً بأن «السركال» محور فني، وأنه ليست هناك معايير صارمة في انتقاء الصالات التي تنضم إليه عبر التوسعة، بل يتم انتقاء ما يمثل الفن في المنطقة والعالم، فهي مسألة تقديم رؤية عالمية من خلال الفن، مشدداً على وجود ما يمثل الإمارات بشكل مباشر، ومنهم محمد سعيد حارب، و«إف إن ديزاين»، وكذلك «ميرزام» وهو مشروع إماراتي عبارة عن مصنع للشوكولاتة.

وقالت مدير «السركال أفنيو»، فيلما يوركيوت، لـ«الإمارات اليوم»، إن «دبي باتت معروفة حول العالم بكونها محوراً فنياً، وبالتالي فإن الخطوة المقبلة تكمن في دعم وتطوير الممارسة الفنية في الإمارات، كي يكون الجيل المقبل قادراً على تقييم الفن والثقافة، باعتبارها جزءاً أساسياً من التنمية الاجتماعية». ولفتت إلى أنه لطالما كان هدفهم تقديم الدعم لفنانين محليين ومن المنطقة والعالم، لاسيما الذين لديهم اهتمام بالمنطقة، في حين أن هذا الاهتمام سيتوجه في المرحلة القادمة إلى إنشاء مؤسسة تشمل كل هذه الجهود، وكذلك وضع برنامج الفنان المقيم من أجل تحسين ممارسة الفنانين المحليين. ولفتت إلى وجود مجموعة كبيرة من البرامج التي تطلق مع كل موسم، وتضم ورش العمل والمحاضرات والمعارض، وعروض الأفلام، وهي تتطور باستمرار، مشيرة إلى وجود الكثير من الفعاليات التي تراعي الأحداث الكبيرة في الفن، كأسبوع التصميم الذي سيقام بين 23 و29 أكتوبر المقبل، وكذلك مشاركة مجموعة كبيرة من الصالات في آرت دبي.

ويسلط الموسم الثاني من برنامج «السركال أفنيو» على مفاهيم قائمة وناشئة، بحيث يتركز البرنامج على محاولة سبر أغوار الأشكال المختلفة للأعمال المنجزة من حولنا، والتحول من المفهوم الإبداعي للفنانين إلى المفهوم الميكانيكي والمادي والتقني في عالم الصناعة، بحيث تجيب العروض وورش العمل والمحاضرات عن الكثير من الأسئلة ومنها التفاعل والتداخل بين الفن والصناعة. وتعرفنا من خلال الجولة إلى أوجه هذا الموسم عبر مجموعة من المحطات، حيث كانت المحطة الأولى مع «نادي القوز»، الذي يستضيف مجموعة من الأنشطة التي أعدت ضمن جدول يختتم في 29 أكتوبر المقبل، بينما تبقى المساحة مفتوحة أمام الجمهور حتى نهاية العام الجاري. وتستكمل الجولة مع «إيكون هاوس»، الذي يقدم مفهوماً جديداً في عالم التصميم الداخلي، من خلال قطع الأثاث الكلاسيكية التي قدمها لنا المدير التنفيذي للصالة، دوريان باولز، على أنها قطع صنعت بأسلوب يجعلها تحافظ على كلاسيكيتها لأجيال عديدة قادمة، منوهاً بأن كل ما في الصالة يتميز بكونه نسخة أصلية للتصميم وذا مواد متميزة بالجودة.

بينما قدم مدير صالة «ماد»، جاكوبو كورفو سانتيني، المفهوم الخاص بالصالة والتي كانت تعرض مجموعة من الأعمال الفنية المنفذة من خلال قطع الساعات، إلى جانب مجموعة من الساعات. وأكد أن المفهوم الأساسي الذي يعملون وفقه، يكمن في تقديم الفن الغريب، موضحاً أن الفن لا يتوقف عند حدود اللوحة، فالمعرض الحالي في الصالة يقدم التقنية وكذلك الفيزياء ضمن عمل فني. بينما اختار فنان الغرافيتي إل سيد، «السيركال» كي يكون مقراً لعمله، بحيث يمكن أن يقدم من خلال الصالة الخاصة به مشروعاته ورؤيته الفنية.

 

 

تويتر