رئيس جمعية الناشرين يعوّل على أسماء واعدة وتخطيط مستقبلي

جمال الشحي: فوز إماراتي بـ «البوكر» مسألة وقت لا أكثر

جمال الشحي: نعمد في دار كتاب إلى تنويع إصداراتنا. الإمارات اليوم

بثقة تتخطى التمنّي أو الأمل؛ يرى الناشر جمال الشحي أن اعتلاء كاتب إماراتي لمنصة الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) «مسألة وقت لا أكثر»، بل ويذهب في التفاؤل إلى أبعد من ذلك، مضيفاً أن «الرواية الإماراتية ستحصد العديد من الجوائز؛ وليس (البوكر) فحسب».

رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، يعوّل على أسماء واعدة في المجال الثقافي، وليس في فن الرواية وحده، بالإضافة إلى التفكير المستقبلي الذي تمتاز به الإمارات «لأننا هنا نخطط ولا يوجد شيء عبثي، والدولة التي تخطط هي التي لها المستقبل، وعندما تضع عينك على جائزة ما، وتقول سأصل إليها بعد خمس سنوات، حتماً ستصل إليها».

قائمة التميّز

أشار الكاتب الإماراتي جمال الشحي إلى أن دار كتّاب تعمد إلى الاهتمام بالإصدارات الثقافية بشكل عام، لذا فهي تنوع ولا تكتفي بشكل واحد إثراء للمشهد، وإرضاء لجميع الأذواق، رغم أن الرواية تعد صاحبة الطلب الأكبر من القراء، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة.

ولفت الشحي إلى وجود إقبال كبير على إصدارات الدار المنوعة، لاسيما التي رأت النور أخيراً، ونفدت حتى طبعتها الأولى، منوهاً بشكل خاص بالكتاب الأخير الذي أصدرته الدار للكاتب الإماراتي ياسر حارب، بعنوان «اخلع حذاءك»، وأيضاً كتاب «هالة والتغيير» لهالة كاظم، وكتاب «يوميات مشاغب» لجمال الشحي ومحمد خميس، ورواية «الليل الأبيض» للكاتب علي أبوالريش، ورواية «ريتاج» لحمد الحمادي. وذكر أن إصدارات الأطفال تحظى هي الأخرى بإقبال، وفي مقدمتها كتاب «رحلة الأصدقاء والحروف».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/275639.jpeg

وينوّه الشحي بدور جائزة الإمارات للرواية، وما ترفد به الساحة، وبرنامجها «الروائي»، الذي يحتضن مواهب إبداعية ويدربّها للعام الثاني على التوالي، مؤكداً وجود اهتمام كبير بالروائي الإماراتي، مرشحاً العديد من الأسماء التي يرى أنها سيكون لها شأن على الساحة الروائية العربية.

ويضيف «اليوم نطالع حراكاً ثقافياً كبيراً في الإمارات، التي تحتضن معرضين من أهم معارض الكتب، بالإضافة إلى جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة البوكر للرواية العربية، وثمة حراك روائي جيد في الإمارات».

«بدأنا متأخرين لكننا سنصل إلى ما نريد».. بهذه العبارة يلخص صاحب دار كتّاب رؤيته وثقته في مستقبل الإبداع المحلي، والوقوف على منصات الجوائز كلها، واكتساحها، على حد تعبيره، مستدلاً بتجربته الشخصية في «كتّاب»، التي انطلقت في صناعة النشر بكتابين فحسب، وبعد أقل من خمس سنوات، أصبحت تمتلك رصيداً من الإصدارات تخطى الـ105 كتاباً، منوعة بين العديد من الفنون الأدبية، والثقافة بشكل عام.

ويوضح «في البداية لم تكن لدينا صناعة للنشر، وعندما انطلقت أحسّ البعض بحاجة السوق إلى المزيد، وسعوا للدخول إلى هذا المجال الواعد، في ظاهرة صحية، وقد تخطى أعضاء جمعية الناشرين الإماراتيين الـ100 عضوية، من بينها جهات حكومية ومكتبات، وناشرون في القطاع الخاص».

وعن الاتجاه بالكتاب الإماراتي إلى خارج الحدود، ليعبر إلى أسواق عربية أخرى، يشير الشحي إلى أن السوق الإماراتية كبيرة جداً، وحجم مبيعات الكتاب فيها ممتاز، وربما هذا هو سبب اكتفاء البعض بها «ونحن هنا نتجه إلى الآخرين، بينما هم يفكرون في أخذ نصيب في سوق الإمارات المزدهرة، وأنا سعيد بحالة النشر العامة، وكذلك بوجود مكتبات عالمية هنا في الإمارات».

استراتيجية الشحي هي تقديم الثقافة عبر دار كتّاب بشكل مبتكر ومختلف عن النمط السائد، موضحاً «نحن لسنا مجرد مكتبة، بل نوسّع دائرتنا لنكون بمثابة صالون ثقافي و(كافيه) يجتذب رواداً جدداً إلى المعرفة وأداتها الكتاب، بصورة مغايرة عن الشكل التقليدي». الشحي كشف لـ«الإمارات اليوم» عن أن الدار ستتوسع قريباً، وخلال فترة ستفتتح فرعين على نمط فرعي دبي وأبوظبي في عجمان والشارقة، وستكون عجمان هي الأقرب. 105 إصدارات، خرجت عن دار كتّاب، التي ستكمل عامها الخامس الصيف المقبل، وهو ما يعتبره الشحي، وهو يشير إلى الرفوف التي تحتلها تلك المؤلفات في الدار، إنجازاً، لافتاً إلى التنوّع الذي يميز الإصدارات، معترفاً بأن الرواية هي الأبرز و«النجمة» حالياً، بناء على ما يطلبه القراء «ولكننا لا نستسلم لذلك، ونعمد إلى تنويع إصداراتنا ما بين دراسات وأدب طفل وتاريخ وإدارة وتنمية وغيرها، بالإضافة إلى الروايات التي تخطى عددها لدينا الـ22 رواية، وسينضم إليها قريباً بعض الروايات الأخرى، من بينها عمل لي، سيرى النور خلال معرض أبوظبي للكتاب في دورته المقبلة». وذكر أن الدار تجهز «مفاجآت» مع كل معرض كتاب، إذ ستصدر بالتزامن مع «أبوظبي للكتاب» نحو 10 روايات، بالإضافة إلى كتب أخرى تقدم أقلاماً جديدة.

استراتيجية «كتّاب» في 2015 هي فتح الباب للمواهب الخليجية والعربية، لتستقطب الإبداع، وتوسّع الدائرة.

ويرفض الشحي التعامل بقسوة مع التجارب الجديدة التي يرى البعض أن ثمة تساهلاً معها، مشيراً إلى أنه يعتقد ضرورة تشجيع المواهب الحقيقية، وتهيئة المبدع للتجربة الثانية «فالنشر كان صعباً، وكان بمثابة همّ وعقبة أمام الكاتب العربي والإماراتي، وأرى أنه لابد أن يكون النشر مصدر سعادة، للجميع وليس للنخبة».

ويتابع «لا يوجد تساهل حتى مع التجربة الأولى التي إذا لم تمتلك قيمة فنية فلا تستحق النشر، لأن النشر ليس عملية سهلة، إذ تقدم كاتباً للمجتمع، ولكن ربما يخرج مبدع لا يرضي شخصاً ما، بينما يعجب آخر أو فئة بعينها، وأيضاً يوجد خلط لدى البعض؛ فتجاربنا الأولى تضيع عندما تقارن بكتاب كبار، وفي هذا ظلم للطرفين، وهناك سقف توقعات عالٍ لدى البعض بالنسبة للكاتب الجديد الذي لا ينتظر منه أن يفوز بـ(نوبل) عبر عمله الأول».

تويتر