تشارك بـ «إبداع فنانات» في «متحف الشارقة للخط»

سؤدد كاندمير تحتفي بالمباخر الإسلامية

صورة

تماشياً مع عادتها الفنية في إبداع تصاميم مميزة تجسد جديداً يضاف إلى مسيرتها الفنية الحافلة، ارتأت اختصاصية الفنون الإسلامية التركية سؤدد كاندمير آل صكب، العمل على تصنيع وزخرفة مباخر إسلامية تحاكي حرفة تصنيعها التقليدية بفخامة وأصالة واضحتين، «أضحت أول وأنفس مجموعة مباخر إسلامية في القرن الحالي» نسبة لآل صكب.

تسعى آل صكب من خلال صناعة وزخرفة مباخر إسلامية إلى «إحياء هذه الصناعة التقليدية التي تطورت في الفترة الإسلامية، والتي لابد أن تزدهر اليوم لتستعيد أمجادها وتواكب الاهتمام الكبير بالفنون على اختلاف ملامحها، وفي الوقت نفسه الاهتمام الجلي بالطيب والبخور المرتبطة بها، وترتقي وجودتها وتوازيها».

تميزت مباخر آل صكب التي عكفت على تنفيذها ثلاث سنوات ونصف السنة للحصول على شهادة الماجستير من «جامعة المعمار سنان» بتركيا، بدقتها المتناهية، والأهم من ذلك رواية كل قطعة من قطعها السبع قصة يختصرها اسمها وتحكي أحداثها تفاصيل ورسومات وزخارف منوعة تحيطها، فضلاً عن خطوط في بعضها، هذا إلى جانب مزجها ما بين فن النحاس والزخرفة معاً.

تقدمت مباخر آل صكب الإسلامية أعمالها الفنية التي تشارك بها حالياً، إلى جانب نظيرتها التركية أستاذة فن التذهيب في جامعة المعمار سنان، منور أوجر، والخطاطة الإماراتية فاطمة البقالي، في معرض «إبداع فنانات.. حروف وزخرفة من تركيا والإمارات» بـ«متحف الشارقة للخط»، وحظيت بإعجابٍ كبير من زوار المعرض.

وقالت آل صكب لـ«الإمارات اليوم»: «عشقي للفنون بشكلٍ عام وللفنون الإسلامية بشكلٍ خاص، وولعي بإبداع تصاميم مميزة تضاف إلى مسيرتي الفنية التي بدأتها منذ ما يزيد على 20 عاماً، دفعاني إلى التفكير في تصنيع وزخرفة مباخر إسلامية، الأمر الذي اتخذته موضوعاً لدراستي للماجستير بإشراف البروفيسورة الدكتور سارة بكر توران في جامعة المعمار سنان، التي تعد من أرقى الجامعات المتخصصة في تدريس الفنون الإسلامية، والتي تضم نخبة من أعلام الفن الإسلامي، وتحتل المراتب الأولى من حيث التصنيف عالمياً».

وأضافت «حرصي على تصنيع وزخرفة مباخر إسلامية ينبع من رغبتي الكبيرة في إحياء هذه الصناعة التقليدية التي كانت في أوجها في الفترة الإسلامية محطة تطور الصناعات المعدنية، ونضجها بدرجة يصعب الوصول إليها في الوقت الراهن، والتي لابد أن تزدهر اليوم لتستعيد أمجادها وتواكب الاهتمام الكبير بالفنون على اختلاف ملامحها، وفي الوقت نفسه الاهتمام الجلي بالطيب والبخور المرتبطة بها، وترتقي وجودتها وتوازيها».

وحول المباخر التي صنعتها وزخرفتها، ذكرت آل صكب «عكفت على صناعة وزخرفة سبع مباخر إسلامية مزجت ما بين فني النحاس والزخرفة معاً، وشملت تفاصيل منوعة ترجمها النحاس والخزف (خزف إزنيق) نسبة لمدينة إزنيق التركية، والمعروف بأنه خزف سلطاني كان يستخدمه السلاطين سابقاً في القصور، وكذلك الجوامع، إذ إنه من أغلى أنواع الخزف، ويعرف بأنه يمنح الطاقة الإيجابية. وفي المقابل كان العامة يستخدمون خزفاً يدعى (كوتاهيا) نسبة إلى مدينة كوتاهيا التركية أيضاً». كما لجأت في صناعة مباخري السبع إلى استخدام عملية الطرق اليدوية التقليدية للنحاس، وعملية تفريغ الخزف للسماح بخروج الدخان عند وضع البخور وغيره من أنواع الطيب فيه، وفقاً لآل صكب.

ونوهت آل صكب بأن «أبرز ما يميز مباخري أن قطعة من قطعها السبع تحمل قصة يختصرها اسمها، وتحكي أحداثها تفاصيل ورسومات وزخارف منوعة تحيطها، فضلاً عن خطوط في بعضها، وتتوزع ما بين مبخرة الفتوحات الإسلامية، والروضة، والرحمن، والمها، والهونكاري، والشراع، والآلاء، والمبخرة السلجوقية».

وحول الصعوبات التي واجهتها آل صكب خلال تصنيع وزخرفة المباخر، قالت «تتمثل الصعوبات والعراقيل التي واجهتني في تنفيذ عملية تصنيع وزخرفة المباخر في دقة التفاصيل، والمجهود العقلي والبدني الكبير الذي تستدعيه مرحلة التنفيذ، وتعد مدة إنجاز سبع قطع فقط، وهي ثلاث سنوات ونصف، خير دليل وشاهد على ذلك، بالإضافة إلى إعادة عملية التنفيذ لأجزاء معينة في حال كان القياس غير دقيق، أو تعرضت للتلف، وغيرها من الأمور».

يذكر أن الموهبة الفنية البارزة لاختصاصية الفنون الإسلامية التركية سؤدد كاندمير آل صكب، تأثرت بشكلٍ بالغ بموطنها الأصلي ومقر نشأتها بلاد الرافدين مهد الحضارات، وحاضنة الفنون الإسلامية بأشكالها المختلفة، الأمر الذي لمست آثاره الأولى بشكلٍ جلي في الصفوف المدرسية وعملت على تنميته وتطويره وصولاً إلى المرحلة الجامعية حين قررت الانضمام إلى «جامعة المعمار سنان» التي تعد من أرقى الجامعات المتخصصة في تدريس الفنون الإسلامية، والتي تضم نخبة من أعلام الفن الإسلامي. ولعب تنقل آل صكب الكبير بين دول العالم، نظراً لطبيعة عمل والدها الدبلوماسي، دوراً كبيراً في التعرف إلى أوجه الفنون الإسلامية المتنوعة والمنتشرة حول العالم. وتحرص آل صكب التي تتلمذت على يد كبار أساتذة الفن الإسلامي، منهم البروفيسور الدكتور كريم سلفري، والبروفيسورة الدكتورة سارة بكر توران، على تسخير التقنيات والبرامج الحديثة في الفنون التي تتقن الخط والزخرفة والنقوش والرسوم، ولم تكتفِ باللوحات الزيتية التي جسدت هذه الفنون، بل عمدت على تحويلها إلى قطع مجوهرات يغلب عليها طابع التنوع بين الحلي والأساور والخواتم والسلاسل وغيرها. واتجهت إلى تصميم السجاد الذي قامت بدراسته في الجامعة، وأخيراً أبدعت تصنيع وزخرفة مباخر إسلامية تحاكي حرفة تصنيعها التقليدية بفخامة وأصالة واضحتين، في محاولة منها لإحياء هذه الصناعة التقليدية.

المجموعة الأولى

 

شملت شهادة الماجستير لآل صكب بالإضافة إلى عملية تصنيع وزخرفة المباخر الإسلامية وزخرفتها التي ضمت في المحصلة النهائية سبع مباخر إسلامية، دراسة بحثية توصلت إلى أن المباخر السبع «تعد المجموعة الأولى والأنفس للمباخر الإسلامية في القرن الحالي، بعد أن غابت عملية تصنيعها منذ فترة زمنية طويلة وفق القيم الفنية لصناعتها، التي تقوم على التناسق والتطابق والحرفية اليدوية العالية، وغيرها من المعايير والمواصفات المطلوبة»، نسبة لآل صكب.

 

تركيا تحتفي بـ «العاصمة الثقافية»

يعد معرض «إبداع فنانات.. حروف وزخرفة من تركيا والإمارات» المستمر حتى نهاية شهر نوفمبر المقبل، والذي تشارك فيه اختصاصية الفنون الإسلامية التركية سؤدد كاندمير آل صكب، ونظيرتها التركية أستاذة فن التذهيب في جامعة المعمار سنان، منور أوجر، إلى جانب الخطاطة الإماراتية فاطمة البقالي؛ أول تعاون بين «متحف الشارقة للخط» و«جامعة المعمار سنان»، احتفاءً باختيار الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

مباخر إسلامية

حملت كل مبخرة من المباخر السبع لآل صكب، التي تعرض حالياً في معرض «إبداع فنانات.. حروف وزخرفة من تركيا والإمارات» بـ«متحف الشارقة للخط»، قصصاً مختلفة يختصرها اسمها، وتحكي أحداثها التفاصيل والزخرفات المحيطة بها، منها:

- مبخرة الرحمن: تروي قصة الآية 68 من سورة الرحمن «فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ».

- مبخرة الهونكاري: تشير إلى حمامة الهونكاري التي ارتبطت بالسلطان، والتي ترمز إلى السلام، وعليه كانت تمنح للهيئات الدبلوماسية.

- مبخرة الروضة: استوحت فكرتها من الروضة في إشارة إلى الجنة.

- مبخرة الشراع: تمثل الفتوحات الإسلامية عبر البحار.

 

تويتر