بن طميشان استعان بـ «الطعم الزعفراني».. والمنهالي غـــــنى «التبرج»

«شبل اليولة»: بطولات فزاع ولدتنا كباراً

صورة

لم يصدق المتابعون ولجنة التحكيم، ومدربو المتسابقين، في بطولة فزاع لليولة، التي طوت منافساتها التمهيدية، مساء أول من أمس، في قلعة الميدان بالقرية العالمية، أن أحد أصغر المتسابقين سناً، وصاحب لقب «شبل اليولة» هو من تمكن من تحقيق رقم قياسي في البطولة عبر رميه سلاح اليولة لخمس مرات متتالية، تجاوز في كل منها ارتفاع 20 متراً ليقرع الجرس المخصص لقياس قوة تلك المهارة مرات، متحدياً صيام المتسابقين عن واحدة من أهم فنيات فن اليولة الإماراتية.

مسك الختام

كشف مدير إدارة بطولات فزاع لليولة في مكتب سمو ولي عهد دبي، عبدالله حمدان بن دلموك، أن اللجنة المنظمة للبطولة قررت أن يكون الثاني من مارس هو موعد جولة التتويج والختام، متوقعاً أن تكشف الجولات التي تعرف بين الجمهور بجولات «الـ10 الكبار» عن مزيد من الإثارة والفنيات المبتكرة، في هذا الموروث الإماراتي الذي تتجدد منافساته أسبوعياً في قلعة الميدان بالقرية العالمية.

وأكد نائب مدير قناة سما دبي، خليفة أبوشهاب، أنه سيتم للمرة الأولى تصوير اليويلة المتأهلين إلى المرحلة الثانية بطريقة مبتكرة، فضلاً عن تقديم نبذة عن مشاركاتهم السابقة والمراكز التي حققوها في المشاركات السابقة، فيما وعد مخرج البرنامج، مصطفى الهاشمي، من جانبه بإطلالة إخراجية جديدة، تساير تطور فنيات اليويلة، وصولاً إلى الجولة النهائية.

«شبل اليولة» سعيد بن مصلح الأحبابي ليس وجهاً جديداً على الإصرار، وبعد أن حصد لقب بطولة الناشئين، أصر على منافسة الكبار فور بلوغه السن القانونية التي تسمح له بذلك، فحقق المركز الثالث في النسخة قبل الماضية، من دون أن يرضي ذلك طموحه، لذلك سعى الأحبابي خلال تلك الفترة لتجويد مهاراته، والخضوع لبرامج تأهيلية تمكن ساعده الأيمن من دفع سلاح اليولة لأبعد مسافة ممكنة، بعد أن راقب وتيقن أن تلك المهارة هي مفتاح سر الوصول إلى ترشيحات الجمهور، واستحسان لجنة التحكيم، ومن ثم لقب بطولة فزاع لليولة التي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وتنظمها إدارة بطولات فزاع، في مكتب سمو ولي عهد دبي، فيما يتابعها عدد غفير من عشاق هذا الفن التراثي عبر شاشة سما دبي الفضائية.

الأحبابي الذي لم يجد أعضاء لجنة التحكيم عبارات تعكس رضاهم عن مستوى أدائه أبلغ من الإشارات الإيجابية بمفردة «لا تعليق»، أكد على الرغم من اعتزازه بشهرة لقب «شبل اليولة» أن «ميادين منافسات بطولات فزاع لا تعرف سوى الكبار»، مضيفاً «أن تحمل سلاح اليولة وتمارس فناً متوارثاً عن الأجداد والآباء يرتبط بتراث الوطن، فهو فعل من أفعال الكبار، لذلك حتى عندما كنت في بطولات الناشئين، لم أشعر بأنني نفسياً في مرحلة عمرية أقل، لأن بطولات فزاع من دون استثناء يولد المتنافسون على ساحاتها كباراً».

وإلى جانب حماسة منافسات اليولة، فقد قدم الشاعر سعيد بن طميشان الكعبي نخبة من اشعاره، تفاعل معها الجمهور كثيراً وبصفة خاصة غزلية «الطعم الزعفراني»، فيما قام بإهداء قصيدة استهل بها مشاركاته إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، أما الفنان الشاب محمد المنهالي فقد حافظ على وجوده السنوي في احياء الفقرات الفنية للبطولة، ما جعل الجمهور يطالبه بأغنية «التبرج» كلمات وألحان سالم المهيري، بمشاركة فرقة دبا الحربية وجميع المشاركين في البطولة، بعد أن قدم «ممزوج حسنك» من ألحانه الخاصة، وكلمات محمد سعيد بن مصلح، ليمثل الشعر والطرب إحدى أدوات جذب الجمهور إلى جانب إثارة منافسات البطولة.

وشهدت نتيجة الجولة التاسعة تأهل المتسابق سالم بن ملهوف، محققاً أعلى نسبة تصويت خلال هذه الحلقة، وبلغت 37813 صوتاً من مجموع الأصوات الإجمالية لهذه الحلقة، التي وصلت إلى 67 ألفاً و585 صوتاً، وهي النتيجة التي كشف عنها المذيع أحمد عبدالله، قبل أن تبدأ فعاليات الجولة العاشرة التي شهدت حضور سمو الأمير راشد بن عبدالعزيز بن سعود آل سعود، وتضمنت مشاركة متسابق سعودي الذي بدأ فعلياً الفقرات الاستعراضية، وهو صالح بن حيثول العامري، وقدم أداء متوسطاً نال عنه27 درجة، من مجموع الدرجات البالغة 30 درجة.

وقدم المتسابق ناصر جمعة نافع الشدي المنصوري أيضاً أداء متوسطاً، نوهت بصدده لجنة التحكيم والتدريب إلى ضروة التدريب والتركيز في ظل بعض الأخطاء في الرمي وعدم التهيئة الصحيحة، لينال 26 نقطة من أصوات لجنة التحكيم.

الوصول إلى فقرة المتسابق الثالث كانت تعني عملياً موعداً مع فنيات سعيد بن مصلح، وسط حماس الجمهور ولجنة التحكيم التي منحته 30 نقطة كاملة من أصواتها، وسط إشادة عامة بأدائه فوق الممتاز، على حد تعبير خليفة بن سبعين، في الوقت الذي أهدى المتسابق الإماراتي هذا الإنجاز للحضور والجمهور في قلعة الميدان، جامعاً في جعبته 12 ألفاً و500 صوت بشكل افتراضي، قبل أن يبدأ التصويت الفعلي، نظراً لأن لوائح البطولة تمنح من يتمكن من قرع الجرس 2500 صوت عن كل محاولة صحيحة.

ختام الفقرات التنافسية كان مع المتسابق علي محمد خليفة الغفلي، عبر أداء وصفته لجنة التحكيم بالجيد، فيما لم يستطع قرع الجرس في الرميات الثلاث التي نفذها مع سقوط غترته في الرمية الأولى، ويستحق 29 نقطة كاملة من أصوات اللجنة.

مهارات المتسابق سعيد بن مصلح وجدت صدى طيباً لدى مدير بطولات فزاع، عبدالله حمدان بن دلموك، الذي توقع سابقاً تصاعد مهارات المتسابقين، وقدرة الدماء الجديدة، على حد وصفه، على اثارة حماسة الجمهور خصوصاً، وإيجاد شعبية جديدة لنجوم اليولة.

وأضاف بن دلموك «على الرغم من الملحوظات المبررة على الحلقات التمهيدية، إلا أن نسخة هذا العام كشفت عن يويلة جدد يشاركون للمرة الأولى وحققوا نتائج جيدة، وذلك من منطلق تقديم أجيال جديدة من المتسابقين، ما يؤكد أن الميدان يحتاج إلى تقنيات وآليات جديدة للوصول إلى الأداء الأفضل».

التحدي

كشف المتسابق سعيد بن مصلح الأحبابي أنه دخل في تحد شخصي مع أحد أعضاء لجنة التحكيم «رفض الكشف عن اسمه»، مضيفاً «كنت قد صرحت لأحدهم بأنني سأفاجئ الجميع بخمس رميات متتالية يتجاوز فيها ارتفاع الرمية حاجز الـ20 متراً، ليقرع الجرس لكل منها، وهو أمر وصفه بالأمنيات العصية على التحقيق».

واضاف بن مصلح «كثفت من ساعات التدريب، وحرصت أن أوازن ما بين مهارات اليولة الأرضية، ومهارة الرمي بصفة خاصة، واستحضرت فرحة الفوز بلقب الناشئين، فتضاعفت لديّ الرغبة في حمل كأس فزاع لبطولة اليولة للكبار، خصوصاً أنني سبق لي الوصول إلى المربع الذهبي في النسخة قبل الماضية للبطولة».

تويتر