فيلمها الوثائقي «ثقافات المقاومة» يعرض في دبي 30 نــــــوفمبر الجاري

إيارا لي: أنا برازيلية كـــورية بقلـــب فلسطيني

صورة

تكرس المخرجة السينمائية إيارا لي إبداعها من أجل مناصرة القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وترى انها برازيلية كورية بقلب فلسطيني، مؤكدة اهمية دور الفن في خدمة الإنسان ومكافحة الاحتلال والظلم والهيمنة. وكانت إيارا شاركت في أسطول الحرية في سفينة «مرمرة» لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، وشهدت تفاصيل مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال، اسفرت عن استشهاد تسعة ناشطين.

وقالت المخرجة والناشطة البرازيلية من أصل كوري، إيارا لي، في حوار لـ«الإمارات اليوم»، حول فيلمها الوثائقي «ثقافات المقاومة» الذي يعرض للمرة الأولى، في غاليري «ترافيك» في دبي، في 30 نوفمبر الجاري، إن «الفيلم تكريم لجميع الشجعان في أنحاء العالم الذين كرسوا حياتهم، او فقدوها، من اجل تحقيق عالم من العدل والسلم والإنسانية».

وكان فيلمها افتتح مهرجان «قاوم» السينمائي، الذي نظمته الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية، في اكتوبر الماضي، في مدينة رام الله. ولم تتمكن إيارا من حضور عرض فيلمها في فلسطين، اذ منعتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي من دخولها، بسبب وقوفها مع الشعب الفلسطيني ومناصرتها لحقوقه، ومشاركتها في أسطول الحرية، لكنها كتبت رسالة مؤثرة وجهتها الى جمهورها الفلسطيني، ذكرت فيها «كلما سئلت من أين أنتِ؟ كنت أجيب دائماً أنني ولدت في البرازيل، لأبوين كوريين، لكن بقلب فلسطيني»، مؤكدة التزامها بالنضال طوال حياتها في سبيل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. وأضافت أن «عرض فيلمي في افتتاحية المهرجان الفلسطيني يعني الكثير بالنسبة لي».

وقالت إن فيلمها «ثقافات المقاومة» يؤكد تعددية أشكال المقاومة، «نحتاج إلى شعراء من أجل السلام، وفنانين من أجل العدالة، وموسيقيين من أجل المساواة. يجب استخدام الإبداع لدعم الحركات السلمية من أجل التضامن، والتحرك من أجل التغيير»، مؤكدة ان «المعاناة توحدنا، وتجعلنا نشعر بأننا شعب واحد في عالم واحد». وأشارت إلى انها أنهت الفيلم بعبارة غاندي: «كن أنت التغيير الذي ترغب في أن تراه في العالم»، لتبين أن الناس العاديين أساس في حركة التغيير، مضيفة ان«الربيع العربي للثورات، وما يحدث من احتجاجات في العالم على الظلم والقهر وغياب العدالة، مؤشر إلى أن الناس بدأت تعي قدرتها على الإسهام في التغيير الفعلي».

 

وحول دور السينما في مواجهة الظلم، خصوصاً في ظل هيمنة سينما «هوليوود» التي تروج في كثير من أفلامها للعنف والاستهلاك، قالت إيارا، مؤسسة منظمة «كيبرنها» التي تعزز التضامن العالمي وتدعم مشروعات السلام والعدالة، «غالبا ما تمجد الصور التي نشاهدها في السينما العنف، وتشجع على الاستهلاك، وتروج للوضع الراهن. انها تهتم بالمؤثرات الخاصة، لكن لا تعكس الواقع الاجتماعي». وأضافت «يتعين على منتجي الأفلام المستقلين أن يلعبوا الدور المهم، باستخدام الفيلم سلاحا ضد الهيمنة والاحتلال والظلم والقهر»، مؤكدة أهمية أن يتخطى الفنانون القيود في ما يجب عمله، وفي ما يخص تأثير الفيلم على المشاهدين، مضيفة «يجب علينا استخدام الفيلم باعتباره وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية». وأوضحت إيارا ان «الأفلام الوثائقية صوت مسموع لحكايات مسكوت عنها»، مشيرة إلى أنها تسلط الضوء على مناطق معتمة في الحياة، وقضايا يتم تجاهلها.

المخرجة إيارا تعتقد أن المقاومة السلمية هي الطرح الوحيد والفعال من أجل تحقيق السلام العادل على المدى الطويل، لكنها تستدرك بقولها إن «عدم استخدام العنف، لا يعني الركود والاستسلام، إذ ان المقاومة غير المسلحة تخلق أزمة تحول دون استمرار العنف والهيمنة»، متمنية ان ترى السلام والعدالة والحرية تتحقق في العالم، موضحة «لكن هذا لا يعني ببساطة غياب العنف، فعندما لا يستطيع الناس الحصول على ما يكفيهم من الطعام كل يوم، أو يقبعون تحت بؤس الاحتلال والهيمنة، فهذا وضع فيه عنف، لذا يتعين علينا تغيير هذه الأوضاع من أجل خلق سلام حقيقي وعدالة حقيقية بعيداً عن القهر».

وعن أثر طفولتها وذكرياتها، قالت إيارا «خلال مرحلة الطفولة استفدت كثيرا من محيطي المتعدد الثقافات، كوني أنتمي إلى عائلة كورية ونشأت في البرازيل. ما منحني الرغبة دائماً في تخطي الحدود، وفهم وجهات النظر المختلفة، ونشر فكرة المواطنة العالمية». وأضافت أن «هذا الاندماج ساهم في تكوين خلفيتي المتعددة الثقافات، وفي احترامي وفضولي لمعرفة الثقافات الأخرى. ومن خلال هذه التنشئة أدركت أن الإبداع يتطلب فهم وجهات النظر المختلفة. كما منحتني التعددية الثقافية الاهتمام في تجاور الاشياء المختلفة، وخلصت إلى أننا نريد أن نعزز التنوع الثقافي، ونريد أن نكون متحدين من أجل الدفاع عن عالمنا».

تويتر