فنون بصرية وكتب وندوات وبرامج ترفيهية

«الشارقة القــرائي».. أطفال يُقبلون على الثقافة

صورة

تشهد أجنحة الفنون البصرية في مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السادسة، إقبالاً لافتاً للنظر من قبل الأطفال وطلبة المدارس، وذلك منذ اليوم الأول لانطلاق فعاليات المهرجان، إذ يبرز من بين تلك الفنون البصرية جناح استوديو النجوم، وجناح الكاريكاتير، وجناح كيفية صنع الرسوم الكرتونية، وفي كل يوم تشهد تلك الأجنحة منذ ساعات الصباح إقبالاً كبيراً.

وفي جناح الكاريكاتير كان رسام الكاريكاتير منهمكاً في رسم الطلبة الذين تزاحموا أمام مدخل جناح الرسم الكاريكاتيري، وما إن ينتهي الرسام من رسم وجه أحدهم حتى تنطلق الضحكات والتعليقات من زملائه، وقد عبر كثيرون منهم عن فرحتهم بهذه اللفتة الجديدة.

تنمية الطفل

تسعى الفعاليات إلى تنمية الطفل وبنائه ثقافياً ومعرفياً وإبداعياً، ليكون لبنة قوية ضمن بناء مجتمعي راسخ ورصين جدير بمستقبل مزدهر ومعبر عن تطور وارتقاء الوطن، لذلك تنوعت هذا العام لتشمل موضوعات جديدة ترتقي بالطفل وقدراته، وتساعده على معرفة حقوقه وواجباته، واستعراضات فنية ومسرحية وترفيهية بهدف إدخال المرح في نفوس الأطفال.

أما استوديو النجوم فقد كان ممتلئاً بالأطفال والطلبة قبل أن يحضر المصور، فقد سارعوا إلى اختيار ما يناسبهم من ملابس كي يلتقط المصور لكل منهم صورة تذكره بأنه كان أحد زوار المهرجان، وأحد نجوم استوديو النجوم، فهذا طفل لبس قبعة، وآخر تناول ملابس سوبرمان، أما الطالبات فكن يركضن صوب الفساتين الملونة والمزركشة بكل فرح وسرور، فهذه اختارت الفستان ذا اللون الأحمر، بينما اختارت زميلتها اللون الأصفر، وثالثة كانت مصرة على اللون الأخضر، وهكذا كان مشهد الأطفال وهم يتنقلون من مكان إلى آخر في استوديو النجوم إلى أن جاء المصور ليلتقط لكل منهم صورة معبرة، ويقوم أحد المتطوعين الكثر في المهرجان في استوديو النجوم بتسجيل البريد الإلكتروني لكل طالب أو طالبة، كي يتواصل معهم لاحقاً من أجل إرسال الصور لهم.

وفي شاطئ الفن تحلقت طالبات المدارس حول الطاولات ليتعلمن الرسم من خلال استخدام الـ«آي باد»، إذ تشرف عليهن رسامات من السويد، ليتعلمن بشكل ذاتي كيفية صنع الرسوم الكرتونية، فيقمن بالتخيل والرسم. وهناك في الجناح أعمال ورسومات تناسب الأطفال من أربع سنوات الى سبع سنوات، وأخرى تناسب الأطفال حتى سن 12 سنة، واللافت للنظر أن الطفل يرسم من تلقاء نفسه، اعتماداً على التخيل، إذ يستطيع وهو جالس في الجناح أن يعبر عن طبيعة خياله، كأنه يكشف عن مواهبه وقدراته في عالم الفن.

وتسعى هذه الفعاليات إلى تنمية الطفل وبنائه ثقافياً ومعرفياً وإبداعياً، ليكون لبنة قوية ضمن بناء مجتمعي راسخ ورصين جدير بمستقبل مزدهر ومعبر عن تطور وارتقاء الوطن، لذلك تنوعت هذا العام لتشمل موضوعات جديدة ترتقي بالطفل وقدراته وتساعده على معرفة حقوقه وواجباته، واستعراضات فنية ومسرحية وترفيهية بهدف إدخال المرح في نفوس الأطفال، إضافة إلى الورش الفنية والرياضية والتعليمية التي تسهم في تنمية مواهبهم وتحفيز قدراتهم العقلية، وتنمية مهاراتهم المختلفة، وندوات توعوية وورش تدريبية تتناول موضوعات متنوعة.

وضمن محاضرات المقهى الثقافي ألقت الباحثة اليمنية بشرى الشهاري محاضرتها بعنوان «كتابة الطفل في النص والشكل»، وانطلقت في تقسيمها إلى محورين هما: النص وإشكاليات المرحلة، والشكل وصيغ الإخراج الفني، وتحدثت عن النص أولاً باعتباره الخطوة الأولى لأي عمل قصصي من خلال خمس إشكاليات معاصرة هي: إشكالية الفترة، واللغة، والشخصية، والقيم والمجتمع، والأنا.

وبينت الشهاري، في المحاضرة التي أدارتها الإعلامية كريمة السعدي، أن إشكالية الفكرة تنبع من التفريق بين مرحلة الموروث والمعاصر، إذ إن موروث الحكاية العربية والشعبية له تأثيره الفعال في خيال الكاتب، لأنه يرتبط كثيراً بالشكل العام للوضع الاجتماعي للأسرة العربية، ولأن الأسرة العربية تراجعت في رباطها الأسري عما كانت عليه، وتالياً كان من الطبيعي اندثار ذلك الموروث، أما إشكالية اللغة فأوضحت الشهاري، أن الحصيلة اللغوية للطفل تزداد من خلال كلمات القصة وعبارات اللغة العربية وتعويده النطق السليم، فعندما يكتسب الطفل المفردات اللغوية يتكون لديه محصول ويصبح قادراً على تركيب الكلمات والجمل، ثم يصبح قادراً على اكتساب المهارات اللغوية من قراءة وكتابة واستماع وتحدث.

وأكدت الشهاري أن الكثير من الكتاب يقع في مأزق البحث عن القدوة، أو عن البطل القدوة، لذلك فإن أهم المعايير المرتبطة بالشخصية هو أن تكون الشخصيات مألوفة لعالم الطفل، بحيث يتعايش معها، وأن يكون عدد شخصيات المشاركة في الحدث قليلاً، حيث يستطيع الطفل التركيز، وأن تكون الشخصيات بعيدة عن المثالية المطلقة، وأن تكون في مستوى الواقع متباينة تقترف الخطأ وتسعى إلى الصواب، وتتغير في النهاية الى الأفضل. وتحدثت الشهاري عن الشكل «الرسم القصصي»، وأنه نوع من اللغة البصرية، يجمع بين الإبداع والبساطة، والتعبير عن المضمون المراد بطرق بعيدة عن التكلفة، وفي الوقت ذاته قادر على تفكيك الأفكار المعقدة حتى تغدو سهلة لذيذة للقارئ العادي، ثم تحدثت عن فن الكوميكس ومدارسه ونقاده باعتباره البوابة الكبرى لأي فنان أو رسام يعمل في دائرة الرسم القصصي للأطفال، وهو عبارة عن فن تصويري، وغالباً ما يتكون من مجموعة صور تحكي أحداثاً متتابعة.


كتب الأطفال

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/1264046%20(2).JPG

كرّم مدير دائرة الثقافة والإعلام عبدالله العويس، الفائزين بجائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، وقام بتسليم الشهادات والدروع للفائزين خلال الحفل الذي أقيم بقاعة الفكر في مركز المعارض والمؤتمرات (إكسبو الشارقة)، بحضور عدد من مسؤولي الدائرة ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومجموعة من الناشرين.

وشملت الجهات المكرمة ثلاث دور نشر، هي: دار كلمات للنشر عن قصة «صندوق مجد»، وهي من تأليف كفاح بوعلي، وتقى الحمراني، ورسوم ماريا بتانيا. وشركة نهضة مصر عن قصة «تسامح شجرة صغيرة»، وهي من تأليف الدكتورة عبير محمد أنور، ورسوم منى سنبل. ودار أصالة للنشر عن قصة «أصابع زينبن»، وهي من تأليف أميمة عزالدين، ورسوم هزار السنقنقي. وتشمل الجائزة ثلاثة فائزين، يحصل الفائز الأول على 25 ألف درهم، فيما يحصل الفائز الثاني على 15 ألف درهم، أما الفائز الثالث فيحصل على 10 آلاف درهم.

3 كتب

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/1264046%20(1).JPG

شهد ركن التواقيع الخاص توقيع ثلاثة كتب جديدة للأطفال، تتضمن مجموعة شعرية وقصصاً منوعة للأطفال. وتضمنت المجموعة الشعرية «على إيقاع الطفولة ترقص الأناشيد» 27 نشيداً منوعاً، وقصتين، وراوحت موضوعات المجموعة الشعرية ــ التي طبعتها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في 60 صفحة، بتأليف بدر الدين عبدالرحمن، ورسوم هدى عبدالمنصف ــ بين أهمية العلم، والأم، واللغة العربية، والحرية، والإيمان، والدراسة، وحب الأوطان، والعناية بالبيئة، والبحر، والمطر، وبذل الجهد لتحقيق النجاحات المختلفة، وغيرها من الموضوعات المهمة الأخرى.

في الإطار ذاته وقّع هشام دامرجي كتابين من كتبه في المهرجان، هما: «معك يا أمي»، و«صقري الجميل»، وهما من رسوم الفنان محمود عبود، وإصدار دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة.

وقال هشام دامرجي: «لاشك في أن مهرجان الشارقة القرائي يلهم الجميع لتقديم أقصى الجهود اللازمة في خدمة الطفل، ويسعدني التوقيع على اثنتين من قصصي المخصصة للأطفال، وأتوقع لهما نجاحاً وتميزاً».

على صعيد متصل تتحدث قصة «صقري الجميل»، التي تقع في 40 صفحة عن جولة خلفان مع أسرته للتعرف إلى الصحراء ومخلوقاتها ونباتاتها المختلفة، ثم عن رياضة تراثية معروفة هي الصيد بالصقور بأسلوب مثير، إضافة الى طرق تدريب الصقر التي حرص خلفان على إتقانها والتعرف الى اسرارها التي تنقل القارئ الصغير الى أجواء محببة.

تويتر