استعرضت جمالية الثقافة وجمالية السرد في القصة الإماراتية

مريم جمعة: لست نادمة على غيابي

مريم جمعة فرج: والدتي تمثل أولوية في حياتي وكان لها دور كبير في دعمي ككاتبة منذ أن كنت طفلة. تصوير: نجيب محمد

قالت الكاتبة الإماراتية مريم جمعة فرج إنها ليست نادمة على التوقف عن الكتابة الأدبية خلال السنوات الست الماضية، موضحة أن غيابها كان بسبب مرض والدتها ثم وفاتها، كما أتاح لها هذا التوقف فرصة كبيرة للقراءة بنهم.

وأضافت: «والدتي تمثل أولوية في حياتي، وكان لها دور كبير في دعمي ككاتبة منذ أن كنت طفلة وكانت تحكي لي الخراريف التي ساعدتني على الإمساك بخطوط الحكي، ثم كانت تشجعني على الكتابة في وقت كان المجتمع يعتبرها امراً مرفوضاً».

عشبة

وجدت مريم جمعة فرج أن الكاتبة سلمى مطر سيف صاحبة مجموعة «عشبة» القصصية، قدمت في الثمانينات واحدة من أكثر القراءات عن المرأة واقعية ومصداقية، فيما يمكن أن يندرج تحت قدرة المرأة نفسها على التعبير عن نفسها كرمز إنساني غير قابل للتصنيف خارج هذا النطاق دون وسيط يتولى الدفاع عن همومها. في حين أشارت إلى أن الكاتب ناصر الظاهري في قصة «عريش حليمة»، وبشكل عام، يختار موضوعاته القصصية من الواقع المحسوس سواء ما تعلق منه بمفردات تشكل رموزاً محلية أو عربية معينة، أو جملة من المناخات النفسية التي تجعل القارئ متأثراً بواقعية الكاتب «الجارحة» للنفس.

وتحدثت فرج في الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، وقدمت لها الكاتبة مريم الساعدي، قائلة: «دهشتي ميلادي.. فأنا ولدت عندما كتبت أولى محاولاتي القصصية».

وفي تناولها للعلاقة بين جمالية الثقافة وجمالية السرد في القصة الإماراتية، والتحولات التي مر بها الخطاب السردي القصصي في جمالياته، أشارت إلى أن تشكل المشهد الإبداعي الأدبي في الإمارات في مراحله المتفاوتة هو واحد من العوامل المحرضة على قراءة متأنية لالتقاط جوانبه المختلفة في سياق جماليات لغوية ذات علاقة بالواقعي الحياتي المعيش، سلبياته وإيجابياته التي تشكل ككل الفسيفساء الثقافية. و«لعل إلقاء الضوء على واحد من هذه الأشكال الإبداعية المهمة كالقصة القصيرة، هو جزء من الإمساك ببعض تفاصيل المشهد الإبداعي في الساحة الأدبية المحلية سعياً إلى فهمها»، موضحة أن القراءة في التحولات التي شهدتها القصة الإماراتية القصيرة ربما كانت تبدأ من أواخر الستينات، حيث تشكل الوعي بالحاجة إلى تجديد الفعل الإبداعي تأثراً بالتطورات التي عرفها المشهد الإبداعي القصصي على الصعيدين العربي والعالمي.

وقالت صاحبة «فيروز» و«ماء» إن القصة الإماراتية القصيرة كغيرها تقوم على مرجعية، تستمد طاقتها الإبداعية من عالمها الخارجي، ونسقطها الثقافي الذي يشارك في تشكيل خصوصيتها، وهي تستند في ذلك إلى جملة من العناصر السردية اللغوية والثقافية البيئية المنظمة، التي توظف على مستويات عدة، منها المعجمي المتعلق بمفرداتها أحياناً ورمزيتها ودلالاتها المرتبطة بالمعنى والإشارة أحياناً أخرى، واستخدامها أساليب بلاغية أخرى كأدوات للإحالة إلى فضاء أوسع للنص، لافتة إلى أن القراءة التي تقدمها تسير في تتابع زمني، مشهد واحد، المكان نفسه، والزمان هو المتحرك باستمرار.

واستعرضت فرج نماذج من كتابات عدد من الكتاب الإماراتيين بدأتها بقصة «الصمت الصاخب» من مجموعة «الرحيل» للكاتبة شيخة الناخي، متوقفة أمام تقنيات الكاتبة التي تسلط فيها الضوء على جزئيات مما يحدث على أرض الواقع من حياة الناس، واستخدامها وسائل تقود إلى الترابط والانسجام بين كل أجزائه كالمفردات والإحالات المرتبطة بالبيئة، تكفي للوشاية بالمشهد المألوف لجعله قابلاً للاسترجاع والتفاعل معه سواء بالحنين أو مجرد التصور والخيال لمن لم يعش تلك التجربة، بما يجعل القصة نافذة نفسية لمن عايش تلك المرحلة، وهي الصورة الباقية في نفس الكاتبة من الماضي. ثم انتقلت إلى قصة «الزوبعة» من مجموعة «الخشبة» للكاتب عبدالله صقر، مشيرة إلى أن أهم ما يميز تجربة صقر هو واقعيتها في استلهامها الثقافي لما هو موجود حولها، مع اختلاف الرؤية والأدوات فهو يلجأ إلى الإفصاح عن الواقع الملموس بما يرمز إليه.

تويتر