استعراضات أزياء الشعوب وفنون وندوات فكرية

الشارقة قلبها ينبض تراثاً

الأيام التراثية تتضمن فعاليات عدة تغطي تراث المنطقة. وام

تتواصل في بمنطقة التراث بقلب الشارقة فعاليات الدورة ‬11 من أيام الشارقة التراثية، التي تأتي هذا العام تحت شعار «المعارف الشعبية عماد التراث». وشهد افتتاحها، أول من أمس، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة.

وتضمن حفل الافتتاح تكريم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من قبل الشيخ فيصل بن قاسم بن فيصل آل ثاني، بجائزة شخصية العام التراثية لعام ‬2013 الجاري، ورجل التراث العربي، المقدمة إلى سموه من المركز العربي للإعلام السياحي، تثميناً لدور سموه في صون التراث، والحفاظ على كنوزه من خلال ترميم الأبنية القديمة، وبناء المتاحف، والعمل على مد تلك المباني بكل الادوات المستخدمة في تلك العصور، ليس محلياً فقط بل عربياً.

ويقدم المركز هذه الجائزة بصورة مستمرة سنوياً للمهتمين بحماية التراث العربي بمختلف أنواعه، بهدف الحفاظ عليه وإحيائه في مختلف أنحاء العالم.

وجاء اختيار صاحب السمو حاكم الشارقة بعد أن رصد المركز لسموه مبادرة كبرى لحماية التراث، إذ تكفل سموه بإعادة بناء المجمع العلمي المصري، الذي تعرض للحرق، ومده بالوثائق والكتب النادرة التي لا تقدر بثمن، وقدم سموه مجموعة كبيرة من المخطوطات الأصلية والمجلدات والكتب والموسوعات النادرة والخرائط، التي يزيد عدد عناوينها عن ‬4000 عنوان من المقتنيات الشخصية النادرة والنفيسة لسموه، إهداء للمجمع العلمي المصري لإعادة تعمير مكتبته.

ويعرف عن صاحب السمو حاكم الشارقة اهتمام سموه بمجال التوثيق، وكانت الشارقة قد استضافت في شهر أكتوبر من العام الماضي فعاليات احتفالية بمركز الشارقة للوثائق والبحوث، احتفالاً بيوم الوثيقة العربية التي أقيمت تحت شعار «أرشيف ووثائق ذاكرة الأمة».

عروض

استقبل صاحب السمو حاكم الشارقة لدى وصوله إلى مكان الفعاليات بعروض العيالة، والعديد من اللوحات والعروض الفنية التي قدمتها عدد من الفرق الشعبية المحلية المشاركة في الأيام، استهلوها بالتحميدة، وهي لوحة للتعليم التقليدي، ثم لوحة للفنون الجبلية، ولوحة أخرى لفنون فلكلورية، منها النوبان والطنبورة والهبان والليوة، وبعدها مرت أمام سموه وحضور الحفل قافلة تحمل مفردات من صميم التراث الإماراتي، تتضمن عرس البدو، إضافة إلى فن الأنديما «المديمة»، ولوحة الفنون البحرية «النهمة ورفع الشراع». وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي عن الشارقة والحياة الاجتماعية فيها وجهود صاحب السمو حاكم الشارقة في الحفاظ على ذلك التجانس والبناء الاجتماعي الفريد من نوعه.

وزار سموه جناح البيئة الزراعية الذي يتضمن حرف ومهن البيئة الزراعية وسوقاً لمنتجات زراعية ومعرض الأدوات الزراعية، ومنها اليازرة، ثم جناح البيئة الجبلية، الذي يتضمن حرف ومهن أهل الجبال، وعروض الفنون الشعبية لأهل الجبال وعروض عادات وتقاليد أهل الجبال، وتفقد سموه البيئة البدوية وبيت الشعر وما يتضمنه مناخ الإبل والعزف على الربابة، وركن القهوة والضيافة العربية، وحرف ومهن البيئة البدوية وفنوناً ومأكولات بدوية.

وتوقف صاحب السمو حاكم الشارقة في الرواق القطري، إذ تشارك دولة قطر بجزء بسيط من تراثها البحري والبري، وتطرحه لجمهور الإمارات من مواطنين ومقيمين ليتعرفوا إلى بعض من أجزائه، فهناك المتحف البحري الذي يتحدث عن حياة البحر وأدوات صيد السمك والغوص على اللؤلؤ وصور فوتوغرافية ومخطوطات، كذلك هناك بيت الشعر الذي يضم القناصة القطريين الذين سيحدثون الجمهور عن هذه المهنة أو الهواية في التراث القطري والوقت الحالي، ويشاهد زوار الرواق في إحدى زوايا بيت الشعر سيدات يقمن بعرض بعض الحرف اليدوية التي تمارسها المرأة في البادية بشكل يومي.

وقام صاحب السمو حاكم الشارقة بجولة تفقدية لفعاليات أيام الشارقة التراثية ومعروضاته في منطقة التراث، استمع سموه خلالها من مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لشرح عن ما يتضمنه المهرجان من أجنحة رئيسة، إلى جانب أجنحة الجهات الرسمية، ومعارض الصور والمقتنيات والمزادات وقرية الأطفال ،إضافة إلى ركن الأكلات الشعبية. وجال صاحب السمو حاكم الشارقة بدرب الطيبات، إذ تنتشر العديد من الأجنحة التي تقدم مختلف أنواع الأطعمة الإماراتية التقليدية، وتوقف عند سور الشارقة القديم، مطلعاً ضيوف الأيام على تاريخ السور والأبراج والبوابات الموزعة على امتداده. وقدمت إحدى الفرق الشعبية لوحة «الآهلة» التي تعتمد على أداء فردي تسانده المجموعة.

فعاليات

تشتمل فعاليات أيام الشارقة التراثية على برنامج فكري يشارك فيه ‬76 شخصية بارزة، منهم مفكرون وأكاديميون وباحثون وإعلاميون مهتمون بالتراث، ويضم مقاهي ثقافية، يتخللها توقيع على كتب تراثية عدة من قبل مؤلفيها.

ويتخلل الفعاليات يوم التراث العالمي، الذي يتضمن الاحتفال به استعراض أزياء الشعوب والفنون الشعبية، والعادات والتقاليد يوم ‬18 أبريل الجاري.

وستحيي فرق التراث الشعبي الإماراتي خلال الأيام مجموعة من الفنون الشعبية، تشمل الهبان والنوبان والطنبورة والعيالة والسومة والرزيف والوهابية والدان والحربية والليوا والأنديمة والرواح والندبة.

تجدر الإشارة الى أن الفعاليات التي تستمر ‬18 يوماً تغطي مناطق ومدن «خورفكان، كلباء، الذيد، الحمرية، دبا الحصن، المدام، المليحة»، فيما يقضي الزوار، مواطنين ومقيمين وسياح، وقتاً ممتعاً في الترفيه السياحي، والاطلاع على نماذج حية من تراث الإمارات.

وتطل هذا العام الأيام التراثية بشعار جديد هو «المعارف التقليدية عماد التراث»، وهو شعار تتجسد فيه عظمة الشعب الإماراتي، ماضياً وحاضراً، من خلال معارفهم التقليدية لتسلط الأيام من خلال الفعاليات والفقرات المقامة الضوء على هذه المعارف التي نشأت في البيئية التقليدية، وهي جزء لا يتجزأ من التقاليد الثقافية للمجتمعات الأصلية، وتشمل أشكالاً معرفية عديدة حول مجمل طرق المعيشة، كالمعالجات الشعبية والزراعة والري والملاحة والفلك وما إلى ذلك من معارف، وهي ضرورية للعيش والبقاء على قيد الحياة، وعادة ما تكون مبنية على تراكمات من الملاحظات التجريبية والتفاعل مع البيئة. وفي الغالب تنتقل المعارف التقليدية شفوياً من جيل إلى جيل، ويتم التعبير عن بعض أشكال المعارف التقليدية من خلال القصص والخرافات والفنون الشعبية والطقوس والأغاني وحتى القوانين العرفية.

مركز إعلامي

يوفر مركز الشارقة الإعلامي كشريك إعلامي للأيام مركزاً صحافياً متكاملاً في مقر جمعية المسرحيين بمنطقة التراث بقلب الشارقة، بهدف توفير بيئة عمل مثالية للإعلاميين خلال تغطيتهم فعاليات الأيام. ويعتزم المركز توقيع اتفاقية للحفاظ على اللهجة الإماراتية مع إدارة التراث خلال أيام الشارقة التراثية، وذلك ضمن مبادرات المركز الرامية إلى الحفاظ على الهوية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي من شأنها وضع الآليات التي تسهم في حماية اللهجة الأصلية، كونها جزءاً مهماً من مكونات المخزون التراثي والثقافي، كما ينظم المركز ضمن مشاركته في فعاليات الأيام مسابقة «الشارقة في الذاكرة»، بهدف جمع صور معبرة من ماضي الشارقة.

وينظم المركز أيضاً في ختام أيام الشارقة التراثية معرضاً يضم جميع الصور المشاركة في المسابقة، وذلك لاطلاع زوار الأيام على كنوز الإمارة وتراثها منذ البدايات والإعلان عن الفائزين في فئات الجائزة التي تستهدف مواطني ومقيمي الدولة على حد سواء. وينظم مركز الشارقة الإعلامي ندوة «الدراما الخليجية بين أصالة التراث وتحديات الحداثة»، التي تستضيف الفنان القطري غانم السليطي، والكاتب الإماراتي جمال سالم، ويدير الحوار الفنان الإماراتي أحمد الجسمي. وتناقش الندوة دور الدراما في الحفاظ على الموروث الثقافي، والصعوبات التي تعيق تقديم أعمال درامية خليجية من واقع بيئتها وتراثها.

ومن الندوات الأخرى التي ينظمها مركز الشارقة الإعلامي ضمن أيام الشارقة التراثية ندوة بعنوان «بين مسرح الرعب وعالم الخرافة»، التي يشارك فيها مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام، وعبدالعزيز المسلم الفنان الكويتي، ويدير الحوار الفنان الإماراتي مرعي الحليان.

وتبحث الندوة مدى إسهام المؤثرات الثقافية الحديثة في تهديد فن الرواية الشعبية «الخراريف» وعزلها عن أجيال جديدة لم تعد تسمع بها، ومدى تأثير اختلاف التركيبة الاجتماعية في المدينة عنها في البادية في بقاء هذا الموروث ورواجه، ودور مسرح الرعب في تطوير الحركة المسرحية الخليجية، ومعالجة قضايا الواقع الاجتماعي الخليجي.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

 

تويتر