مسابقات المهرجان تسعى إلى التعريف بعراقة التــراث الإماراتي

«الظفرة».. شـهادة حية على الزمن الجــميل

صورة

قال مدير الفعاليات التراثية في مهرجان الظفرة، عبيد خلفان المزروعي، إن «مهرجان الظفرة أسهم في الحفاظ على العديد من ركائز التراث، من خلال الحرص على عرض أدواته والتعريف به في كل عام ضمن الفعاليات كافة، مثل الإبل بكل فئاتها، والسوق التراثي»، مشيراً إلى أن المهرجان جسّد مع موقعه في المنطقة الغربية مركزاً عملياً لتعزيز الهوية الوطنية، وتثبيت مكانتها العربية والعالمية.

وأضاف أنّ «اللجنة تسخّر كل طاقاتها وخبراتها لحماية الهوية الإماراتية، وتسعى إلى تعريف المجتمع الإماراتي بعراقة تاريخه وأصالة حضارته، فالتاريخ سند الحاضر وجسر العبور للمستقبل، كما أن مسابقات المهرجان تعد شهادة حية عن الحقب الماضية من تاريخ الإمارات في اعتماد الأجداد عليها في تحصيل قوت يومهم».

رفيق درب الأجداد

أكد مدير الفعاليات التراثية في المهرجان، عبيد خلفان المزروعي، أن مسابقة اللبن الحامض تلقى إقبالاً، مشيراً إلى أنها «تمثل صورة جميلة باقية لنا من زمن الأجداد، نستمتع بها نحن أبناء الإمارات، خصوصاً أنّ اللبن الحامض كان منذ القدم رفيق درب الآباء والأجداد يعتمدون عليه في غذائهم صباحاً ومساء، وحتى في الظهيرة يأكلونه إلى جانب التمر ليعطيهم مذاقاً متميزاً ورائعاً حلواً وحامضاً، وهذه النكهة نراها مشهورة اليوم كثيراً، فيما كانت في السابق أيضاً معروفة من خلال اللبن، كما أنّ العديد منهم يستغل هذا اللبن في تحضير اللبنة والقشدة والسمن، وغيرها».

وأضاف المزروعي أنّ لكل أمة تراثاً وماضياً جميلاً يفتخر به، والأمة الحية هي الأمة التي تعتز بتراثها وعاداتها وتقاليدها على اعتبار أن ذلك التراث وتلك العادات جزء أساسي من مكونات تاريخ وحضارة وهوية تلك الأمة.

وتنطلق اليوم منافسات مسابقة «مزاينة الغنم» التي تقام للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان الظفرة الذي يستمر حتى الأول من الشهر المقبل، وتهدف «مزاينة الغنم» إلى التشجيع على الاهتمام بالمواشي المحلية واقتنائها، إلى جانب الاعتناء بها والحفاظ عليها بشكل سليم وصحي يتناسب وشروط السلامة العامة.

وأوضح المزروعي أن أهل الإمارات اهتموا منذ القدم اهتماماً واضحاً بماشيتهم، لاعتمادهم الكبير عليها في حياتهم، حتى أصبحت محل مباهاة بينهم، لذا لم يعد غريباً أن ينظموا مسابقات لها تأخذ شكلاً عصرياً، ترمي إلى التشجيع على امتلاك الغنم والعناية بها، بوصفها جزءاً أساسياً في المعيشة، كما أنها من أهم التقاليد التراثية التي يحتفي بها البدوي بما يملكه من غنم أصيلة ونادرة، والمزاينة عادة راسخة وتقليد أصيل في تراث البدوي، كما أن مسابقة من هذا النوع واجب علينا في هذه الأيام، لنحافظ على تراثنا من الضياع، في ظل هذا التطور المتسارع.

من جانبه، أكّد مدير مسابقة «مزاينة الإبل» في مهرجان الظفرة الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، محمد بن عاضد المهيري، أن إدارة المهرجان تعمل باستمرار على وضع ضوابط ومعايير دقيقة لفعاليات الحدث لتقديمها للمتلقي بكل احترافية، إذ يشكّل الإتقان في العمل القاعدة الأولى والأساسية في نجاح أي مشروع تراثي تفاعلي، مؤكداً سعي الإدارة نحو اختيار لجان التحكيم من الخبراء في هذا المجال، وأنه قد تم تشكيل طواقم إماراتية متخصصة تشرف على مسابقات المهرجان، وبالأخص على المسابقة الرئيسة «مزاينة الإبل»، التي تضم ستة محكمين لفئة الأصايل وستة محكمين لفئة المجاهيم.

وأوضح المهيري أن لجان التحكيم لا تقوم بمهامها قبل أن تؤدي القسم على كتاب الله أمام الجمهور، وأن اللجان هي لجنة التسنين والتشبيه التي تتمثل مهمتها في تسنين جميع الأعمار المشاركة وتشبيه جميع الإبل المهجنة واستبعادها، ولجنة الفرز، وتقوم بفرز الإبل المرشحة للانتقال إلى لجنة التحكيم بالنقاط، ومهمتها توزيع النقاط طبقاً لاستمارة التحكيم والتدقيق في عملية جمع النقاط وإعلان النتائج. هذا، وتعد «مزاينة الإبل» المسابقة الرئيسة للمهرجان التي تشهد مشاركات متميزة لأشهر ملاك الإبل في منطقة الخليج العربي، ومن المتوقع أن يصل عدد المشاركين بها إلى أكثر من 1500 مشارك من الملاك من داخل الإمارات ومن دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مشاركات من اليمن والأردن، وبذلك من المتوقع أن يصل عدد الإبل المشاركة في جميع الأشواط إلى ما يزيد على 25 ألف ناقة. ويبلغ عدد أشواط مزاينة الإبل 77 شوطاً للمحليات الأصايل والمجاهيم.

 

 

 

تويتر