إطلالة للمسرحيات القصيرة في «الأيام»

«محاكمة جان دارك» مع «رجال تحت الأرض»

صورة

شهد مساء أول من أمس، في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، إطلالة لمهرجان المسرحيات القصيرة، الذي أقيمت دورته الثالثة في شهر سبتمبر الماضي، في مدينة كلباء عبر عملين مختلفين؛ أولهما مسرحية «محاكمة جان دارك» من تأليف برتولد بريشت، وإخراج رامي مجدي، وتمثيل حنين بركات، ومحمد أمين، وولاء حامد، وسامح قابيل، وأنس عبدالله، وهو العمل الذي أظهر قدرات فنية واعدة، سواء للممثلين أو مخرجه، وقدرة في تطويع النص العالمي. ومن مهرجان مسرح الجامعة، تمت استضافة مسرحية «رجال تحت الأرض»، وهو العمل الذي فاز في الدورة الماضية من المهرجان بجائزة أفضل عمل متكامل، فضلاً عن عرضه في مهرجان المسرحيات القصيرة، لمجموعة من خريجي جامعة الشارقة. والعمل من إخراج مهند كريم، الذي اتكأ على إعداد نصه مع زميله أحمد أبوعرادة على رواية فرانكشتاين لماري شيللي، لكنه أظهر حساً عالياً في الاستفادة من نصوص عربية شعرية وصوفية، قُدم أحدها بصوت الفنان التونسي لطفي بوشناق، فيما جاءت المعالجة لتقلص الهوة التي تصادفنا دوماً، حينما نكون بصدد الاستفادة من نص غربي مترجم، خصوصاً الروائي منه.

الأجواء الموسيقية للعمل، التي استهل بها «رجال تحت الأرض»، منحت الجمهور فسحة منذ بداية العرض، لدرجة أن التمهيد لأجواء المسرحية بدا كأنه إعداد لطقوسها، وهو أمر أسهم فيه الاعتماد على الحركة البطيئة للممثلين والأجواء الشعرية الحالمة.

وبأداء تمثيلي عالٍ، خصوصاً من الممثل أحمد أبوعرادة، قدم الشباب الثلاثة أدوار ثلاثة شخوص، هم: العم الثري (شريف عمر)، والطبيب (أحمد أبوعرادة)، والحفار (حسن عزالدين)، الذي يتولى حراسة المقبرة، يموت العم الذي كان ثرياً، وصنع ثروته من الغش والاحتيال، ثم غسلها بأعمال إنسانية ليصبح شخصية مهمة، ويترك وصية للطبيب بأنه سيعطيه كل ماله إذا أعاده إلى الحياة، وينجح الطبيب بمساعدة الحفار في إعادته إلى الحياة، لكنه يضع له كبداً فاسدة، ستكون سبباً لموته من جديد، وحينما يرجع العم إلى الحياة يغري الحفار بقتل الطبيب على أن يدفع له نصف ماله، ويكتشف الطبيب ما يدبره له العم، فيخدر الحفار ويسمم جسمه بمادة تقضي عليه ببطء، ويصارح العم بأن جسمه يحتوي على كبد فاسدة ستقضي عليه هو الآخر، وتنتهي المسرحية بموت العم والحفار وفوز الطبيب بالمال، ليبقى السرد عن طريق المونولوج الداخلي ملخصاً لفحوى العمل بأن «الجشع هو أعظم اختراع للشيطان»، وتكون العبارة الأخيرة للطبيب التي يوجهها للجمهور بإحساس مفعم «نراكم في العالم الآخر».

 

تويتر