تضمن الكشف عن طبعة بالعربية والإنجليزية لـ «ومضات من شعر» محمد بن راشد

«دبي الدولي للكتاب» ينطلق منحازاً لـ «النبطي»

الحصول على طبعة باللغتين العربية والإنجليزية من كتاب محمد بن راشد «ومضات من شعر» حفّز جمهوراً كبيراً لحضور الحدث الذي أقيم في مركز دبي الدولي للكتاب. تصوير: أحمد عرديتي

لم ينوه مركز دبي الدولي للكتاب بأن انطلاقته وحدث تدشينه سيجعلانه صرحاً ثقافياً جديداً يضاف إلى منابر دبي الثقافية، إذ يشهد الكشف عن طبعة جديدة لكتاب «ومضات من شعر» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو الحدث الذي كشفت عنه مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، إيزابيل بالهول، في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر، صباح أمس.

الحصول على نسخة باللغتين العربية والإنجليزية من «ومضات من شعر» حفز جمهوراً لأبناء جاليات غير عربية لحضور الحدث، بعد أن تناقلته رسائل نصية وإلكترونية، ما جعل الإقبال الجماهيري يتواتر على مؤتمر الشعر النبطي، الذي افتتح في الـ10 صباحاً، واستمرت فعالياته على مدار أكثر من ست ساعات متواصلة.

تطور

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/216728.jpg

قال سعيد المهيري إن الشعر الإماراتي تطور كثيراً في خلال الـ40 سنة الماضية، حيث يعيش ازدهاراً واضحاً في عالم التطور الإعلامي والتعليمي والتواصل الاجتماعي والصحافة، وبرزت أسماء مهمة على الساحة الإماراتية، وصلت إلى جميع الساحات الشعرية الخليجية والعربية، من خلال جودة القصيدة وانتشارها ورفدها للاغنية بمئات النصوص الشعرية الرائعة. كما قدم الباحث كلايف هولز ورقة بعنوان «تلقيد أم حسن تطلع للبحر والصحراء»، فيما اختتم محاضرات أمس الدكتور سعيد أبوعاذرة، بعنوان «إرث الإمارات العربية المتحدة».


انحياز «إيجابي»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/216727.jpg

توافق مسؤولا مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وطيران الإمارات للآداب، على وصف الانحياز للشعر النبطي في انطلاقة مركز دبي الدولي للكتاب بـ«الإيجابي»، حيث قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك: اختيار الشعر النبطي ليكون الملهم ومحطة الانطلاق الأولى للمنصة الثقافية الجديدة يؤكد جوهرية الثقافة الشعبية في المشهد الأدبي المعاصر.

من جانبها، وعدت إيزابيل بالهول بألا يتقوقع مركز دبي الدولي للكتاب، ويظل منفتحاً على مختلف الثقافات، وفق عبقرية دبي الفريدة، ونسيجها الاجتماعي المتوائم مع الجميع، لكنها أكدت أن العربية، وفي القلب منها الثقافة المحلية، ستظل هي النواة والمحور والمحرك الرئيس لفعالياته.

وعلى عكس بدايات «مهرجان طيران الإمارات للآداب» التي شهدت توارياً لحضور اللغة العربية عموماً، بدا المركز في حُلة انحياز إيجابي للعربية، والشعر النبطي خصوصاً، من خلال اختياره مؤتمر الشعر النبطي الذي يستمر على مدار يومين، في فندق «انتركونتننتال» في دبي «فيستفال ستي»، ليكون بمثابة أولى فعالياته، بالتنسيق مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

وقالت إيزابيل بالهول لـ«الإمارات اليوم»: إنها تأمل أن يكون «مركز دبي الدولي للكتاب»، في موقعه بمنطقة الشندغة التراثية، بمثابة إضافة حقيقية للمشهد الثقافي المحلي، مشيرة إلى أن المركز سيعنى بتنظيم فعاليات ثقافية وفق أطر غير تقليدية.

وقال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، عبدالله حمدان بن دلموك، إن المركز يرحب بالمنصة الثقافية الجديدة، مؤكداً أنها ستشكل حلقة وصل مهمة مع جمهور متنوع الثقافات، مشيراً إلى أن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث يثمن أن يكون أول فعاليات مركز دبي الدولي للكتاب هو مؤتمر الشعر النبطي، الذي عقد بشراكة مثمرة بين الطرفين.

وفي مقال أوراق العمل الصباحية المتعددة، جاء الاحتفال المسائي في الشندغة، بمثابة التعريف في مقر المركز، وقصده العديد من المهتمين بالشأن الثقافي والإبداع الأدبي.

وقدم الباحث الإنجليزي المستشرق كلايف هولز نبذة عن مؤتمر الشعر النبطي، معرجاً على بعض القضايا المرتبطة بأهميته، سواء محلياً أو خليجياً، ودوره في توصيف واقع المجتمع ، فضلاً عن كونه إبداعاً ذا علاقة بتطور الفعل الثقافي والأدبي. وتوقف هولز عند قضية الصراع المزعوم بين الشعر الفصيح ونظيره النبطي، معتبراً أن دور كل منهما لم يأت تاريخياً على حساب تراجع الآخر.

واستهل الباحث سعيد بن كراز المهيري، رئيس قسم البحوث في إدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للثقافة، ورقته التي جاءت بعنوان «الشعر النبطي، تاريخه، أوزانه، وأساليب بيانه»، بقول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «مجمل الشعر، إن كان عربياً أو نبطياً، العربي له معناه والنبطي له معناه، والمغزى واحد، مثله مثل الشعاب التي تهد على وادي ويصبح المصب واحداً».

وأشار المهيري إلى أن «الشعر النبطي هو شعر عامي اللغة، يقوم على الأسس الفنية الرئيسة التي يقوم عليها شعر الفصحى، من حيث الشكل والأوزان والقوافي، وينتشر من الناحية الجغرافية في منطقة الخليج ومناطق نجد وبوادي الجزيرة العربية، ويمتد إلى بوادي سيناء وغرب العراق وبلاد الشام».

وأشار المهيري إلى أن أول ما يصادفنا في البحث الخاص بمنظومة الشعر الإماراتي الشاعر الماجدي بن ظاهر، الذي وصلنا له عدد من القصائد، وربما ضاع الكثير من شعره وشعر غيره من معاصريه، بسبب الاهمال من قبل المؤرخين والباحثين الذين لم يقيموا وزناً للشعر العامي في مرحلة من مراحل الكتابة والبحث والتوثيق. وجاءت قصائده على الطريقة الهلالية والأسلوب المعروف في الوزن والقافية واللغة، وهو البحر الشعري الذي يكاد يكون الأول في ميدان الشعر العامي القديم.

وأشار المهيري إلى أن من أجمل القصائد التي تضمنها ديوان الماجدي بن ظاهر، قصيدة تتحدث عن الإمارات قبل الاتحاد بنحو 400 سنة وعن مناطقها ووحدة أهلها، في وصف رائع، والموضوع الأساسي هو المطر، حيث يأتي ليعم مناطق البلاد بالتساوي، شرقاً وغرباً، وتوقف المهيري أيضاً في ورقته عند الشاعر محمد الفلاحي، مشيراً إلى أنه بعد سنة 1623 ميلادية التي شهدت وفاة الماجدي بن ظاهر، برزت أسماء أخرى من الإمارات في فترات قريبة ولاحقة، منهم الشيخ محمد الفلاحي الياسي. كما استعرض أيضاً مختارات من إبداعات شعراء آخرين، منهم بن محين الشامسي، وسعيد بن راشد بن شرارة الفلاسي، وغيرهم، مشيراً إلى أنه بمرور الزمن أصبحت هناك بحور وقوالب شعرية خاصة بكل بقعة جغرافية، ومنها الإمارات التي عرفت الشعر منذ مئات السنين، وتولدت فيها بحورها الخاصة والمتميزة، وتوارثها الأجداد والآباء والأبناء، جيلاً بعد جيل، منها بحور «الونة، مثناية، مثلوثة، الردح، التغرودة، العازي، المسحوب، المنكوس، المربوع، الهجيني»، وغيرها.

تويتر