احتفاء بصناعة النشر وحضور نوعي للإمارات

«معرض فرانكفورت».. هنا تُفرش السجادة الحمراء للكتب

صورة

سجادة حمراء، واحتفاء غير عادي، يحظى به الكتّاب والناشرون والمهمومون بتلك الصناعة، في معرض فرانكفورت الدولي الـ67، والذي انطلقت فعالياته أول من أمس، بحضور نوعي للإمارات التي تشغل عدداً من الأجنحة، تعرف بإلإسهامات الإماراتية في هذا المجال.

دفء إندونيسي خاص بحماسة تتحدى البرد

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/379977.jpg

في فرانكفورت، ودرجة حرارة تلامس الصفر، يؤدي الإندونيسيون، الذين تحل دولتهم ضيف شرف على معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته الـ67، بعض اللوحات الاستعراضية على مسرح يجتذب العديد من زوار المعرض، الذين يتفاعلون مع هذه الاستعراضات، بالتصفيق الطويل.

موسيقى هادئة، ومهرجان ألوان لملابس تقليدية يبرز خلال العروض التي تعبر عن جزء من تراث هذه الجزر الاستوائية التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم. وقد وقع الاختيار على الأدب الإندونيسي هذا العام محوراً للمعرض هذا العام.

وقال مدير المعرض، يورجن بوس، لدى إعلان أن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا هي ضيف شرف المعرض هذا العام، إن المعرض سيقدم «ثقافة ثرية لواحدة من أكبر الدول من حيث تعداد السكان والناشئة في العالم».

ويشارك في أكبر معرض عالمي للكتاب أكثر من 7000 جهة عرض من نحو 100

دولة. ومن المتوقع أن يزور المعرض نحو 300 ألف زائر.

ومن المخطط أن يسلط المعرض الضوء على الأطفال الذين ينشرون كتباً من تأليفهم عبر منصات إلكترونية للنشر الشخصي.


دومينو كتب تدخل موسوعة غينيس

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/379973.jpg

استغرق العمل فيها 12 ساعة، واستغرقت مدة الاستمتاع بها دقيقة واحدة، هذه هي أطول سلسلة دومينو من الكتب، التي شهدها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. وتألفت السلسلة، التي انضمت إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، من 10 آلاف و200 كتاب لتكسر بذلك الرقم القياسي الذي حققته سلسلة سابقة في معرض اليابان، وكانت تتألف من 9862 كتاباً. ومنحت قاضية من موسوعة غينيس فريق عمل السلسلة الأطول وثيقة ضمها للموسوعة مباشرة بعد إسقاط كتب السلسلة. يذكر أن باتريك زينر (19‏‏ عاماً)، من مدينة كيفرود بولاية هيسن وسط ألمانيا، هو من صمم السلسلة من الإصدار الحديث لكتاب غينيس، وكان زينر قد حقق أرقاماً قياسية عدة في سلاسل الدومينو من الكتب. وبالتعاون مع معرض فرانكفورت، نظم احتفالية إسقاط السلسلة دانيل كامبا، مدير دار نشر «هوفمان أوند كامبا»، التي نشرت الإصدار الألماني من موسوعة غينيس.

ولم تزد فترة سقوط كتب السلسلة عن دقيقة، حيث سارت الكتب تسقط في صفوف متوازية ومنحنيات وأشكال معينة عدة، حتى انتهت بسقوط هرم من الكتب.

أجواء المعرض خلال ساعات الصباح الأولى بالافتتاح لم تكن حكماً، من ناحية الحضور، فالمعرض مخصص للناشرين، من كل أرجاء العالم، إذ يحضره هذا العام أكثر من 7500 عارض، ويضم فعاليات متخصصة، يحرص على الوجود فيها كثيرون؛ إذ تزدحم مدينة فرانكفورت بقاصديها، ومشروعاتهم الثقافية التي يقدمونها، حتى إن الوصول إلى مكان المعرض يتطلب وقتاً طويلاً، لحرص ناشرين من أنحاء العالم على حضور هذا الحدث. ولكن مع ساعات الظهيرة بدا المعرض خلية نحل تحتشد بالناشرين والضيوف والمثقفين، وبدت ردهاته حافلة بكل الأجناس.

وأكد مديرو أجنحة مشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته الـ67 أنهم ينتظرون زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لأجنحتهم على هامش جولة يحرص عليها سنوياً خلال انطلاقة المعرض، دعماً للعرب الموجودين في هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة.

وكان صاحب السمو حاكم الشارقة، قد تفقّد عدداً من الأجنحة خلال انطلاقة المعرض، أول من أمس، وحرص على الاطلاع على جديدها، ودعم المشاركين في هذا الحدث العالمي. ووصف رئيس الهيئة العامة للكتاب مدير الجناح المشارك في معرض فرانكفورت، الدكتور هيثم الحاج علي، الزيارة بأنها ليست مستغربة من حاكم مثقف، مشيراً إلى أنه يشعر بأنها زيارة «مصري لقطعة من وطنه في الخارج».

وكشف رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، لـ«الإمارات اليوم»، عن أن صاحب السمو حاكم الشارقة ناقشه خلال الزيارة في جديد الهيئة، لافتاً إلى أنه أعرب عن أمله في أن ترى دار الوثائق القومية في مصر النور قريباً. وأوضح أنه أطلع سموه على مشروعات وسلاسل جديدة تصدرها الهيئة، من بينها «تصدير الفكر العربي». وذكر أن الجناح أهدى إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي نسخة من كتاب وثائقي عن واحة سيوة وجمالياتها، ويشتمل على «سي دي» يضم فيلماً عن الواحة، كما أهدى الجناح له كتاباً آخر عن الفنان الراحل طوغان «وتقبّله سموه بودّ شديد»، على حسب تعبير رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب. وكان لافتاً أن تفقّد صاحب السمو حاكم الشارقة للجناح المصري قد أخذ حيزاً كبيراً خلال جولته التي لم تخلُ من الحديث عن ذكرياته في مصر، وبعض يومياته خلال فترة الجامعة، كما أفاد هيثم الحاج.

من جهته، رأى مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب مدير جناح قطر في فرانكفورت، عبدالله الأنصاري، أن زيارة صاحب السمو حاكم الشارقة صارت مناسبة سنوية، يترقبها القائمون على الجناح الذي يقع هذا العام في مواجهة جناح هيئة الشارقة للكتاب. وقال الأنصاري: «مع افتتاح كل دورة في فرانكفورت نتشرف بهذه الزيارة التي اعتدنا عليها، وصارت جزءاً من أجواء الافتتاح». وأشار إلى أن صاحب السمو حاكم الشارقة اطلع على إصدارات الجناح الذي حرص على إهداء سموه بعض جديده. كما اطلع على مشروعات وزارة الثقافة القطرية وعدد من المؤسسات ودور النشر.

شعار «الشارقة».. محطة للزوار

يتزيّن جناح هيئة الشارقة للكتاب في المعرض بنسخة من كتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، «حصاد السنين»، ينبعث من بين دفّتيها المفتوحتين اسم الكتاب بشكل جمالي تجسيدي (الهولو جرام)، وثمة ريشة تخط العنوان.

ويستوقف الشعار زواراً للمعرض، يحرصون على التقاط صور للشعار، ما يفتح الباب للتعريف بإنجازات الشارقة، وإبداعات «الحاكم المثقف»، حسبما ذكرت رئيس قسم التسويق في هيئة الشارقة للكتاب، خولة المجيني، التي أوضحت أن «الفكرة أتت من كتاب (حصاد السنين) نفسه الذي يروي بدايات معرض الشارقة للكتاب، وأردنا أن نبرز الفكرة بشيء من معالم الشارقة، وهو دوار الكتاب الذي يضم حواليه مجموعة من الصروح الثقافية، مثل قصر الثقافة، وغيره من المعالم البارزة، بتقنية التصوير التجسيدي، إذ حاولنا أن نجسد مسيرة الشارقة الثقافية منذ بدايتها».

تويتر