في البرنامج الثقافي لـ «العين تقرأ 2014»

الدويلة والعميمي يعرضان تجربتهما مع الإبداع

صورة

بتجربتين متميزتين، انطلق أول من أمس، البرنامج الثقافي لمعرض «العين تقرأ 2014»، بمركز العين للمؤتمرات في الخبيصي.

وبينما استهل البرنامج بندوة حوارية مع مؤسس مجموعة لمار للثقافة، الكاتبة السينمائية أمل الدويلة، استضاف الكاتب سلطان العميمي في ندوة خاصة تحدث فيها عن تجربته في الكتابة والتأليف.

احتفاء بالثقافة المحلية

تنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الدورة السادسة من معرض «العين تقرأ 2014» خلال الفترة من 27 الجاري حتى الثاني من نوفمبر المقبل، ويشارك فيه 68 عارضاً يقدمون أكثر من 55 ألف عنوان من الكتب والمراجع العلمية والأدبية باللغتين العربية والإنجليزية.

ويحتفي المعرض بالثقافة المحلية والكاتب الإماراتي، مع السعي إلى دعم القراءة والمطالعة حتى تصبحا فعلاً يومياً في حياة الناس، إذ يلقي المعرض الضوء على تجربة مجموعة من الكتاب الإماراتيين، ويناقش عدداً من القضايا التي تتعلق بالمشهد الثقافي المحلي من خلال سلسلة من الندوات الحوارية والمحاضرات والأمسيات الشعرية وتواقيع الكتب التي تقام في الفترة المسائية.

من جانبها، سلطت الدويلة الضوء على تجربتها العملية المتنوعة في عالم الصحافة والكتابة السينمائية، وإقامة الأنشطة الثقافية من خلال مجموعة لمار الثقافية، موضحة «كانت فترة الدراسة الجامعية مهمة جداً في تكوين قراري؛ فقد كان أهلى يريدونني أن أدرس إدارة الأعمال التي لم أكن أحبها؛ وبالمصادفة وجدت إعلاناً للانضمام إلى قسم الإعلام في جامعة الإمارات فتقدمت إليه وتم قبولي، وهكذا غيّرت تخصصي لما أحب، وتمكنت من العمل في مؤسسات صحافية عدة؛ ثم غيرت المسار إلى مجال العلاقات الإعلامية».

وعن توجهها إلى الكتابة السينمائية، قالت «تأثرت بمقال للكاتبة عائشة سلطان عن تجربة المؤلف محمد حسن أحمد ومجموعة فراديس السينمائية التي أسسها، فبحثت عنه وأجريت معه مقابلة، ثم استفدت من نصائحه لأكتب سيناريو فيلم قصير بعنوان (نفاف) الذي أخرجه محمد الحمادي، فالحياة مليئة بالأفكار التي يمكن الكتابة عنها وتحويلها إلى قصص سينمائية. عندما تنضج الفكرة تكون المراحل التالية للتنفيذ سهلة، كما أن السينما انعكاس للواقع وهي تعبر بطريقة أو بأخرى عن حياتنا».

أما عن تأسيس مجموعة لمار الثقافية فأوضحت أنها بدأت كتجمع طلابي في جامعة الإمارات كانت تعرف بمجموعة الأمل الإعلامية، وكانت المجموعة معنية بتنظيم الأنشطة في الجامعة، وبعد تخرجها توسعت في المجموعة لتشمل في عضويتها مجموعة من الكتاب والموسيقيين والرسامين الإماراتيين، وأطلقت عليها اسم مجموعة لمار للثقافة. وأضافت «نظمت المجموعة عدداً من الأنشطة التوعوية والفنية بالتعاون مع جهات رسمية مختلفة في العين، وكانت التجارب موفقة، شجعتني على المضي قدماً بشكل مختلف».

أما مشروع «الحافلة الثقافية» «فهو قائم على فكرة إقامة النشاطات الثقافية في الأماكن العامة مثل الحدائق العامة والجامعات والمستشفيات وغيرها، فنقيم معرضاً تشكيلياً داخل حافلة مفرغة من الكراسي أو نعرض داخلها فيلماً سينمائياً، أو قراءة جماعية لكتاب أو حفل توقيع كتاب، وتتنقل الحافلة بالحدث من مكان إلى آخر. وتم دعم المشروع من قبل مؤسسة الإمارات للنفع، ثم توقف، لكنه مشروع قابل للتحديث».

من جهته، قال سلطان العميمي في ندوة خاصة، إن علاقته بعالم الكتابة بدأت بعد تخرجه في جامعة الإمارات، إذ كانت لديه ميول قديمة للكتابة والإعلام، وظل الطموح يلازمه حتى وجد فرصة لاكتساب خبرة عملية في جريدة «الخليج» وامتدت خمس سنوات، مارس خلالها كل أشكال الكتابة الصحافية، ومن هذه الخبرة بدأ مشروعه في التأليف.

وقال «في هذه الفترة بدأت أبحث عن معلومات عن الشاعر سالم الجمري، واستغرقني البحث سنتين، ولم أكن قد فكرت في نشر المادة في كتاب، بل كنت أحاول سد فضول عن الشاعر الذي لم تكن تتوافر عنه معلومات مكتوبة لا عن شعره ولا سيرته، ولما أنجزت البحث سلمته للمسؤول عن الصفحة الثقافية في الجريدة، الذي نصحني بنشره في كتاب بعد التوسع بالمادة، وهذا ما كان».

وجد العميمي نفسه في عالم البحث في الشعر الشعبي ثم تطور إلى الحكايات الشعبية واللهجات، وهو أمر فتح له الباب للقراءة في مختلف التخصصات. وأضاف «سالم الجمري جعلني أقرأ في اللهجات والتاريخ والجغرافيا والسياسة، وسافرت إلى الكويت لأرى المنطقة التي عمل بها الجمري وقابلت أشخاصاً عاصروه هناك..وكلما قرأت أكثر وجدت أنني أجهل الكثير».

وعن تجربة تأليف هذا الكتاب قال العميمي، إنه تعلم دروساً عدة أهمها التروي في الكتابة؛ وعلى الكاتب ألا يتوهم أنه عالم في مجاله مهما تحصل من المعرفة، عليه الحذر من الغرور بما يعرف ويترك مجالاً للشك في ما يعرف.

أما القصة القصيرة فاكتفى العميمي بنشر قليل منها من مجموع 60 قصة كتبها على مدار ثماني سنوات، إذ استفاد من نصائح بعض الزملاء الكتاب، وبدأ يقرأ الأدب الروسي والأجنبي عموماً، وتوقف عن الكتابة سنتين ثم عاد لما كتبه وتبرأ منه. وقال «أعدت كتابة أكثر القصص واختصرت بعضها وتخليت عن البقية، وتعلمت أن الكاتب في بداياته لا يعرف ما يكفي، ويرى أي شيء يكتبه جميلاً؛ في حين لا يكون ناضجاً».

وفي 2005 كتب العميمي ما يعتقد أنه رواية في غضون شهر كما يقول «وبعدما عرضتها على بعض الأصدقاء وأنا فرح بها قال أحدهم لا أنصحك بنشرها، وآخر قال لي لتظلّ في عالم الشعر الشعبي، فأصبت بالإحباط وأقفلت على الرواية الأدراج ونسيتها، وأخذت أقرأ أكثر في الرواية ومختلف العلوم حتى كتبت نصاً آخر وأرسلته لأصدقاء آخرين، وفي انتظار ردهم أخرجت الرواية القديمة وخجلت منها، لأنها لم تكن رواية. كان لدي استسهال واستعجال في الكتابة، ولم أعد كذلك».

 

 

تويتر