اعتبر الشعر الأموي والعباسي أكثر نقاءً من حيث الوزن في أمسية بـ «اتحاد الكتّاب»

معتوق: الشعر الجاهلي فيه كثير من التزوير

سعيد معتوق طرح في كتابه طريقة جديدة في فهم وزن القصيدة. تصوير: نجيب محمد

مكانة الشعر الجاهلي، التي تصل إلى درجة من التبجيل لدى كثيرين، كانت موضع جدل في الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، بمقره في المسرح الوطني، مساء أول من أمس، للشاعر الإماراتي، سعيد معتوق، بعنوان «الطريقة الجديدة في فهم وزن القصيدة»، وقدم لها الشاعر والباحث الإماراتي محمد نورالدين.

ودعا معتوق القائمين على تدريس الأوزان الشعرية إلى عدم الاعتماد على الشعر الجاهلي في تدريس الأوزان، قائلاً إن «الشعر الأموي والعباسي أكثر نقاء من حيث الوزن».

«ناي حياتي»

سـعـيد معـتوق شاعر إماراتي أصدرت له وزارة الثـقـافـة والشـباب وتنمـية المـجـتمع ديـوان «ناي حياتي» سـنة 2010، وله ديوان «نصِّيَ القادم» 2014، وله دواوين غـير مطبوعـة، وأصدر كتاب «الطريقة الجديدة في فهم وزن القصيدة».

وهو ما أبدى بعض الحضور في الأمسية اعتراضهم عليه، مشددين على مكانة الشعر الجاهلي في التاريخ باعتباره المرجع الأول لكثير من العلوم، وأن الجاهليين هم أرباب اللغة والبيان. بينما ذهب البعض الآخر إلى ضرورة البحث والدراسة لاكتشاف الجديد، وأهمية ألا يكتسب الشعر الجاهلي قداسة تجعله غير قابل للنقد والبحث.

وفي رده على معارضيه، أشار سعيد إلى أن الشعر الجاهلي يتضمن الكثير من التزوير، بدليل الروايات المتعددة للبيت الواحد، إضافة إلى أنه يحتوي على أبيات كثيرة شبيهة المكسورة وزناً، بينما تحسنت الأوزان الشعرية في العصر العباسي بدرجة كبيرة، وهو ما يجعل الشعر العباسي أنسب للاستشهاد به في تدريسها. وأضاف: «كان أبوعمرو بن العلاء، في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة، قد رفض قبول قصيدة ضادية منسوبة إلى ذي الأصبع العدواني، وصحح منها ثلاثة أبيات فقط، وأيضاً كان ابن سلام في كتابه (طبقات الشعراء) قد شكك في صحة بعض الروايات عن الشعر الجاهلي فقال: «في الشعر المسموع مفتعل موضوع كثير، وبعض القبائل وضعت شعراً نسبته إلى شعرائها في الجاهلية من أجل إثبات شخصيتها، أما الأصمعي فكان يسيء الظن بروايات أهل المدينة من الشعر الجاهلي، وأعلن عن شكه بكثير من الشعر المنسوب إلى امرئ القيس والأغلب العجلي»، ويقول الأصمعي: «كل شيء لدينا من شعر امرئ القيس فهو عن حماد الراوية إلا نتفاً سمعناها من الأعراب وأبي عمرو ابن العلاء».

وتحدث الشاعر عن تجربته في كتابه «الطريقة الجديدة في فهم وزن القصيدة»، الذي يقدم فيه طريقة جديدة ومبسطة لمن يرغـب في تعلّم الوزن في الشعر، لافتاً إلى أن «هناك صعوبة يقابلها هؤلاء الدارسون في حفـظ 180 مصطلحاً في كتب تعليم مـوسيقى الشعر».

وأضاف: «رأيت أَن أُبسّط، للراغب في فهم وزن الـقصيدة، بحور الشعر، وكيف يميز البيت الموزون من ذي الكسر بطريقة سهلة جداً، فكل ما في الأمر هـو حفظ سبعـة حروف، حرفان من الطريقة القديمة وخمسة أحرف جئت بها في الكتاب كي نستغني بها عـن مـصطلحات قديمة نحن في غنى عنها، وهذه الطريقة الجديدة في فهم وزن القصيدة هي الأيسـر والأشمل لمن يريد الإحاطة ببحورِ الشِّعر العربي الفصيح».

كما استحدث معتوق في كتابه تقسيماً لدوائر تفعيلات البحور.

وأوضح أنه «وجد في كتب تعليم الوزن في الشعر، أخطاء شائعة لا يتقبلها أي شاعر متمكن من الكتابة والإبداع في القصيدة العمودية، لذلك أراد أن يبين للناس كيفية معرفة بيت الشعر الموزون من المكسور»، معتبراً أن من يقول «قيد الوزن والقافية» يثبت عدم كفاءته في الشعر العمودي، إذ يبرر ضعف موهبته ولا يصدقه إلا المتشاعرون أمثاله.

 

تويتر