الأطفال غادروا المسرح متلفتين خلفهم في «الشارقة القرائي»

سابين شقير.. الحكواتي يتغير كما العالَم

سابين شقير فتحت أمام الأطفال مجالات أخرى تسدّ حاجتهم الترفيهية والتعليمية. من المصدر

لم تدخل شخصية الحكواتي الشهيرة في الأدب الشعبي، المحلي والعربي، الى مهرجان الشارقة القرائي للطفل بتلك الصورة المعروفة التي تتميز بلباس وجلسة وجمهور ومحتوى مختلف تماماً في كل تفاصيله عن اهتمامات وعالم الطفل الصغير، وإنما دخلت بلمسات رشيقة، ومحتوى محبب، وحركات مسرحية وبهلوانية أخذت الطفل الى عوالم الشخصيات التي أرادت الفنانة المسرحية والحكواتية اللبنانية سابين شقير نقلهم إليها، لتفتح أمامهم مجالات أخرى تسد حاجتهم الطفولية الترفيهية والتعليمية المرحة.

وبمجرد وصولك الى مكان مسرح الطفل في المهرجان، تجد جمهوراً من الأطفال الصغار وقد انفصلوا تماماً عن محيطهم في رحلة مع سابين الى عالم سحري يمزج بين المرح والخيال، بحيث يبدو على وجوه الأطفال وعيونهم الجميلة المفتوحة على آخرها، وكذلك أفواههم المفتوحة انبهاراً بهذا العالم الصغير الحالم، وتلك الوجوه التي تصر على أن تلتفت خلفها، الى المسرح، حتى بعد انتهاء وقتهم في المهرجان وفي طريق عودتهم إلى المدرسة أو البيت.

كتابة قصة الطفل

قدم الكاتب عزت عمر ندوة عن فن كتابة القصة للطفل، تبعتها ندوة أخرى عن مسرح الطفل بين الازدهار والتراجع، قدمها الباحث مجدي محفوظ، وقال عمر إن البعض يستسهل الكتابة للطفل، على الرغم من وجود تحديات عدة في موضوع الكتابة للطفل، ولفت إلى انشغال الطفل بما استجد من تطورات تكنولوجية ووسائل تقنية حديثة، مثل التلفون الذكي والآي باد، ومختلف الأجهزة الرقمية، ووسائل الاتصال والتواصل.

وتقول الفنانة المسرحية سابين شقير: «قررت أن أضيف لمسات محببة للأطفال من خلال شخصية الحكواتي الشهيرة، فغيرت لباسي وزيّنته بنقوش ملونة، ووضعت بعض (الماكياج) الخاص الذي يصور شخصية المهرج في السيرك، ولم أكتفِ بالشكل بل غيرت المضمون، فحكواتي الكبار جالس في مكانه والناس حوله، وأنا اتحرك وأصل الى كل طالب، لأزرع فيه التفاؤل وحب التواصل والمشاركة، والتشجيع على الجرأة الأدبية، وتحقق لي ما أردت نتيجة تعلق الأطفال بما أقوم به من حركات راقصة وقصص شيقة».

وتضيف شقير «وقت المسرحية نصف ساعة، وهذا اقصى ما يستطيع الأطفال تحمّله في الجلوس والاستماع، والمتابعة، وقد حرصت على ان أضمّن فقراتي حكايات عن الأكل الصحي، والثانية عن الصفات الحسنة وغرسها في نفوسهم، والثالثة حول أمور حياتية عامة، ويسعدني أن التفاعل الذي حصلت عليه مع الأطفال ينمّي فيهم قدرات مختلفة منها: أهمية العمل الجماعي، وحب الكتاب، والجرأة الأدبية، والتوجه نحو الفن الهادف المفيد، وقد تعلمت منهم كما تعلموا مني الكثير، ولذلك فالشارقة القرائي تجربة تستحق التقدير، ولابد أن تأخذ مكانها بقوة في عالم ثقافة الطفل في المنطقة». جدير بالذكر أن سابين شقير عملت ممثلة وحكواتية، وقامت بورش عمل حول فن المسرح والدعم النفسي الاجتماعي في لبنان، المغرب، الأردن، دبي، لندن، الولايات المتحدة، المكسيك، الهند، البرازيل، فرنسا والكاميرون، وسبق لها أن تخرجت في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية قسم المسرح، ثم درست الإيماء في لندن في «دسموند جونز للإيماء»، وغيره، وهي كذلك حائزة على شهادة في العلاج النفسي الاجتماعي من «ايست سايد اينستيتوت» في نيويورك، وحالياً عضوة في فرقتي المسرح العالميتين «أميبا» و«أنفكشس ثياتر»، ومؤسسة «كلاون مي إن»

تويتر