فعالية موازية تضم 15 فيلماً إماراتياً وبرنامجاً للندوات وورش العمل

«أبوظبي للكتاب» يفتح «صندوقه الأسود»

«المشروع» أعده المخرج الإماراتي نواف الجناحي بتكليف من «المعرض». تصوير: نجيب محمد

في سابقة هي الأولى، كشف معرض أبوظبي الدولي للكتاب عن «صندوقه الأسود» السينمائي، وهو مشروع قام بإعداده المخرج الإماراتي نواف الجناحي، بتكليف من المعرض، ليقام خلال الدورة الـ24 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي تقام في الفترة من 30 أبريل إلى الخامس من مايو المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.

تعاون

شدد السينمائي الإماراتي نواف الجناحي على حاجة الساحة الثقافية في الإمارات إلى التعاون بين المؤسسات والمشروعات المختلفة، كما هو التعاون بين معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهو جهة لا ترتبط بعلاقة مباشرة بالسينما والافلام، ومشروع «الصندوق الأسود»، بما يسهم في أن تصل الثقافة بأشكالها المتنوعة، ومن بينها السينما، إلى مساحة أعرض من الجمهور، وأن يزيد تأثيرها في المجتمع، لافتاً إلى أن «الصندوق الاسود» سيقدم صورة عن الحركة السينمائية الإماراتية بشكل عام.

جدار سينمائي

لن يقتصر «الصندوق الأسود» على الفعاليات التي ستنظم، لكنه يتيح مساحة تفاعلية مع الجمهور، إذ سيتحول أحد جدران السينما الخارجية إلى جدارية فنية حية، يشارك في رسمها رواد المعرض بالتعبير عن شغفهم بالسينما والكتاب كما يشاؤون. وسعياً للممازجة بين الكتاب والسينما سيتاح لكل زائر يشترى كتاباً متخصصاً في السينما من دور النشر المشاركة في المعرض، حرية اختيار فيلم من قائمة العروض لمشاهدتها في الوقت الحر للسينما من الساعة الثانية ظهراً حتى الخامسة مساءً.

برنامج متنوع

يتضمن برنامج الورش والندوات المصاحبة لـ«الصندوق الأسود» عدداً من الندوات، من بينها ندوة مع المخرج المصري يسري نصرالله، بعنوان «المخرج السينمائي والكتابة»، يتناول فيها رحلته في عالم الكتابة وكيف يتعامل مع كُتاب السيناريو الآخرين. ويقدم نواف الجناحي ندوة عن «السينما الإماراتية.. الخطوة الأولى» يستعرض فيها تاريخ الحراك السينمائي المحلي ومكوناته حالياً.

أما سلسلة الورش فتتضمن ورشة في «مبادئ النقد السينمائي» يقدمها الناقد المصري أحمد شوقي، فيما يدير السيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد ورشة «السيناريو.. الصورة أولاً»، ويقدم السينمائي والروائي البحريني فريد رمضان ورشة «السيناريو.. البناء السردي»، وأخيراً يقدم لطفي بن الشيخ عرضاً عن أساسيات التمويل الجماعي للسينما والأعمال الإبداعية عموماً من تجربة «أفلامنا».

ويمثل «الصندوق الأسود» سينما مصغرة تعرض 15 فيلماً إماراتياً قصيراً ما بين روائي ووثائقي وتحريك، إضافة إلى سلسلة من الندوات وورش العمل التي تمثل منصة لمناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بالحراك السينمائي المحلي، بحسب ما أوضح مدير إدارة البحوث والإصدارات في قطاع دار الكتب الوطنية بالهيئة محمد الشحي، في لقاء إعلامي عقد بالمنطقة الإعلامية الحرة «توفور 54» في أبوظبي، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي لدعم قطاع مهم جداً مازالت أدواته تتشكل على المستوى المحلي، ويتطلب جهوداً مؤسساتية حثيثة لبلورة فكر جديد يأخذ على عاتقه التعبير سينمائياً بجدية أكثر، ويطرح أسئلة الواقع بلغة بصرية أكثر إلهاماً وانفتاحاً.

وعبر الشحي عن أمله في أن يدفع «سينما الصندوق الأسود» باتجاه التوأمة ما بين الكتاب والسينما، مثلما هو حاصل في العديد من الدول الحاضنة لصناعات سينمائية مؤسسة، «كثير من الأعمال السينمائية الناجحة هي كتب وروايات ناجحة، والسينما هي أساس فكري في جوهره خارج من عمق كتاب، وأن يتحول المشروع إلى تقليد سنوي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يستقطب ما يقرب من 230 ألف زائر سنوياً، ومن المتوقع أن يشهد في العام المقبل المزيد من التوسعات»، كما أشار إلى أنه سيتم تقييم مدى النجاح الذي سيحققه «الصندوق الأسود» هذا العام، وبناء عليه يتم الاتفاق على الشكل الذي يمكن أن يستمر به التعاون بين المشروع والمعرض.

ونفى الشحي ان يؤثر «الصندوق الأسود» في جمهور الفعاليات الثقافية الأخرى التي يتضمنها معرض الكتاب، مشيراً إلى أنه ليس هناك تضارب بين الفعاليات، بقدر ما تصب جميعاً في مجال إثراء برنامج المعرض الذي يسعى منذ خمس سنوات للخروج عن الشكل التقليدي لمعارض الكتاب في المنطقة، وأن يصبح نموذجا للمعارض الاحترافية في الشرق الأوسط، وبالفعل استطاع ان يتواجد على خريطة معارض الكتاب العالمية. وشدد السينمائي الإماراتي نواف الجناحي على حاجة الساحة الثقافية في الإمارات إلى التعاون بين المؤسسات والمشروعات المختلفة، مثل التعاون بين معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهو جهة لا ترتبط بعلاقة مباشرة بالسينما والأفلام، ومشروع «الصندوق الأسود»، بما يسهم في أن تصل الثقافة بأشكالها المتنوعة، ومن بينها السينما، إلى مساحة أعرض من الجمهور، وأن يزيد تأثيرها في المجتمع، لافتاً إلى ان «الصندوق الأسود» سيقدم صورة عن الحركة السينمائية الإماراتية بشكل عام.

وعن معايير اختيار الأفلام التي سيعرضها المشروع؛ أوضح الجناحي أن معرض الكتاب منحه حرية كاملة في اختيار برنامج «الصندوق الأسود»، ولم تكن هناك محاولات لفرض وجهة نظر بعينها. وأضاف: «كنت أحب ان يتضمن البرنامج عرض أفلام طويلة، لكنها لا تتناسب مع واقع المعرض وجمهوره الذي لا يقبل أن يجلس ساعتين لمتابعة فيلم واحد، فتم اختيار أفلام بحيث لا تزيد فترة عرضه على نصف ساعة، وحاولت أن يضم البرنامج أفلاماً قصيرة روائية ووثائقية وتحريك، بعضها حديث من إنتاج السنوات الثلاث الأخيرة، والبعض الآخر من بدايات صناعة الأفلام من 2005 و2006. بينما تركز ورش العمل على نواحي ضعف في المشهد السينمائي المحلي مثل كتابة السيناريو والنقد، إذ نعاني من نقص في كتاب السيناريو المحليين والنقاد بما يتناسب مع الإنتاج المحلي الذي يحتاج إلى أكثر من ذائقتين نقديتين أو ثلاث. ولذلك نستهدف من هذه الورش جذب الشباب لدخول هذه المجالات، في حين تركز الندوات على الحديث عن الحركة السينمائية في الامارات واقعها وإشكالياتها وما يتعلق بها من قضايا.

يذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد من أكثر معارض الكتب تطوراً في المنطقة، حيث تشهد دورته الحالية نمواً في المساحة بنسبة 15% وبواقع مشاركة أكثر من 1050 دار نشر من 50 دولة، وقد اختار المعرض شخصية الشاعر العربي الكبير أبوالطيب المتنبي شخصية محورية يعاد من خلاله قراءة المنتج الفكري بطريقة غير تقليدية، فيما تم اختيار مملكة السويد ضيف شرف خصص لها جناح تقدم من خلاله برنامجاً ثقافياً غنياً.

 

 


تويتر