خلال مناقشة كتاب «الملفات السرية» لـ «الجماعة»

محللون: سقوط «الإخوان» في مصر قــريب

المشاركون في المناقشة أكدوا تآكل شعبية «الإخوان» في مصر. من المصدر

توقّع محللون أن ينتهي حكم الإخوان المسلمين في مصر خلال فترة قصيرة ربما لا تزيد على عام، مؤكدين أن المتغيرات المؤثرة كافة على المشهد في مصر تغيرت خلال الشهور الـ‬10 الماضية، كما تآكلت شعبية الإخوان بدرجة كبيرة جداً نتيجة فشلهم في التعامل مع الأزمات الطاحنة التي تواجهها مصر في هذه الفترة.

جاء ذلك، خلال مناقشة كتاب «الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان»، الذي اصدره اخيراً مدير المركز العربي للدراسات والبحوث الباحث السياسي عبدالرحيم علي، في أمسية اقيمت مساء أول من أمس، في معرض «مجلس الحوار» بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب. وقال علي خلال الأمسية ان «الإخوان كان يمكنهم تقديم نموذج متقدم للحكم الإسلامي، ولكنهم للأسف لم يتمكنوا من ذلك ليس في مصر فقط، ولكن في دول اخرى وصلوا فيها للسلطة، نتيجة للتخبط في الإدارة وافتقاد الخبرة، والانهيارات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي تشهدها مصر حالياً».

وأكد ان «هذا النظام إلى زوال، وأن المحاكمات قادمة لا محالة، وأن كل نقطة دم اريقت في مصر ستقابلها محاكمات عادلة، وستأخذ أسر الشهداء كلها حقها ممن قتل ابناءهم».

وتوقع علي سقوط الإخوان خلال الشهور الثلاثة المقبلة، مستنداً في ذلك إلى ان المعايير الثلاثة التي أسهمت في وصولهم للحكم تغيرت «فتصريحات القوى السياسية الدولية التي ساندت الإخوان في الوصول للحكم تظهر تغيراً بنسبة ‬180 درجة، مثل التصريحات الأميركية التي تعبر عن خيبة امل فيهم وأنهم لا يمتلكون الخبرة. والمتغير الثاني وهو القوات المسلحة المصرية، فمن الواضح ان هناك حالة من الاستقلالية للجيش عن الرئاسة حالياً، ولم يعد هو الجيش الذي كان الشعب يهتف ضده (يسقط حكم العسكر). بينما يمثل شباب الثورة المتغير الثالث في مثلث الثورة وتمكين الاخوان، ولا يكاد يمر يوم دون سقوط شهداء من هؤلاء الشباب حالياً، ومازالت الثورة في الشوارع، ولن يقبل أي من هؤلاء الاطراف الثلاثة دخول مصر في تجربة الانتخابات البرلمانية المقبلة، والمتوقع ان تقام في أكتوبر، في اجواء تؤكد انها ستكون مزيفة. ومن جانب آخر تواجه مصر الأزمات والانهيارات، ويطل شبح الفتنة الطائفية من وقت لآخر، ويهرب الكل من مركب الرئيس محمد مرسي وآخرهم المستشار القانوني للرئيس مرسي محمد فؤاد جاد الله».

قضية

سحابة صيف

قال الإعلامي مصطفى بكري في بداية حديثه خلال مناقشة الكتاب، إن «كل مصري يعرف دور الإمارات، شعباً وقيادة خلال حكم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حكيم العرب، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وكل أبناء زايد، في دعم القضايا العربية»، معتبراً ان ما يجري سحابة صيف، وأن العلاقة الأبدية بين البلدين والشعبين تتجاوز أي خلافات سياسية أو أزمات عابرة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/04/026549877.jpg


لحظة فارقة

اشار مدير مؤسسة المحروسة فريد زهران، إلى ان اللحظة التي تعيشها مصر لحظة فارقة، وأن الاخوان باتوا نقطة اهتمام العالم بعد ان تحولوا من فصيل معارض إلى فصيل يحكم دولة بحجم مصر، لافتاً إلى ان ما يميز كتاب عبدالرحيم علي هو الاعتماد على الوثائق ليقدم من خلالها معرفة للقارئ، وهو يحاول ان يكون طرفاً في المعركة وليس مجرد باحث عادي.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/04/03654987.jpg

حول قضية «خلية تنظيم الإخوان في الإمارات»، قال عبدالرحيم علي «اتوقع ان يكون لخيرت الشاطر (نائب المرشد العام للإخوان في مصر) علاقة بهذه الخلية، فعمل جماعة الإخوان يقوم على جماعات التنظيم الدولي وتكون الجماعة في كل دولة من أبناء البلد نفسه، وهناك رابطة الإخوان المسلمين المصرية في الخارج، وهي تتكون من مصريين يعملون في الخارج، والمسؤول عن هذه الرابطة في جماعة الاخوان في مصر محمود عزت وخيرت الشاطر، حيث يشرف الشاطر على ارسال التكليفات والتحويلات المالية، ولذا لابد ان يكون جزءاً من هذه القضية».

ورفض عبدالرحيم علي حديث الإخوان عن شرعية الصندوق. مشيراً إلى ان مرسي جاء بناء على عقد مجتمعي لم يتحقق من بنوده شيء حتى الآن «كما ان المتعارف عليه انه بوضع دستور جديد في الدولة يجب ان تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة وفقاً لهذا الدستور، فلماذا يرفض مرسي وجماعته بإصرار اجراء انتخابات رئاسية؟».

شعبية متراجعة

أوضح عبدالرحيم علي ان الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام الأول يتناول الانتهازية السياسية لدى الإخوان المسلمين، التي اقامت عليها علاقاتها مع نظم الحكم في مصر منذ انشاء الجماعة في عام ‬1928، بداية من علاقتها بالملك أحمد فؤاد، ثم ثورة ‬1952 ثم انقلابهم على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكذلك علاقتهم بالرئيس الراحل محمد أنور السادات واخيراً محمد حسني مبارك، وكيف استطاعت الجماعة على استمرارها في الساحة للانقضاض على السلطة باعتبارها التنظيم الوحيد الجاهز للحكم والأكثر تنظيماً.

أما القسم الثاني من الكتاب فيركز على الحلقات السرية للإخوان، وهي خمس حلقات رئيسة هي: العنف، والتمويل، والتنظيم الدولي، والديمقراطية، وعلاقتها مع الولايات المتحدة الأميركية. بينما يتناول القسم الثالث دولة الإخوان، وهو تصور وضعه الكاتب منذ ما يقرب منذ عام لما يمكن ان تكون عليه دولة الإخوان في حال وصولهم إلى الحكم. والمفاجأة ــ بحسب ما اشار ــ ان كل ما جاء في هذا التصور تحقق بالكامل منذ وصول الرئيس محمد مرسي للحكم في مصر وراشد الغنوشي في تونس، لافتاً إلى اعتماده في الكتاب على عدد كبير من الوثائق السرية، حيث تضمن الكتاب ‬160 وثيقة لم تنشر من قبل، إلى جانب ‬20 ساعة مسجلة من اللقاءات والحوارات مع قادة الإخوان.

وأشار علي إلى ما تظهره نتائج الاستطلاعات الصادرة من كل مراكز البحوث في العالم، التي تؤكد تراجع شعبية الاخوان من ‬65٪ إلى نسبة تراوح بين ‬17-‬15٪ حالياً، وذلك نتيجة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في مصر، ومحاولاتهم السيطرة على أعمدة الدولة، من خلال هدم الجيش المصري والمخابرات واقتلاع القضاة الشرفاء وزرع قضاء تابعين لهم، كما سبق وهدموا وزارة الداخلية وجهاز امن الدولة.

فكر «الجماعة»

من جانبه، قال المفكر والباحث المصري السيد ياسين إن «الكتاب يدفع للتوقف أمام المعالم الرئيسة لفكر جماعة الإخوان المسلمين وهي: العمل على إحياء نظام الخلافة الاسلامية، وأسلمة المعرفة وعدم الاعتداد بالمعرفة الغربية والسطو عليها وأسلمتها. والمبدأ الثالث ان الشورى أفضل من الديمقراطية، والرابع يقوم على رفض مبادئ الاقتصاد العالمي وتأسيس اقتصاد اسلامي. والمبدأ الخامس هو السمع والطاعة الذي يحول أعضاء الجماعة إلى مجموعة من العبيد يخضعون لأوامر المرشد العام ومكتب الإرشاد»، واصفاً كتاب «الطريق إلى الاتحادية: الملفات السرية للإخوان»، خطوة مهمة نحو هزيمة مشروع الإخوان المسلمين، والتمهيد لانتصار الشعوب، إذ يساعد على التعريف بأبعاد هذا المشروع الانقلابية ومخاطره.

صدام قريب

في حين أكد الإعلامي المصري مصطفى بكري، أن «مصر رغم كل ما يمر بها، كالعهد بها قوية، ولن تسقط، ومازال جيشها قوياً». وقال ان «سقوط الإخوان في مصر، وهو قريب، يقابله سقوطهم في كل أنحاء العالم العربي». موضحاً ان «هناك ثلاث أزمات تحتم الصدام بين الرئاسة من جهة والشعب والجيش من جهة أخرى، الأولى الأزمة الاقتصادية فخلال ثلاثة أشهر لن تكون هناك أموال في خزانة الدولة المصرية، وإذا وافق مرسي على شروط البنك الدولي لمنح مصر القرض الذي تطلبه، سيكون عليه الخضوع لشروط البنك ورفع الدعم بالكامل عن السلع كافة، ووقتها ستقوم ثورة جياع. والأزمة الثانية تتمثل في اتجاه مرسي للاقتراب من الجيش أو اجراء أي تغيير في قياداته، وهو يسعى لذلك، ووقتها لن يصمت الجيش، أما الثالثة فستظهر اذا ما تجمهر الناس في الميادين والشوارع لأسبوع، أو وقوع حدث جلل في الدولة، وقتها سينزل الجيش إلى الشارع لحماية البلد والشعب».

وأضاف بكري ان «حكم الإخوان لا يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية كما يزعمون، ولن يطبقها بدليل انه لم يمنع الخمور، وقام بمنح عقود لثلاث سنوات للملاهي الليلية في شارع الهرم، وفي المقابل يعمل على إقصاء السلفيين والعصف بهم»، مشدداً على «اهمية عدم الزج بالعقيدة في لعبة السياسة، فالعقيدة الاسلامية أطهر من ان يمسها بشر، وفشل الإخوان لا يرجع إلى الدين الاسلامي الحنيف، حيث قدموا تجربة سلبية للحكم الإسلامي أمام العالم».

شعارات جوفاء

اعتبر بكري ان كتاب عبدالرحيم علي هو كتاب اللحظة، متوقفاً امام عدد من الملاحظات التي يخرج بها قارئ الكتاب ومن اهمها ان «الشعارات كافة التي رفعها الإخوان في ظل الأنظمة السياسية المختلفة في مصر، عندما كانوا في صفوف المعارضة، انقلبوا عليها انقلاباً جذرياً بعد انتقالهم للسلطة، ومن ابرزها شعاراتهم ضد اسرائيل وأميركا (الشيطان الأكبر)، التي استمدوا منها شعبيتهم، ولكن بمجرد ان لوحت لهم اميركا بإمكانية تولي الحكم نسوا الشيطان الاكبر وسارعوا لمد ايديهم إليها، وهذا التعاون الذي اثمر الاتفاق الشيطاني في ‬21 نوفمبر بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مرسي، والذي اهال التراب على كل نضالات حماس على مدى سنوات، حيث يعتبر في البند الثاني ان المقاومة من الأعمال العدائية، وينص على وقف الأعمال العدائية ضد اسرائيل، وهو ما لم تنص عليه ايه اتفاقية من قبل، ولا الأمم المتحدة التي اجازت للشعوب حقها في مقاومة من يستعمر ارضها».

وأضاف بكري «كذلك سقطت شعارات الإخوان حول احترام الآخر ورفض الإقصاء، التي كنا نعتبرها من الثوابت التي تجمعنا في العمل الحزبي والبرلماني، فالآن يصرون على إقصاء كل القوى حتى الذين وقفوا معهم، وعندما يخرج واحد ممن كانت له اليد الطولى في صياغة القوانين التي اقرها مرسي وهو المستشار محمد فؤاد جاب الله ليعلن ان من يحكم مصر هو مكتب الإرشاد، وأن القرارات تأتي جاهزة منه إلى الرئاسة، نجد انفسنا امام متغير جديد»، مشيراً إلى ان نسباً عالية من المصريين وقوى المجتمع راجعوا انفسهم وآراءهم بعد ان وجودوا على مدى الـ‬11 شهرا الماضية، الرئيس يصدر تصريحات ويناقضها في اليوم التالي، وتردي الوضع الاقتصادي والأمني، بالإضافة إلى الخطر الأكبر الذي يجري حالياً ويتمثل في تفكيك الدولة المصرية، ليس بهدف سوى أخونتها.

وعن الجيش المصري، قال بكري ان «الجيش المصري ظلم كثيراً، وكان هدفاً للوقيعة التي حاكها الإخوان لإبعاده عن الشعب، ولكنه مازال متماسكاً ولديه عقيدة قوية»، لافتاً إلى انه أصدر اخيرا كتاب في ‬450 صفحة عن «الإخوان والجيش»، لكشف مؤامرة الإخوان على الجيش المصري، وكواليس اقالة المشير طنطاوي، التي ترتبط بمطالبة طنطاوي الرئيس مرسي بإعلان نتائج التحقيقات التي تمت في قضية قتل الجنود المصريين في رفح، ورفض مرسي الاعلان عن النتائج وما تبعه من خديعة الانقلاب على المشير.

تويتر