رئيس جمعية الإمارات لهواة الطوابع يكشف جمالياتـــها

عبدالله خوري: الطوابـع رسائل ثقافية وجمالية

هواة جمع الطوابع يحتاجون إلى تجمعات ومؤسسات تسهل مهماتهم. تصوير: تشاندرا بالان

قال رئيس جمعية الإمارات لهواة الطوابع عبد الله خوري، إن الهدف الأساسي من تكوين الجمعية هو «نشر هواية جمع الطوابع بين الناس، وكذلك لم شمل الهواة في تجمع واحد يوحد أنشطتهم وتمثيلهم ويقدم لهم الدعم»، مشيراً أن هاوي جمع الطوابع «يحتاج إلى التعارف إلى من يشاركونه هذا الاهتمام كما يحتاج إلى تجمع أو مؤسسة يستطيع من خلالها التواصل مع الهواة في دول أخرى، والتفاعل مع الأنشطة والمعارض التي تعزز من قيمة الهواية وتفتح آفاقاً جديدة على ثقافات أخرى».

وأشار خوري في حوار لـ«الإمارات اليوم» إلى بداية تكوين الجمعية التي تعود إلى عام ،1996 وتحت رعاية «بريد الإمارات» الذي كان يسمى سابقاً «هيئة البريد»، اذ جاء اقتراح الفكرة من مدير عام الهيئة في ذلك الوقت عبدالله سعيد بوحسن، الذي تولى رئاسة جمعية الهواة أيضاً في بداية إنشائها، ومن ثم بدأ التواصل والمراسلة بين هواة الطوابع في مختلف أنحاء الإمارات، كما تم فتح قنوات تواصل رسمية مع تجمعات الهواة العالمية مثل الاتحاد الدولي لهواة الطوابع والاتحاد الآسيوي لهواة الطوابع، الذي يشغل خوري منصب سكرتيره الفخري.

رسائل ثقافية

ويستكمل خوري حديثه عن هواية الطوابع بحماس المكتشف هذا العالم وجمالياته، ويقول «طابع البريد ما هو إلا سفير مستقل بذاته يحمل رسائل ثقافية واجتماعية وفنية من بلد إلى آخر»، مشيرا إلى أن تصميم الطابع وألوانه والخاتم الذي يحمله عناصر تدل على تاريخ وجغرافيا وتراث المجتمعات، وكيف طرأ عليها تغييرات مرحلية مثلاً من الاستعمار إلى الاستقلال، أو من الحياة الزراعية إلى الصناعية، أو من نظام ملكي إلى جمهوري. أما الناحية الجمالية للطابع فيؤكد خوري أن طابع البريد تحفة فنية في حد ذاتها بعيداً عن الاعتبارات الأخرى إذ «يقدم جرعة جمالية مختصرة ومكثفة في مساحة صغيرة جدا تتميز برقة اللون والتشكيل»، خصوصاً في الطوابع الصادرة خلال مناسبات مهمة أو التي تعكس تراث وحضارة مجتمع معين.

ويتم تصنيف الطوابع بحسب عناصر متعددة أشهرها الأختام و الفترة الزمنية التي صدرت فيها أو موضوع الطابع في حد ذاته سواء كان شخصية تاريخية أو حدثاً سياسياً أو ما يخص عناصر الطبيعة، وقد ربط رئيس جمعية الإمارات لهواة الطوابع بين طريقة تصنيف وعرض الطوابع وبين خلفية وثقافة الهاوي نفسه، من حيث ميوله والموضوعات التي يبحث فيها، مثال على ذلك تجربته الشخصية واهتمامه بتكوين مجموعات من الطوابع تستعرض التاريخ البريدي لإمارة دبي، ويعلق على ذلك أن الإمارات كانت تستخدم طوابع هندية في ما بين عامي 1909 وحتى عام 1945 حيث كانت بريد دبي يتبع مكتب بريد «كراتشي» بباكستان، وحينما استقلت باكستان ظل بريد دبي تابعاً لها حتى أنشئ مكتب بريد خاص لها.

ويؤكد خوري أنه عثر على كثير من تلك المراسلات عن طريق المصادفة أو عن طريق التبادل مع آخرين، ثم عن طريق شراء مثل هذه الطوابع والاجتهاد في الحصول عليها أينما كانت، يقول «في كثير من الأحيان أجد مراسلات لأفراد ينتمون إلى عائلات أعرفها جيداً، فأعطي الخطاب للأحفاد كي يطلعوا على تاريخ أجدادهم وبالطبع يستقبلونها باندهاش وعدم تصديق»، ويضيف أنه وجد كثيراً من خطابات التجار الذين كانوا يعملون على توريد البضائع بين دبي والهند وبلاد فارس، التي تحتوي على أخبار وقصص حول الأسعار والمشكلات الاقتصادية التي كانت موجودة في ذلك الوقت، أو وسائل نقل البضائع عن طريق البر أو البحر وكل ذلك يعكس أهم تفاصيل الحياة والعلاقات بين دول منطقة الخليج والدول الذي كانت تتعامل معها.

ميراث

ورغم حصوله على شهادة في أحد تخصصات كيمياء البترول، لم يمارس عبدالله خوري ما تعلمه مهنةً، إذ ورث عن والده تجارة السيارات وقطع الغيار مثلما ورث هواية جمع الطوابع، ويقول «في سن الثامنة أهداني والدي مجموعته البريدية، ومنذ تلك اللحظة وأنا أجد نفسي بين الطوابع حتى عندما انقطعت عنها فترة الجامعة وجدتني أعود إليها مرة ثانية وباهتمام متزايد»، مشيراً إلى أن المهنة والدراسة لا تمنع هاوي جمع الطوابع من ممارستها، حتى إن معظم الهواة من الأطباء والمهندسين الذين يحرصون على حضور المعارض، بل والحصول على تصنيفات وميداليات. وحول معرض الشارقة للطابع العربي يقول رئيس جمعية الإمارات لهواة الطوابع إنه يعد الأول من نوعه في المنطقة؛ اذ يضم 12 مجموعة من الطوابع التي تخص المنطقة العربية، وهي المجموعات الحاصلة على ميداليات دولية وتصنيفات من خلال معارض دولية سابقة، وهذه هي الفكرة الأساسية للمعرض، كما أن العارضين الموجودين بمعرض الشارقة يتمتعون بخبرات طويلة في ممارسة الهواية، وكذلك لديهم مجموعات مهمة ومصنفة، ولعل أهمية المجموعات المعروضة بمعرض الشارقة هي السبب في تنظيم مزاد، هو العاشر في تاريخ الجمعية، سيتم تخصيص 10٪ من دخله لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

تويتر