يحتفي في دبي بابتكارات وأفكار غيّرت وجه العالم

«متحف نوبل».. نافذة على منابع الإبداع

صورة

يرتحل «متحف نوبل» الذي افتتح أمس في «أنيكس ــ برج خليفة» في دبي، بزواره، إلى عالم من الابتكارات والأفكار التي غيّرت وجه العالم، ويصحبهم في جولة ضمن خمسة أجنحة إلى الميادين التي تمنح فيها الجائزة، وكذلك حياة مؤسسها ألفريد نوبل، ومستقبلها.

تفكير خارج الصندوق

أكد العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، جمال بن حويرب، أهمية زيارة المتحف الذي يترك أثراً عميقاً لدى كل زائر، لأنه يتيح التعرف إلى كيفية التفكير خارج الصندوق، وكذلك التعرف إلى إنجازات وعقول مبدعة، ليكونوا القدوة والنموذج لشبابنا كما هي الحال مع الأديب المصري نجيب محفوظ والعالم المصري أحمد زويل والطبيب اللبناني بيتر مدور الذين تألقوا بحصولهم على جائزة نوبل.

وصية

عندما خط ألفريد نوبل وصيته عام 1895، كان يضع الحجر الأساس لما سيصبح جائزة هي الأشهر في العالم. وقد أهدى نوبل عائدات ثروته لهذا العمل النبيل، كي تصبح تكليلاً متميزاً للجهود المبذولة في إسعاد البشرية وتحقيق الرفاهية للإنسانية. ومنحت أول جوائز نوبل عام 1901. وتمنح الجائزة ضمن فئات خمس هي الطب والفيزياء والكيمياء والسلام والآداب. وفي عام 1968 أعلن البنك المركزي السويدي إضافة فرع جديد في الجائزة هو علوم الاقتصاد.

ألفريد نوبل

يضم معرض متحف نوبل جناحاً خاصاً للتعريف بصاحب الجائزة، ويبرز الجناح كيف عاش حياته مولعاً بالسفر، يجوب العديد من البلدان، وصمم العديد من الاختراعات المهمة. كما يعرض الجناح اهتماماته، ويبرز أهمية المنزل الخاص به في باريس، إذ كانت لها مكانة خاصة لديه، على الرغم من ثرائه وامتلاكه منزلاً فخماً في هامبورغ بألمانيا. أما مكتبته فكانت كفيلة بتقديم موجز عن اهتماماته واتجاهاته، إذ كانت زاخرة بكتب الجغرافيا وعلوم الأحياء وتطور التاريخ الإنساني، والأعمال التاريخية والفلسفية، إلى جانب أعمال أدبية بلغات مختلفة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/8ae6c6c54aa0819a014c6633c3ef5f4b.jpg

ويشتمل المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر المقبل على مجموعة من المحاضرات وورش العمل، إلى جانب برنامج خاص بالطلبة لزيارة المتحف. وتبدأ زيارة المعرض، الذي تستضيفه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال تسليط الضوء على إنجازات الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ والعالم المصري أحمد زويل، لتنقل الزائر إلى انجازات وابتكارات في مجالات مختلفة.

وقال العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، جمال بن حويرب «تستضيف المؤسسة متحف نوبل العالمي، تماشياً مع دور المؤسسة الأساسي في المساهمة ببناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار، وسعياً نحو رفد المجتمع المحلي والعربي بمبادرات تثري العقول وتحفز الهمم لدى أبناء المنطقة».

وأضاف خلال مؤتمر صحافي، أمس، أن المتحف سيشكل منصة تقرّب العالم العربي من منابع الإبداع ومهارات الاكتشاف، والتعرف إلى الإنجازات التي أسهمت في تغيير العالم وتحسين حياة الأفراد، لافتاً إلى أن المعرض يأتي في إطار استراتيجية مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، الهادفة الى تطوير كل مسارات نشر ونقل المعرفة، لبناء مجتمعات قادرة على تصدير المعرفة.

من جهته، تحدث الرئيس التنفيذي لمؤسسة نوبل، وكذلك رئيس المتحف، لارس هيكنستين، خلال المؤتمر عن ألفريد نوبل، كيف كان معنياً بالسلام والإنسانية، مشيراً إلى أنه كان مؤمناً بالمثاليات وبأن البحث عن المعرفة يجعل الحياة أفضل.

وأضاف هيكنستين لـ«الإمارات اليوم» على هامش المؤتمر الصحافي، أن «المعرض يقدم فكرة عن ألفريد نوبل التي تحمل الجائزة اسمه، وكذلك طبيعة الجوائز التي تمنح، وبعض القصص الخاصة بالجائزة والشخصيات التي تمنح، ومنها الأشياء التي تدخل صميم حياتنا، ونستخدمها في حياتنا اليومية»، مشيراً إلى أن الجائزة لديها متحفان، في استوكهولم وأوسلو، وهما اللتان تقام فيهما الاحتفالات بالفائزين، ولكن تنظم مجموعة من المعارض حول العالم، وفي كل سنة يكون هناك ما يقارب خمسة معارض حول العالم، منوهاً بأن الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي أقيم فيها معارض خاصة بالجائزة.

واعتبر أن المعرض لم يقدم ابتكارات من العالم العربي، نظراً لكون الجوائز العربية كان أغلبها في مجالي الأدب والسلام، لافتاً إلى أنه قبل الحرب العالمية الثانية كانت السيطرة على الجوائز أوروبية، بينما بعدها أصبحت أميركا هي المسيطرة، والآن تتوجه الى آسيا وتحديداً اليابان، ما يدل على نجاح الجامعات في هذه البلدان، وكذلك يدل على تغيير البلدان التي تقود العالم في الابتكارات والاختراعات.

من جانبه، قال المدير الخاص بالمتحف، د. أولوف أميلين، إن استضافة المتحف ستمكن الجمهور العربي من التعرف إلى مفهوم الجائزة عن قرب، وكذلك تفاصيلها، وأبرز مبدعيها ومن أسهموا في اكتشافات غيرت حياة البشر، منها الأمور التي نستخدمها في حياتنا اليومية، فمنها الهاتف المحمول، أو حتى الأدوية التي وضعت حداً لمجموعة من الأمراض، أو حتى الأدوات البلاستيكية، فهي مسألة خاصة بحياتنا اليومية التي تبدلت بفعل الإنجازات.

ورأى أن هذه الابتكارات تتوجه للمستقبل، لذا من الممكن أن تكون المحفز للجيل الشاب، منوهاً بوجود العديد من الأمور التي تحتاج إلى إلقاء الضوء عليها، ومنها التكنولوجية على سبيل المثال. وأضاف «في كل سنة بعد إعلان الفائزين، نحاول ان نقدم ما هو جديد في معارض مختلفة». وشدد على أن المعارض التي تقام في الإمارات ترتبط بمكانتها وكونها بلداً منفتحاً على كل جديد ومنصة للتعليم أيضاً. وأفاد بأن المتحف سيترافق مع مجموعة من المحاضرات في مجالات عدة، منها التطور الطبي بفضل اختراعات كرمها نوبل، مشيراً إلى أن من بين المتحدثين محمد يونس، وتوبياس ديجسيل، وغوستاف كالستراند، وكاترينا نوردكفيست.

وينقسم متحف نوبل إلى خمسة أجنحة، فيعرف الجناح الأول الزوار بجائزة نوبل، وتاريخها وأهدافها ومجالاتها المتخصصة، بينما يسلط الثاني الضوء على شخصية وسيرة حياة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل، وأهم اكتشافاته واختراعاته. أما الثالث فيعرض لمحة تاريخية عن نوبل والفائزين بها منذ تأسيسها، بينما يعرض في الجناح الرابع العلاقة بين إنجازات الفائزين وحياتنا المعاصرة، وأهمية هذه الإنجازات في خدمة البشرية، في حين يلقي الجناح الأخير الضوء على دور الاكتشافات الحائزة على الجائزة في تغيير ملامح المستقبل.

لكن الدخول إلى المتحف يستهل بإلقاء الضوء على شخصيتين عربيتين نالتا جائزة نوبل، هما الأديب نجيب محفوظ، والعالم أحمد زويل. وأعطى المعرض لمحة عن الروائي نجيب محفوظ الذي تحولت مجموعة من أعماله إلى أفلام، لتصبح علامة في السينما المصرية. بينما عرضت أيضاً نبذة عن العالم المصري أحمد زويل الذي نال الجائزة في مجال الكيمياء عام 1999، وكيف قدم مساهمات في التعرف إلى التفاعلات الكيميائية عن قرب في دراسة تعد الأدق في تفاصيلها.

أما الجوائز التي عرضت فشملت العديد من الجوانب، منها الاقتصاد، في حين أبرزت بعض الأجنحة الجوانب الإنسانية للجائزة، منها جائزة أطباء بلا حدود، والصليب الأحمر، وجائزة نوبل للسلام لميخائيل غورباتشوف (1990)، باعتباره أحد مهندسي إعادة توحيد شطري ألمانيا. أما في الأدب فبرزت في المتحف الجائزة التي منحت للكاتب صمويل بيكيت، الذي أبدع في النص المسرحي الذي قدمه، ما جعل أثره في نفوس البشر كبيراً. وإلى جانب الأدب والاقتصاد يلقي المعرض الضوء على الطب والفيزياء والكيمياء، فمن بين الجوائز أيضاً بعض الابتكارات، منها الراديو الترانزيستور الذي ابتكره وليم شوكلي، وجون باردين، ووالتر براتين، إلى جانب ذلك عرضت الكاميرا الرقمية الاولى التي ابتكر تقنيتها ويلارد بويل وجورج سميث في سبعينات القرن الماضي، فكانت نتائجها الانطلاقة الحقيقية للتصوير الرقمي.

تويتر