بمشاركة 40 فناناً عربياً استضافتهم «الهيئة العربية»

«لنا الغد» يوصي بأكاديمية للمسرح وصندوق لدعم الشباب

ملتقى الشباب التأم ضمن سلسلة ملتقيات «نحو استراتيجية عربية للتنمية المسرحية». تصوير: أشوك فيرما

قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، اسماعيل عبدالله، إن «الشباب روح ديمومة المسرح، وأفق تطوره وتجدده، فالمسرح رهن حيويتهم، وأي محاولة لفرض رؤى الماضي على المستقبل قسراً ما هي إلا عملية تحنيط للزمن وللحياة، وفقدان حلقة من حلقات التطور، الأمر الذي يتسبب في وجود قطيعة بين الأجيال والتجارب».

مسرح الشباب ضوء ساطع

 

في ورقة عمل بعنوان واقع وآفاق عمل الشباب في المسرح، قال الممثل والمخرج السوري ماهر صليبي، إن «السنوات الأخيرة الماضية كشفت عن أسماء شبابية في العالم المسرحي، إن كان عربياً أو دولياً، وبات حضور العروض الشبابية مشجعاً للمشاهد المسرحي في المهرجانات، وإن جاءت هذه العروض متفاوتة الجودة، وهذا أمر طبيعي، إذ ليس بالحماس وحده أو النوايا الحسنة يصنع العرض المسرحي الشبابي الجميل والخلاق».

ولفت إلى أن «العرض المسرحي الجميل يقدم من خلال تفرغ الشباب لهذه المهنة الابداعية التي تحتاج إلى الكثير من التأمل والعمل، إذ على الشباب المسرحي أن يؤْمن بما يعمل ليوفر ساعات كثيرة للتدريب المتواصل على الخشبة، خصوصاً أن الاحساس الوظيفي لا يخلق عملاً مسرحياً مهماً، كما أنه من الضروري تقديم الدعم المالي والمعنوي لشباب المسرح، ليتمكنوا من تحقيق ما يحلمون به على خشبة المسرح».

وأضاف عبدالله، على هامش ملتقى الشباب والمسرح الذي عقد أخيراً في قصر الثقافة في الشارقة، تحت عنوان «لنا الغد»، وذلك ضمن سلسلة ملتقيات «نحو استراتيجية عربية للتنمية المسرحية»، التي تعمد الهيئة العربية للمسرح الى تنظيمها، أن «المستعرض للمشهد المسرحي العربي يجد المؤسسات المجتمعية والرسمية تبني مسارح ومهرجانات المدارس والجامعات وتديرها وتوجهها، رغم ذلك نرى معظمها يتعثر أو على الأقل يفقد بريقه، كما أن الوزارات والاتحادات والنقابات والجمعيات وكل الأشكال التنظيمية الثقافية تؤسس مهرجانات الهواة والشباب والمحترفين، لكننا نجد العديد من تلك التجارب يتعثر أيضاً، لذلك يجب الوقوف عند تلك العثرات والتبصر في أمرها، لاسيما أن الأسباب وراء ذلك كثيرة، ولعل أهمها غياب الشباب عن الشراكة الحقيقية في التخطيط ووضع الرؤى والتنفيذ».

وأكد عبدالله أن «ملتقى الشباب والمسرح، جاء ليتمكن الجميع من قراءة المشهد المسرحي معاً، واستعراض التجارب بنجاحاتها وإخفاقاتها، ولنتحدث في هواجسنا ونؤسس لخريطة الطريق التي لا ارتباك في الخطى عليها، هذه الخريطة التي تكتمل مع الرؤى المتحصلة في ملتقيات أربعة أُخرى، لنصل إلى مشروع التنمية المسرحية الذي سيتم طرحه ليكون عصارة فكر لنحو 300 مسرحي شاركوا في تلك الملتقيات».

توصيات

الملتقى الذي جمع نحو 40 مسرحياً عربيا شاباً، ناقشوا شؤون وهموم الشباب المسرحي وإبداعاتهم وتطلعاتهم، من خلال محاور تتناول تجارب المهرجانات المسرحية الجامعية والمدرسية ومسارح الهواة، خلص الى 28 توصية واقتراحا، أهمها العمل على توثيق المهرجانات الجامعية المسرحية العربية ورقياً والكترونياً واكاديمياً، وإنشاء أكاديمية للتأهيل المسرحي في الإمارات، وتأسيس صندوق عربي لدعم المسرحين الجامعي والشبابي، وتشجيع طلبة الدراسات العليا على تقديم رسائلهم حول المهرجانات المسرحية، إضافة إلى مخاطبة اتحاد الجامعات العربية من اجل دعم الممارسة المسرحية في الجامعات العربية، وأن تستضيف الشارقة الدورة الثالثة للمهرجان المسرحي الجامعي العربي المتنقل العام المقبل.

وأكد الملتقى ضمن توصياته أهمية عقد ورش عمل حول ادارة وتمويل وتسويق المسرح، والعمل على إصدار مجلة مسرحية متخصصة بالمسرح الشبابي، على أن يتولى تحريرها شباب المسرح العربي، وضرورة ايجاد تفسير علمي دقيق لمصطلح المشرف على العمل المسرحي لأعمال الشباب من أجل تحقيق العدالة والشفافية، والتركيز والاهتمام باللغة العربية الفصحى، كونها هوية وطنية، وتبنّي الشباب للمشاركة في المهرجانات المسرحية الدولية، واقامة مسابقات للأبحاث الفكرية المسرحية.

 

ورش إلكترونية

التوصيات التي توصل اليها المجتمعون، بعد نقاشات استمرت يومين، ركزت على ضرورة وضع ضوابط عمل المخرج الشاب الذي يقدم تجربته الأولى في مهرجان الشباب، وذلك من خلال اكتساب الخبرة والمشاركة كمساعد مخرج في خمسة أعمال احترافية على الأقل. كما لفتت التوصيات إلى أهمية إقامة ورش مسرحية إلكترونية، وانشاء مراكز للتدريب وللتأهيل المسرحي متخصصة ابتداء بالثقافة المسرحية، ووصولاً الى دروس وورش في الاخراج والتمثيل بإشراف متخصصين.

ودعا الملتقى إلى إقامة ملتقى شبابي سنوي تقدم فيه تجارب الشباب المسرحي للتعرف الى منتجهم المسرحي، وايجاد شبكة مهرجانات عربية وتحرير وثيقة نظرية مسرحية تكون دليل عمل للشباب، على ان تراجع في كل عام وفق المتغيرات، إضافة إلى إنشاء مركز عربي لأبحاث المسرح، وأن تخصص دورة من دورات مهرجان المسرح العربي، للشباب المسرحي فقط، واصدار كتاب «المخرج العربي كيف يفكر»، بحيث يتناول أهم تجارب المخرجين العرب، وتحليلها تحليلاً علمياً.

روح المسرح

في تجربة تدريب نظمها الملتقى من خلال الورش المسرحية، استعرض الفنان والمخرج الإماراتي عبدالله صالح «تجربتي نموذج» ضمن محور تدريب الشباب، والذي اعتبر فيه أن الشباب عماده وحجر اساس المجتمع، كونه المستقبل، والحضارة الجديدة القادمة بكل تجلياتها.

وخلص في طرحه إلى ما عاناه شخصياً والذي مازال يعانيه شباب ومسرحيو اليوم، والمتمثل في ضرورة تأسيس معهد مسرحي متخصص، واشراك العناصر المتميزة في دورات اكاديمية خارج الدولة، وأهمية تأسيس ادارة مسرحية شبابية ضمن المؤسسات التي تعنى بالمسرح، إضافة إلى تفعيل دور المسرح المدرسي، لاسيما التركيز على ضرورة وضع المسرح ضمن المنهج الدراسي.

وتطرق صالح إلى اسباب ظهور دورات وورش الشباب، منها ضعف الوعي المسرحي عند عشاق الخشبة، إذ إن محبي المسرح لا يملكون الوعي عن المسرح، وكيف يمكن ان يطوروا قدراتهم في غياب الأساتذة المشرفين، إضافة إلى قلة الوعي المسرحي أيضاً لدى معظم ادارات الفرق المسرحية، وما تستخدمه من اساليب متخبطة، فضلاً عن غياب المعاهد والاكاديميات، الأمر الذي جعل المسرح الإماراتي لسنوات طويلة في حالة انتظار وترقّب.

تويتر