‬30 ألف زائر يلتفّون حول ‬120 مبدعاً في ‬5 أيام

«الإمـارات لـلآداب».. دبــي ملتقى للثقافات

المهرجان يدخل دورته الخامسة مؤكداً مكانته الأساسية بين المهرجانات الثقافية. تصوير: أشوك فيرما

تحولت الليلة الافتتاحية لمهرجان «طيران الإمارات للآداب» الذي انطلق أمس، في فندق «انتركونتننتال»، في «دبي فستيفال سيتي»، إلى ما يشبه الاحتفالية ليس بمناسبة مرور خمس سنوات، بل بانضواء المهرجان لأول مرة تحت مظلة المؤسسات ذات النفع العام، بعد أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتدشين مؤسسة «الإمارات للآداب»، التي يأتي ضمن أولوياتها إقامة المهرجان بشكل سنوي.

واعتبر سعيد النابودة أن القرار الذي يأتي وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واستراتيجيته الداعمة للثقافة والفنون عموماً، ولمهرجان الآداب خصوصاً، تتويج للنجاحات المتتالية التي شهدها المهرجان، ومناسبة مهمة للتأكيد على حقيقة أن الشأن الثقافي لا يمكن أن يكون مقتصراً بالفعل على مؤسسة أو عدد محدود من المؤسسات، كما ان الاهتمام بالثقافة والفنون والآداب يجب أن يكون قاسماً مشتركاً للجميع، من دون ان يكون حكراً على الجهات الرسمية الحكومية، وهو المثال الذي تجلى في مبادرة شركة «طيران الإمارت»، بإطلاق مهرجان الآداب، الذي أصبح الآن نواة لمؤسسة ثقافية جديدة وملتقى ثقافياً عالمياً.

نجاحات

جامعة زايد تعرض مؤلفات كتــّاب عالميين في المهرجان

تشارك مكتبة جامعة زايد في «مهرجان طيران الإمارات للآداب ‬2013» الذي انطلق، أمس، في فندق «إنتركونتننتال في «دبي فستيفال سيتي» في دبي.

وخصصت المكتبة في جناحها ركناً مستقلاً لمؤلفات عدد كبير من الكتّاب والأدباء العالميين الذين يشاركون في المهرجان، الذي تتزامن فعالياته مع الاحتفال باليوم العالمي للقراءة وذلك لتعزيز القراءة وتشجيع الإبداع. وقالت رئيسة فريق التسويق والدعاية في مكتبة جامعة زايد، الدكتورة جوديث مازوفدا، إن «أهداف المهرجان تتوافق مع رسالة مكتبة الجامعة في الترويج للقراءة والسعي إلى نشر الاهتمام بها وتعزيز فاعليتها في مختلف الأوساط». وأوضحت خبيرة المكتبات والأستاذ المساعد في الجامعة، الدكتورة ماري زيمبا سينغاتي، أن الخطوة تهدف إلى ربط طلاب وطالبات الجامعة بالفعاليات والجهود التي تبذل في مختلف أنحاء الدولة لإشاعة الاهتمام بالقراءة ومتابعة أعمال المبدعين في الشعر والقصة والرواية وغيرها. وأكدت عزم الجامعة تطوير هذه المبادرة في العام المقبل، عبر استضافة بعض المشاركين في مهرجان «طيران الإمارات للآداب ‬2014»، لعقد وتنظيم ندوات ولقاءات حوارية مع الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية.

مديرة المهرجان، إيزابيل بالهول، التي كانت بالطبع أسعد المتلقفين للمرسوم الجديد، وعدت بأن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من النجاحات، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» أنه «على الرغم من أن المرسوم السامي يعد شهادة نفخر بها بأن المهرجان حقق المتوقع منه، إلا أن خمس سنوات أيضاً في عمر المهرجانات الدولية في الوقت ذات لا تفصح عن كل شيء، وهو الأمر الذي يؤكد أن توالي سنوات المهرجان ستعني بالتوازي نمواً وثراء في فعالياته وألقه وتأثيره. وكشفت بالهول أن دورة هذا العام تستقطب ‬120 مبدعاً من ‬30 دولة، يشاركون في أكثر من ‬200 فعالية، تستهدف عبر بانوراميتها وتنوعها جمهوراً متنوعاً أيضاً، حيث تم إيلاء عناية خاصة بأن تستوعب الفعاليات كل الشرائح العمرية، فضلاً عن استيعابها مختلف فنون وأجناس الآداب، في الوقت الذي يظل فيه المهرجان محطة عالمية لحوار عقول وثقافات وإبداعات من مختلف الحضارات، على ارض تلاقي الحضارات، دبي.

وأشارت بالهول إلى أن المهرجان الذي يقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبالشراكة مع «طيران الإمارات»، وهيئة دبي للثقافة والفنون، من المتوقع أن يتنامى عدد رواده لرقم قياسي هذا العام، حسب مؤشر الإقبال على تذاكر فعالياته ليصل ليتجاوز ‬30 ألف شخص، سواء من داخل الدولة، او من وفدوا خصيصاً لحضور فعالياته.

جاء ذلك على هامش مؤتمر صحافي تحدث فيه، إلى جانب بالهول، كل من نائب الرئيس الأعلى نائب الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، موريس فلاناغان، والمدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة، والمؤلف البريطاني، جيفري ديفر، والشاعرة والمخرجة الإماراتية، نجوم الغانم. وعلى الرغم من ان إدارة المهرجان تحرص في مختلف فعالياتها على توافر عنصر الترجمة سواء من «الإنجليزية» إلى «العربية» أو العكس، إلا أن هذا الأمر لم يتوافر في الحدث الافتتاحي بالنسبة لكلمات المتحدثين الرئيسين، وهو أمر سبب انعزالاً أيضاً للحضور من الجنسيات غير العربية، بسبب عدم ترجمة كلمتي سعيد النابودة، ونجوم الغانم للغة الإنجليزية، فضلاً عن عدم ترجمة كلمات سائر المتحدثين إلى اللغة العربية، وهو ما شكل تناقضاً لاهتمام المهرجان بتلك اللغة وجعل الاهتمام بها محوراً أصيلاً لفعاليات الدورة الماضية.

تنوع

أشارت بالهول إلى أن فعاليات المهرجان هذا العام اتجهت إلى مزيد من التنوع بشكل ملحوظ، لتستوعب أجناساً أدبية وأغراضاً وإبداعات وفنوناً تتنوع تنوعاً هائلاً، كالمغامرة وفن الرسوم المتحركة (الأنيميشن)، والفنون الجميلة، والسِيَر، وتجليد الكتب، ومجالات الأعمال، والخط العربي، وكتب الأطفال، والكوميديا، وفن الطهي، والكتابة الإبداعية، وروايات الجريمة، والشؤون المعاصرة، والدراما، والفنتازيا، والسينما، والبستنة، والتاريخ والروايات التاريخية، والتخطيط الذهني، والتصوير الفوتوغرافي، والشعر، والأدب الشعبي، وعلم النفس، والنشر، والأعمال الروائية الرومانسية، والعلوم، والخيال العلمي، وكتابة السيناريو، وتطوير الذات، والرياضة، والمسرح، والترجمة، والسفر، واهتمامات المرأة.

وحول موضوع «أبطال أم أشرار» الذي يتضمنه المهرجان هذا العام محوراً أساسياً يؤشر إلى العناية بفنون القصّ، كشفت بالهول أن هذا الموضوع سيتضمن أيضاً العديد من الفقرات التي تقدم لأول مرة، والتي تضاف إلى برنامج المهرجان الحافل بجلسات النقاش، والمناظرات، والورش، والندوات، وعروض الطهي، وفقرات الإلقاء، وإطلاق الكتب، وحفلات توقيع الكتب، وغيرها، مشيرة إلى أن العناية بفنون القص لا تعني إغفال فنون الشعر الذي يحضر في المهرجان في خمس أمسيات مختلفة، تتقدمها أمسية الافتتاح، ثم أمسية «أبيات من أعماق الصحراء»، التي ترعاها دبي للثقافة، وهناك أمسية «لغز الجريمة»، وأمسية «التسلية والمرح»، وأمسية حفل الختام، فضلاً عن فقرات مناظرة «وطني» الصباحية، وحديقة بنجوين للقراءة، والعديد من ورش الخبراء الجديدة، مثل ورشة تجليد الكتب، وورش الإنتاج التلفزيوني والبستنة، وما هذا إلا غيض من فيض.

أبواب دبي

ألقى الزوار النظرة الأولى على مشروع أبواب دبي في الموقع، وعلى نموذج برج خليفة الورقي، الذي أبدعه روبرت كروثر، الذي اشتهر بتصميم النماذج المجسمة المنبثقة في كتب الأطفال، والذي سيتحدث عن إبداعاته في أكثر من جلسة مخصصة له في المهرجان.

ونوهت بالهول إلى اهتمام المهرجان، خصوصاً بطلبة المدارس والجامعات، عبر فعاليات ومسابقات أدبية، مؤكدة أن أحد أهداف المهرجان تعزيز مهارات المطالعة والكتابة الإبداعية لدى النشء، من صميم رسالته، معبرة عن امتنانها للكتّاب المساهمين في فعاليات في يومي التعليم، فضلاً عن إعجابها بمستوى المشاركات في المسابقات الإبداعية: جائزة «تعليم» للشعر، وجائزة دار جامعة «أكسفورد» للطباعة والنشر للقصة، وكأس شيفرون للقراء، لاسيما ان المشاركات في مسابقات هذا العام سجلت مستوى قياسياً، إذ شارك في المسابقات طلاب من مئات المدراس في الإمارات، ومن عُمان، والكويت، والبحرين، كما أن دورة هذا العام تشهد إضافة مسابقة لإبداعات الكبار، هي «مونتيغرابا» للأعمال الروائية الأولى.

تويتر