المعرض ضم 320 عملاً فنياً لـ 96 مبدعاً

«الشارقة لـــرسوم كتب الأطفال».. مخيلات شديــــــدة الثراء

صورة

يعدّ معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، المعرض التخصصي الوحيد في الشرق الأوسط الذي يمنح اهتماماً كبيراً وتقديراً مستحقاً لرسامي كتب الأطفال، ممن يقدمون جهوداً فنية، تُسهم في تشكيل وعي الأطفال، وتمنحهم القدرة على معايشة الكلمة والرسمة الجميلة.

ويتميز المعرض في دورته الثالثة، التي افتتحها، أول من أمس، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضمن مهرجان الشارقة القرائي، برصانة الطرح الفني وتنوعه، بما يعكس القدر الكبير من ثقافات العالم، كما يخلق، بحسب مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، حراكاً فنياً يتسم بالتفاعل الإيجابي في سبيل التعرف إلى رسامين محترفين، ما يسهم في بناء الذائقة البصرية التي تمتاز بالرقي والتطور.

المزج الفني

اختارت لجنة تحكيم الأعمال الفنية المقدمة للمشاركة في معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، الفنان وليد طاهر، من مصر، للفوز بالجائزة الأولى، لأن الناظر في أعمال طاهر يلمس أن هذا الفنان يستمتع باللعب التشكيلي، تعكس كمّ الفرح الطفولي الجامح المتصل من لوحة لأخرى، وتبدو كما لو كانت قد نفذت بالفرشاة العريضة مباشرة، على نهج المصورين الوحشيين أو فناني حركة «كوبرا»، لكن وليد طاهر يعمل على شاشة الحاسوب في الحقيقة، وهذا المزج بين خبرة الرسام التقليدي، وتجربة البحث الرقمي، تكسب شخوصه سيادة جمالية وفتنة أسلوبية خفية تشوّق المشاهد لمتابعتها في كل أحوال حركتها وسكونها.


السهل الممتنع

الفائزة بالمركز الثاني الفنانة المكسيكية ماريانا فيلانويفا، التي استخدمت أسلوب السهل الممتنع، وتجلى وجه السهولة في الأسلوب المـُقل، الذي وظفته الفنانة للتعبير عن حال بهلوان السيرك الذي يعرض فنه عبر ثلاث لوحات تمثل رجلاً على حبل مشدود، وفي الخلفية الخضراء الترابية ضوء خافت، بينما يبدو جمهور هذا السيرك مجرد ظلال تنوّه بحضور باهت أسفل التكوين. أما وجه الامتناع فيتجلى في جملة الإحالات الجمالية البالغة التركيب، التي تصون لهذا العمل سيادته المتفرّدة.

وأضاف العامري أن «المعرض يضم مختارات عالمية وعربية من الرسوم الاحترافية، التي تتخلل الإصدارات التخصصية من كتب وقصص حكائية تترافق عبرها الصورة بالنصّ، بما يدعم الذائقة البصرية ويدعو العين إلى مصافحة أفكار ورؤى تتجاوز المعتاد لتبلغ مقامها المأمول، من خلال إتاحة الفرصة أمام الجمهور ليحظى عن قرب بمشاهدة هذه الرسوم الصادرة عن مخيلات وثقافات شديدة الثراء والتمايز».

وأوضح أن «الأعمال المختارة للعرض خلال الدورة الحالية من المعرض، بلغ عددها 320 عملاً فنياً، أبدعها 96 فناناً، وهي أعمال فنية متميزة أمكن لها أن تفرض ذاتها، دون أن يكون هناك انحياز لفنان على حساب آخر، بما يسهم في تحري الاختيار الموضوعي المعبر عن فهم حقيقي لمتطلبات الطفل العصري، الذي يمتاز بذهنية فائقة وخيال تكنولوجي غير مسبوق».

وتمتاز الرسوم المعروضة بتفوقها من حيث التعامل مع أدوات الممارسة الفنية والتقنيات والخامات، في الوقت ذاته تحترم قواعد بناء العمل الفني المعبر عن مضمون الكتاب، أو المشهد المراد تصويره، بما يحقق الشعور بالاستمتاع والدهشة لدى الأطفال، إذ إن الفنان يستند كثيراً إلى النسيج اللوني وحركة الخط ومعالجة المساحة، إلى جانب بناء الشخصيات وإحكام السيطرة على تفاصيل وملامح الأمكنة لتلك الأحداث والمشاهد التي تدور حولها كلمات القصة. واختار الأعمال لجنة مكونة من ثلاثة محكمين من أصحاب الخبرات والتاريخ الفني المتميز والإنجازات الكبيرة، هم الفنان إيهاب شاكر، من مصر، والفنانة سارة تايسون، من كندا، والفنان حسن موسى، من السودان، ما أعطى رصانة في الرأي المعتمد، الذي يتعلق باختيار الفائزين وترتيبهم، وهي عملية صعبة، كون الأعمال الفنية التي تصل للمرحلة الأخيرة في مجملها تبدو عالية المستوى ومستحقة التكريم.

يشار إلى أن لجنة تحكيم الأعمال الفنية المقدمة للمشاركة في معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل من خلال مداولاتها، وشملت متابعة أكثر من 90 مشاركاً، توصلت لاختيار ستة من الفائزين فقط، وقامت اللجنة بتصنيف الفائزين على فئتين، الأولى تتضمن الفائزين بالجوائز الثلاث الأولى، أما الفئة الثانية فتضمنت ثلاثة من المتسابقين الذين نالوا جوائز تشجيعية لما بذلوه من جهد إبداعي مقدّر. وكرم صاحب السمو حاكم الشارقة الفائزين بالمراكز الأولى في معرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال، وهم بالترتيب وليد طاهر، من مصر، وماريانا فيلانويفا، من المكسيك، وفرانسيسكا فنياغا، من إيطاليا، وحصل على الجوائز التشجيعية أندريا بيكلار، من سلوفينيا، وليري سالابيريا، من إسبانيا، ويولاندا موسكيرا، من إسبانيا.

تويتر